أكبر المشاكل التي تواجه الرئيس بوش هي حرب العراق التي أدت إلى انقسام الولاياتالمتحدة على نفسها بل خلفت شرخا كبيرا داخل الحزب الجمهوري نفسه وذلك هو الجانب السيئ ، اما الجانب الآخر الذي يقر أعين الجمهوريين ويجدون فيه سلواهم أن استمرار الحرب قد يؤدي إلى انقسام أكبر في صفوف الديمقراطيين في سعيهم للبحث عن مرشح لخوض الانتخابات القادمة. \r\n في الوقت الحاضر يعارض معظم الديمقراطيين الحرب وقد يؤدي الصراع إلى انقسام حاد داخل الحزب الديمقراطي ربما يصل في النهاية إلى إقصاء السيناتور هيلاري كلينتون من الترشح لمنصب الرئاسة في انتخابات 2008 وحاليا لا تزال هيلاري هي أفضل المرشحين ، وقد أظهرت آخر استطلاعات الرأي التي أجرتها إن بي سي وصحيفة وول ستريت أن هيلاري يمكن أن تحصل على 41 % من أصوات الديمقراطيين وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف منافسها السيناتور جون إدواردز. \r\n وبالطبع هناك عوامل عديدة تصب في مصلحة هيلاري ومن ذلك قدرتها المالية واسمها اللامع وخبرتها العريضة في عالم السياسة ناهيك عن مساندة زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون ، نجد ان هذه العوامل مجتمعة تجعل منها مرشحة قادرة بالفعل على خوض غمار السباق الرئاسي. \r\n غير أن هيلاري كلينتون وعلى الرغم مما أسلفنا ذكره تواجهها مشكلة ضخمة حيث إنها قد وضعت نفسها في نفس الكفة التي يوجد بها بوش وموقفه من حرب العراق بعد أن اختارت لنفسها موقف حزب الوسط وكانت هيلاري قد صوتت عام 2002 لصالح قرار الحرب كما أنها ومنذ ذلك الحين تعطي صوتها لتمويل العمليات العسكرية وقد شهدت الأعوام الثلاثة الماضية تدهورا في نسبة مؤيدي الحرب ، وربما لا يمثل هذا التدهور الكثير بالنسبة للرئيس بوش على ضوء عدم تطلعه للترشح لأي منصب مرة أخرى وإذا ما كانت استطلاعات الرأي تفيد بأن الأميركيين يعارضون معالجته لمسألة الحرب بنسبة 2 : 1 فهذا امر سيئ بيد أنه سيظل رئيسا لأميركا شئنا أم أبينا غير أن الديمقراطيين يعارضون الطريقة التي يتعامل بها بوش مع الحرب بنسبة 9 : 1 ، وفي ولايتي ايوا وهامبشاير سيأخذ الناشطون ممن يتوقع أن تكون لهم الكلمة العليا في الانتخابات الحزبية عام 2008 موقفا لصالح اليسار ومن ثم فعلى هيلاري أن تواجه هؤلاء وما يحملونه من أفكار سيندي شيهان إذا ما كانت هناك رغبة حقيقية لدي هيلاري في استقطاب تأييدهم. \r\n ولكن ماذا بوسعها أن تفعل ؟ لقد أعطت صوتها لقرار الحرب وليس بوسعها ان تعدل عن ذلك كي لا يوجه إليها الاتهام بانها تغير رأيها على نحو مفاجئ وأفضل ما يمكن أن تأمله هيلاري أن يقوم بوش بنفسه بسحب القوات الأميركية من العراق وهو ما قد يجعل قضية حرب العراق غير ذات أهمية حينئذ. \r\n ومن جانب بوش ليس متوقعا أن يقدم على مثل هذه الخطوة والعكس هو الصحيح حيث لا يزال يردد الخطاب الحماسي المؤيد للحرب وقبل عدة أيام أعلن بوش أن الديمقراطيين يرددون اتهامات زائفة ضد الحرب وهو ما يبعث إشارات خاطئة إلى الجنود الأميركيين وكذلك إلى الأعداء الذين يرقبون مثل هذا النوع من الفرص. واتهم بوش الديمقراطيين بأنهم بذلك يعيقون جهود الحرب وهو ما يمكن وصفه بالخيانة. \r\n وقد اشتد حنق الديمقراطيين وسخطهم ضد الرجل القابع في البيت الابيض ومن ثم فقد يكون ذلك توقيتا خاطئا وفرصة غير مواتية لأي من الديمقراطيين الذين يرشحون أنفسهم لمنصب الرئاسة أن يعلن تأييده للبيت الأبيض في أي موقف له خاصة في مسألة الحرب. \r\n والواقع فقد اتخذت بعض رموز الحزب الديمقراطي موقفا معارضا للحرب وأعلنت أن موقفها السابق المؤيد لها كان مخطئا ومنهم جون إدواردز ، غير أن هيلاري لم تأخذ مثل ذلك الموقف. \r\n ويمكننا تصور تداعي أحداث الانتخابات الرئاسية في 2008 أن تسير على هذا النحو: مع استمرار الحرب تتزايد حدة الشد والجذب بين الصقور والحمائم وتكون هيلاري التي تتلمس طريقا وسطا تخاطر بمواجهة عنيفة في مستهل طريقها وإذا ما ظهرت مرتبكة وغير حازمة فمن المحتمل أن يؤثر الديمقراطيون دخول غمار المنافسة على مقعد الرئاسة بمرشح آخر قد يمثل التيار الأضعف. \r\n جيمس بنكرتون \r\n كاتب عمود بصحيفة نيوزداي \r\n خدمة لوس انجلوس تايمز وواشنطن بوست خاص بالوطن