\r\n وهذا هو مضمونه وهو انك اذا طورت نسخة لراسمالية موجهة من الدولة واحتفظت بازدهار اقتصادي لن يبالي الشعب بالحريات الديمقراطية.اذ سوف يؤثر الشعب الاستقرار والنمو على الديمقراطية التي يمكن ان تؤدي الى فوضى.\r\n ان النموذج الصيني جذاب لانظمة الحكم الاستبدادية مثل نظام فلاديمير بوتين في روسيا.ومع ذلك وحتى بالنسبة للصين نفسها فان هذا النموذج معيب بشكل خطير لاسيما لو استمر تبنيه بصرامة من قبل بكين. \r\n ولعل هذه الصرامة المفرطة تتضح بجلاء مع هونغ كونغ.فجمال وحيوية هونغ كونغ لم يخفت بعد عودتها للحكم الصيني في 1997.حيث لاتزال ناطحات سحابها الضخمة احد اجمل المشاهد في العالم حيث تقف شاهقة امام القمة المشهورة والتي يمكن للمرء من على ارتفاعها ان يرى ميناء فيكتوريا الرائع. \r\n بيد ان المستعمرة البريطانية السابقة جاءت بشيء خاص بالنسبة للصين وهو ما تفتقده بكين وهذا الشيء هو الخبرة الكبيرة في حكم القانون والاعراف الديمقراطية مثل حق التجمهر وحرية الصحافة وكما قال اعضاء المجلس التشريعي في هونغ كونغ واحد دعاة الديمقراطية البارزين فيها\"عندنا ثمار الديمقراطية بدون شجرتها وهي الحكومة المنتخبة\". \r\n ويمكن لبكين ان تنظر الى خبرة هونغ كونغ الطويلة مع حكم القانون بوصفها نموذج للوطن الام. \r\n وربما تكون الحكومة الصينية محقة بان اغلب الشعب في الوطن الام اكثر اهتماما بان يصبحوا اثرياء من ان يحصلوا عل حق الاقتراع.لكن التوترات المتصاعدة التي اثارها التحول الاقتصادي السريع لا يمكن احتواؤها ما لم يتم معالجة الشكاوي المتزايدة من الشعب الصيني.وسوف يتطلب ذلك مزيدا من المشاركة الشعبية في النظام وسوف يتطلب تطوير حكم القانون تحديدا. \r\n ويمكن لمسئولي هونغ كونغ ان يقوموا بدور الناصح الامين لنظرائهم الصينيين بشأن كيفية طرح انظمة ديمقراطية وقانونية.وبالفعل فان رجال الاعمال في هونغ كونغ ينصحون نظراءهم في الوطن الام بشأن الممارسات التجارية الدولية.كما توفر بورصة هونغ كونغ دروسا لبورصة شنغهاي التي تترنح من نقص الشفافية. \r\n وبدلا من ذلك فان بكين تتحرك صوب قمع الديمقراطيين في هونغ كونغ.حيث ان القانون الاساسي لهذا الاقليم الذي يقوم على دولة واحدة بنظامين يسمح بحريات اكبر عن بقية الصين.وكان من المفترض لهذا الاقليم المتمتع بحكم ذاتي ان يتقدم ببطء صوب انتخابات شعبية كاملة لرئيسه التنفيذي في مطلع 2007 وللمجلس التشريعي في 2008(حاليا فان نصف عدد المجلس التشريعي فقط منتخبون من الشعب).وبكين مخولة للاعتراض على اي تغيرات سياسية. \r\n وفي ابريل الماضي اعادت حكومة بكين من جانب واحد تفسير القانون الاساسي لتقضي انه يمكن الشروع في تغيير سياسي في هونغ كونغ.وعلقت الانتخابات الكاملة والمباشرة في 2007/2008 ولم تضع اي موعد للسماح بانتخاب كامل.وتشير بعض الالماحات من الصين ان الاقتراع الكامل قد يتم ارجاؤه لعقود. \r\n لماذا كل هذا الهلع من قبل الحكومة في بكين بشان الديمقراطية في هونغ كونغ؟ \r\n هناك في هونغ طونغ من يرى انهم يخافون لان السيطرة في دمهم. \r\n لكن ما الذي يخيف بكين؟لا يريدون رؤية الديمقراطية تنتشر في بقية الصين حسبما يذكر البعض في هونغ كونغ.فقد شهدت بكين رئيسا مؤيدا للاستقلال يتم اعادة انتخابه في تايوان الجزيرة الديمقراطية التي ترى الصين انها جزء منها. وتخشى القيادة الشيوعية الصينية ما قد يسفر عنه اقتراع كامل في هونغ كونغ. \r\n ويذكر البعض في هونغ كونغ ان القادة في بكين مخطئون لانه لا احد في هونغ كونغ يفكر في الاستقلال.ويذكرون ان بكين يمكن ان تسيطر بشكل كامل على الصينيين الذي يعيشون في المدن الكبيرة ويعملون من اجل ان يصبحوا اثرياء.حيث لن يطالب هؤلاء بديمقراطية كاملة في المستقبل المنظور. \r\n غير ان هونغ كونغ مختلفة بطبقتها الوسطى المثقفة المطلعة بشكل كبير على على العقائد الديمقراطية.وتظهر استطلاعات الراي بشكل مستمر ان حوالي 60% من اهالي هونغ كونغ البالغ عددهم 6.7مليون نسمة يفضلون الانتخاب المباشر لحكومتهم. \r\n وفي الاسبوع الماضي دعت بكين المجلس التشريعي في هونغ كونغ الى جولة في اقليم غواندونغ في الجنوب الشرقي وهي المرة الاولى التي يسمح فيها لاعضاء مجلس تشريعي مؤيدين للديمقراطية بدخول الصين خلال عقد من الزمن. بيد ان المسئولين الشيوعيين رفضوا التحدث في القضايا السياسية التي يحملها الديمقراطيون في رؤوسهم.حيث لا تزال تخشى من ذلك بشكل كبير.وكما قال احد هؤلاء الديمقراطيين\"لا يريدون الثقة في حكام هونغ كونغ\". \r\n هذا حقيقي بشكل كبير غير ان نموذج الصين يحتاج الى النصيحة من ديمقراطيي هونغ كونغ بغية الحفاظ على التقدم في الوطن الام.واذا اضاع القادة الصينيون هذه الخبرة فانهم يمكن ان يواجهوا متاعب اكبر في طريقهم. \r\n ترودي روبين \r\n كاتبة عمود وعضو هيئة التحرير في فيلاديلفيا انكويرر.خدمة\"كيه ار تي\" خاص ب(الوطن).