في كلتا الحالتين فإن المصير المشترك للمعاناة والموت, والحاجة الى التعاون, زاد الأمل في أن ابطال هذه الرواية قد أن لهم الأوان لوضع اسلحتهم بعد هذا الصراع المرير. \r\n لقد سمعت هذه الفكرة تتردد عندما سافرت في ارجاء آسيا مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان بعد اسبوعين من ابتلاع المحيط لأكثر من 200.000 شخص. وخلال حديثه الى الصحفيين بعد زيارته الى المدن التي غرق اهلها قال انان :لقد اتى الأشخاص السريلانكيون العاديون سويا بنسبة غير عادية من اجل تلبية احتياجات الأهالي في المناطق التي ضربتها الكوارث . وأنا امل بأن يطبق قادتهم السياسيين نفس الذي فعله ابناء الشعب وينحون خلافاتهم جانبا. \r\n بعض اعضاء نمور التاميل وهي الجماعة المتمردة التي ابتدأت فكرة التفجيرات الانتحارية كنوع من الخطط الرادعة للحكومة, قاموا بهذا الأمر بالفعل , حيث عملوا مع الجيش السريلانكي في توزيع المؤون. وبالمثل, خلال هذا الخريف وعقب الزلزال المدمر, نشرت وسائل الاعلام قصصا للأسر الباكستانية والهندية وقد التم شملها بعدما وافقت الدولتان على اقامة نقاط حدودية على خط المراقبة الذي يمر بكشمير. \r\n يبدو ان هذه الكارثة سيكون لها دور كبير في اعادة الأمن والسلام الى هذه المنطقة التي لطالما اشتاقت الى رؤية السلام. من هذه الصراعات الثلاثة من اقترب من الحل عقب الزلزال المدمر , والثاني ازداد سوءا, والثالث ظل كما هو. \r\n الأول كان من نصيب اقليم اسييه وهو اسعد الأقاليم حالا حيث اقترب هذا الصراع من الحل, وهو في المنطقة التي تقع على طرف جزيرة اندونيسيا في سومطرة, التي سواها سونامي وجعلها مثل اعواد الثقاب المتناثرة. بالنسبة لمتمردي حركة اسييه الحرة التي ظلت تشن صراعا طويلا من اجل الانفصال منذ السبعينيات فقد تعرضوا لحملة عسكرية شرسة على مدى العامين ولهذا كانت لديها كل الاستعدادات التي تجعلها تطالب بالسلام مع الحكومة. وعلى الجانب الآخر, فإن حكومة الرئيس سوسيلو بامبانغ يودويونو كانت بالفعل تبحث عن حلول سلمية لهذه القضية التي قضت مضجعها وانهكتها طويلا. لقد منح سونامي كلا الجانبين الحجة للتفاوض وكذلك الحافز للقيام بهذا الأمر في شكل وعود بمليارات الدولارات من المساعدات الدولية. في 15 اغسطس وقع الجانبان اتفاق سلام تعهد فيه المتمردون بوضع اسلحتهم والتحول الى حزب سياسي, بينما وافقت الحكومة على سحب قواتها ووحدات الشرطة من الاقليم. \r\n وفي سريلانكا على النقيض من ذلك, لم يكن اي من الجانبين يبحث عن حجة للسلام. حيث رفضت الرئيسة تشاندريكا كوماراتونجا السماح للأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان بزيارة المناطق التي يسيطر عليها نمور التاميل وقامت بجهود رمزية لمشاركة هؤلاء الزعماء السياسيين من تلك المناطق في عمليات اعادة الاعمار فقط. في اغسطس الماضي قام نمور التاميل باغتيال وزير الخارجية السريلانكي. وخلال الانتخابات الرئاسية الشهر الماضي, اتت الموجة العارمة من الوطنيين بالرئيس المتشدد في مواقفه السياسية والذي اعاد حالة الطواريء مرة اخرى الى الدولة وانهى مناقشة اي موضوعات تتعلق بتطوير السلطة في اقاليم الدولة. وارتفعت وتيرة عمليات القتل خلال الأيام الأخيرة وهي ما زادت من المخاوف من استئناف الحرب من جديد. \r\n لم يحدث تغير كبير في الهند وباكستان, في الواقع, يمكن القول ان شيئا لم يحدث. بعد لحظة من النشاط والحركة, ظلت عملية السلام التي كانت الأرضية ممهدة لها في سبتمبر متجمدة ولم تتقدم خطوة واحدة. \r\n لماذا اذا نتوقع غير ذلك؟ ربما ان هذه هي طبيعتنا. اننا نريد ان نحدد معنى أو بعدا اخلاقيا لهذه الأحداث العشوائية التي تتسم بالوحشية. ان مواطني اقليم باندا اسييه, طبقا لمقال نشر مؤخرا في مجلة نيويورك تايمز, جاء فيه:لقد عاقبنا الله لأننا كنا نشرب الكحول ونرتدي ملابس غير لائقة. بينما نحن في الغرب لايمكن ان نتصور العالم بهذه الطريقة السحرية وبهذه المصطلحات الجبرية. بينما تجدنا نقول في الغرب أن المأساة تجعلنا اكثر حكمة. \r\n هذه الصراعات بات من الصعب علاجها وذلك لأن كل جانب يشعر بعدالة قضيته دون الآخر. هذه الحركات يمكن سحقها من خلال الاستنزاف. ويمكن ايضا استيعابها وتحييدها من خلال الاجتهاد الدبلوماسي وايجاد حلول وسط. ولايمكن اطلاقا انتظار معجرة لتحل هذه المشكلات والصراعات طويلة الأمد. \r\n جيمس تراوب \r\n كاتب يؤلف كتابا جديدا عن الأممالمتحدة في عهد كوفي انان \r\n خدمة لوس انجلوس تايمز خاص بالوطن