فيليب سوفانيارغ \r\n \r\n الكنديون يستعدون لطي صفحة حكم الليبراليين مع صعود قوي للمحافظين. \r\n يبدو ان الكنديين الذين تعبوا من 12 عاما من حكم الحزب الليبرالي الذي شوهت سمعته فضيحة مالية، قرروا فتح صفحة جديدة خلال الانتخابات المقبلة التي ستجري في 23 كانون الثاني/يناير واعطاء ثقتهم لرجل جديد هو زعيم حزب المحافظين ستيفن هاربر (40 عاما). \r\n وسيتوجه حوالى 23 مليون ناخب الى صناديق الاقتراع الاثنين المقبل للمرة الثانية خلال 18 شهرا في حين تجمع استطلاعات الرأي حتى الان على تقدم المحافظين الامر الذي كان من الصعب تصوره قبل بضعة اسابيع. \r\n وتعطي اخر استطلاعات الرأي المحافظين تقدما بما بين 5 الى 16 نقطة وذلك حسب معاهد الاستطلاع، على الليبراليين بزعامة رئيس الوزراء بول مارتن الذي تؤكد الاستطلاعات ان هاربر سيخلفه في منصبه الا اذا حصل تحول في اخر لحظة. \r\n وبموجب النظام الكندي المستوحى من النظام البريطاني فان رئيس الحزب الذي يحصل على اكبر عدد من مقاعد مجلس العموم ال308 يكلف عادة تشكيل الحكومة. \r\n لكن لا تزال هناك علامة استفهام حول ما اذا كان هاربر سيتمتع باغلبية المقاعد في البرلمان او انه سيضطر لتشكيل حكومة اقلية وهو عمليا امر صعب لان ليس له اي حليف طبيعي بين الاحزاب الكندية الثلاثة الاخرى الممثلة في البرلمان. \r\n في اي حال ليس هناك ادنى شك في ان حزب المحافظين سجل تقدما ملحوظا خلال الفترة الاخيرة. وقد حصل على تأييد صحيفتين كبيرتين في البلاد هما \"غلوب اند ميل\" الانكليزية و\"لا برس\" الفرنسية اللتان كانتا مؤيدتين للحزب الليبرالي. وقد ظهر تأييدهما في مقالات متميزة نشرت فيهما. \r\n في مؤشر اضافي للنيل من رئيس الوزراء المنتهية ولايته، بدأت شخصيات من الحزب الليبرالي العمل لتسلم رئاسة الحزب مكانه في حال هزم في الانتخابات. \r\n يشار الى ان مارتن يترأس حكومة اقلية منذ حزيران/يونيو 2004. وقد نجح في تلك الفترة في تصوير خصمه على انه يميني متطرف وخطير، مركزا على مخاوف الناخبين المعتدلين باكثريتهم حيال هذا النائب الذي لم يكن معروفا جيدا من قبل والمتحدر من مقاطعة البرتا الغنية بالنفط. \r\n الا ان خطته هذه لم تنجح هذه المرة. وقد تحاشى زعيم المحافظين الاخطاء التي ارتكبها في العام 2004 وشن عمليا حملة انتخابية بدون اخطاء في حين اعتبر معظم المحللين ان مارتن لم يحسن ادارة معركته ولم ينجح بالاستفادة من وضع اقتصادي جيد. \r\n وبالاضافة الى ذلك، فقد طور هاربر مواقفه نحو الوسط من بدون ان يتخلى مع ذلك عن بعض اوجه عقيدته المحافظة مثل معارضته لبروتوكول كيوتو او الزواج بين مثليي الجنس الذي اصبح شرعيا العام الماضي. \r\n ولكنه يستفيد ايضا خصوصا وبدون اي شك من استنزاف الليبراليين بعد ان امضوا اكثر من 12 عاما في السلطة وبعد فضيحة رشوة كبرى اثرت كثيرا على صورتهم. \r\n وتتعلق الفضيحة بتحويل اموال عامة خلال حملة اعلانية كانت تهدف الى الترويج للوحدة الكندية في مقاطعة كيبيك التي تجنح الى الاستقلال. \r\n وبالرغم من ان تقرير لجنة التحقيق التي شكلت لهذه الغاية قد برأت مارتن شخصيا فان هذه القضية اساءت لرئاسته للبلاد وساهمت في سقوط حكومته نهاية تشرين الثاني/نوفمبر بعد تقديم المعارضة مذكرة لحجب الثقة عنها في البرلمان. \r\n وقد انضم الحزب الديموقراطي الجديد (يسار) والكتلة الكيبيكية الى المحافظين لاسقاط الحكومة مؤكدين انه لم يعد لليبراليين \"السلطة الاخلاقية\" لقيادة البلاد. \r\n ولكن لا يمكن للحزب الديموقراطي الجديد ولا للكتلة الكيبيكية ان يشكل اي منهما الحكومة وسيكون امامهما دور مهم يلعبانه في حال تم تشكيل حكومة اقلية جديدة في كندا. \r\n وبسبب اتساع مساحة البلاد فان عمليات التصويت ستجري في ستة مواعيد مختلفة بحيث تفتح اولى مكاتب الاقتراع ابوابها عند الساعة 12:00 تغ من ظهر الاثنين على المحيط الاطلسي وتقفل اخر مكاتب اقتراع ابوابها عند الساعة 3:00 تغ من صباح الثلاثاء على المحيط الهادئ.