\r\n الادارة ومؤيدوها من الجمهوريين قد تجنبوا الاتهامات بقولهم من حيث المبدأ: لقد ايد عدد كبير من الديمقراطيين تلك الاستخبارات وايدوا الحرب في العراق, ايضا. فلنفكر في هذا الأمر لماذا نهتم بعدد السياسيين في واشنطن الذين قاموا بتضليل الشعب الأميركي؟ هل هناك كذبة اقل من اخرى او كما يقولون هناك الوان للكذب؟ حتى اذا كانت الاتهامات الموجهة ضد الادارة دقيقة وصادقة, فسوف يعني الأمر فقط ان البيت الأبيض قد تواطأ في هذا الأمر حينما لفق قصته الزائفة من اجل خوض الحرب ضد العراق. \r\n ان فريق بوش تشيني يراهن على ان وضع القضية في ملعب الحزبين الكبيرين سوف ينقذهما الى حد ما من اللوم بسبب تشويهما المتعمد للحقائق والسير وراء اهوائهما واقحام الشعب الأميركي في حرب لاطائل من ورائها, في بلد ليسوا على دراية بطبيعتها ولاطبيعة اهلها. \r\n ان هذا ستار دخاني، حيث ان قضية العراق لاتنقسم بين الديمقراطيين والجمهوريين، وانما تنقسم بين هؤلاء الذين يدافعون بشكل طائش عن حرب لايمكنهم تبريرها وهؤلاء الذين ابدوا حنقا شديدا وامتعاضا وطلبوا المزيد من الأدلة الدامغة التي تبين ان هناك بالفعل تهديدا وشيكا ضد الأميركيين. هذا الدليل لم يقدم اطلاقا وربما انه لن يوجد بأي حال. ان الشعب الأميركي تنتابه حالة من الغضب والضيق لأنهم رأوا ان ادارتهم التي اختاروها خدعتهم خداعا شديدا وضللتهم بكل ما تستطيع وبكل اجهزتها الاستخباراتية التي من المفترض ان تدافع عن الشعب وان تجنبه الاقحام في حروب تكلفه الكثير ولازال في جعبة تلك الحرب الكثير والكثير الذي لم يتضح بعد. \r\n ومع ذلك كان من المثبط للهمة ان العديد من الديمقراطيين وربما بعض الجمهوريين كانت لهم بعض الرؤى الخاصة لدعم وتأييد حرب العراق منذ ثلاث سنوات بدلا من الانحناء امام الرياح والثبات على المبدأ. لقد كان من السهل ان تنأى بشعب شغوف بوصف اي عمل عسكري عقب احداث 11 سبتمبر بالعمل الوطني, بدلا من الزج به في تلك الحرب. \r\n في اكتوبر عام 2002 قبل خمسة اشهر من الغزو جلست وانا في حالة من الغليان, بينما كانت السيناتور هيلاري كلينتون تقدم تفسيرا عن تصويتها المؤيد لفكرة الحرب التي خاضها بوش خلال كلمة القتها في حفل اقامه زملائي في جامعة روشستر لم تقل ابدا ان الدليل او المنطق اقنعها بتبرير الحرب وبدلا من ذلك نجد انها قالت, ان تخفيف حدة الطلب المتزايد الذي ينادي بالحرب كان هو اقصى اماني الديمقراطيين من اجل مسايرة الاتجاه العام السائد. \r\n ومع تضاؤل صبر الجمهور على الحرب, تسعى الادارة جاهدة بكل ما تملك لتجنب المسؤولية بالاشارة الى النسبة الكبيرة للديمقراطيين الذين ساندوا الفكرة وايدوها منذ ثلاث سنوات. \r\n اذا كانت لدي الفرصة في ان اتساءل فسيكون سؤالي لماذا اختارت السيناتور هيلاري كلينتون تأييد الحرب, بينما اعلن جراهام احد زعماء حزبها والذي كان وقتها رئيسا للجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ انه لايوجد ما يكفي من الأدلة التي تجعله يؤيد قرار الحرب. \r\n لقد أثرت هيلاري والعديد من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ من بينهم السيناتور جون كيري وجون ادواردز الثقة في بوش بدلا من جراهام. وفي مقاله هذا الأسبوع, اوضح جراهام ان الادارة كانت بالفعل تنشر قواتها العسكرية من افغانستان الى العراق منذ 13 شهرا قبل غزوها للعراق, وكان هذا الأمر في اواخر سبتمبر 2002, وحتى الآن لم يكلف مجلس النواب نفسه عناء طلب تحليل الاستخبارات الوطنية من اجل تقييم الأدلة على تهديد اسلحة الدمار الشامل العراقية التي كانت الذريعة الأولى للحرب. \r\n وعند اصدار التقرير السري المكون من 90 صفحة مؤخرا, قال جراهام انه تضمن مخالفات شديدة حول قوة الأدلة التي وردت به عن قدرات العراق ونواياها الخبيثة. تلك المخالفات تم تصحيحها فيما بعد في الملخص المكون من 25 صفحة الذي اطلع عليه الكونغرس والجمهور بعد تصحيحه. \r\n لقد تسبب جبن الديمقراطيين الجماعي في خسارتهم في انتخابات عام 2004 بينما تمكن انصار بوش بكل مهارة من التفرقة بين منتقدي الحرب وزرع الشقاق بينهم واعتبارهم غير وطنيين مما جعلهم يغيرون مواقفهم الرافضة للحرب بصورة مخزية. \r\n روبرت شتاينباك \r\n كاتب عمود في صحيفة ميامي هيرالد \r\n خدمة كيه ار تي خاص ب(الوطن)