\r\n هذا الافتقار الى الحسم ينذر بالشؤم بالنسبة لجهود الولاياتالمتحدة في تشجيع الديمقراطية باعتبارها وصفة علاجية مضادة للارهاب في كل مكان من العالم الاسلامي‚\r\n فالرئيس الاندونيسي سوسيلوبامبانغ يودو يونو يصر على معاقبة الارهابيين المسؤولين عن تفجير بالي الأخير‚ وكان الرئيس الاندونيسي السابق قد تعهد بالتزامات مماثلة في اعقاب تفجير بالي الأول في عام 2002‚ \r\n لكن قبل ستة أسابيع فقط قامت محكمة اندونيسية بتخفيف الحكم الصادر بالسجن على أبو بكر باعشير الذي يقال بانه زعيم الجماعة الاسلامية الحليف الرئيسي لتنظيم القاعدة في المنطقة كما خفضت الاحكام الصادرة بحق 18 آخرين ادينوا بلعب أدوار في تفجير بالي عام 2002‚ \r\n ليس هناك شك بأن باعشير البالغ من العمر (66 عاما) مفكر متطرف جدا قادر على الهام عمليات ارهابية فتاكة‚ فهو يدعو الى تفسير جديد للاسلام ويقول: ليست هناك ميتة أشرف من الموت شهيدا‚ فإذا التزمنا بالجهاد فيمكننا ان نهمل كل الأفعال الأخرى‚ كما لا يرى باعشير أية نهاية في المدى المنظور ل «صدام الحضارات»‚ اما الرئيس الاندونيسي فقال انه لا يستطيع تقديم تشريعات الى البرلمان تحظر نشاط الجماعة الاسلامية لانه لا توجد أدلة كافية تثبت ان الجماعة موجودة‚ وفي نفس الوقت يحذر من احتمال حدوث المزيد من الهجمات الارهابية‚ \r\n فليس من مصلحة الحكومة الاندونيسية الاستمرار في ايواء منظمة لديها هذه النوايا الخطيرة ‚‚ ولكن المسؤولين ربما استنتجوا بأنه قد يكون الأمر أكثر خطورة إذا ما أقدموا على دعم السياسات الأميركية فحسب آخر استطلاعات الرأي العام أجرته مؤسسة بيو غلوبال فان الاندونيسيين الذين كانوا يؤيدون الولاياتالمتحدة تراجعت نسبتهم بعد غزو اميركا للعراق ولحسن الحظ أظهر الاستطلاع ايضا ان التأييد للهجمات الارهابية تراجع خلال ثلاث سنوات من 27 بالمائة الى 15 بالمائة والثقة بأسامة بن لادن تراجعت من 58 بالمائة الى 35 بالمائة وربما كان ذلك بشكل رئيسي بسبب دور الولاياتالمتحدة في اغاثة اتشيه عقب زلزال تسونامي‚ \r\n وأصبحت اندونيسيا الآن من بين دول قليلة تعتقد الأغلبية فيها بأن الولاياتالمتحدة تتصرف احيانا مع أخذ مصالح الدول الأخرى بعين الاعتبار‚ ولكن الاستطلاع يظهر ايضا بأن الرأي العام ما زال سريع الاشتعال وان العداء لأميركا ما زالت نسبته عالية ولكن من الخطأ الاعتقاد بأن موجة التاريخ سوف تجعل بلدانا مثل اندونيسيا تتحول الى ديمقراطية وتبتعد عن الاسلام المقاتل‚ \r\n فالجماعات مثل الجماعة الاسلامية التي تطالب بتكافؤ الفرص الاقتصادية واحراز تقدم سياسي واجتماعي عبر التعليم والولاء للشخصيات الكاريزمية ما زالت تحظى باعجاب المواطنين في هذا الجزء من العالم ولمواجهة هذه النزعة يجب على الحكومات الاسلامية ان تعالج طموحات المواطنين المحبطة في ظل الانفجار السكاني الذي يزخر بالشباب‚ ولكي ينتصر الغرب في هذا النزاع مع الجهاديين يجب على زعماء الغرب ان يسعوا الى تغيير اتجاه التاريخ بدلا من التظاهر بركوب موجته‚ ولا ننسى ان الديمقراطية الغربية ولدت في ظروف مشابهة لظروف المسلمين‚ \r\n \r\n