ويرفض بوش مقابلة سندي شيهام، وبدلا من ذلك يستغل وقت اجازته في مزرعة كروفورد بالحديث مع التلفزيون "الاسرائيلي" حول الحرب. وخلال مقابلة اجراها تلفزيون "اسرائيل" مؤخرا مع الرئيس الامريكي قال بوش عن الموقف من ايران: "ان جميع الخيارات الآن على الطاولة". \r\n \r\n وتعتبر "اسرائيل" الليكودية آخر حليف متبق لبوش في حربه على ما يسمى "بالارهاب الاسلامي". و"اسرائيل" المدججة بالأسلحة النووية والتي لم توقع على معاهدات الحد من الاسلحة النووية هي التي تتهم ايران وتؤكد ان برنامج ايران الخاص بالطاقة النووية لا يمثل سوى قناع لانتاج الاسلحة من ورائه. ويخشى حزب الليكود ان تكون الاسلحة الايرانية عقبة امام خطط "اسرائيل" الرامية الى طرد الفلسطينيين وتوسيع حدودها. \r\n \r\n وقد وقعت ايران على معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية وترغب في ان تراقب الوكالة الدولية للطاقة الذرية برنامج الطاقة النووية الايراني. \r\n \r\n ولكن بوش ينكر جميع الحقائق والتطمينات ويريد أن يهاجم ايران استنادا الى لا شيء سوى جنون الارتياب "الاسرائيلي". \r\n \r\n ويستطيع بوش ان يتجاهل الشعب الامريكي لأن الديمقراطيين انهاروا كلية كحزب معارض شأنهم في ذلك شأن حزب المحافظين في بريطانيا. ويشار حاليا باطراد الى الحزب الجمهوري باعتباره حزب "الجمهوليكود". \r\n \r\n والعائق الوحيد امام بوش هو النقص في القوات الامريكية. فمع تورط القوات الامريكية في مأزق العراق، يؤكد القادة العسكريون الامريكيون ان ثالث مناوبة لجنودنا المراهقين والمحبطين في العراق لا يمكن تفاديها الا بعدة انسحابات للقوات الامريكية من العراق بحلول الربيع المقبل. \r\n \r\n وعموما، وفي الحادي عشر من اغسطس/ آب الجاري اعترض بوش على حديث العسكريين حول تخفيض عدد الجنود الامريكيين في العراق. وفي اليوم التالي، اعلن قائد الشؤون اللوجستية الامريكية في العراق ان عدد هجمات افراد المقاومة العراقية على القوات الامريكية بطول خطوط الامداد تضاعف خلال العام الماضي الامر الذي يوضح بجلاء ان الولاياتالمتحدة لا تحقق مكاسب فقط بل لا تستطيع حماية نفسها. \r\n \r\n ويحق لسندي شيهان ان تطرح سؤالها التالي على بوش: ما هي القضية النبيلة التي يخدمها كل هذا الدمار وهذه المعاناة؟ \r\n \r\n ويتعمد بوش الاختباء من السيدة شيهان لأنه يعرف ان القضايا الوضيعة والخسيسة فقط هي التي تحظى بالخدمة حاليا من خلال وجود القوات الامريكية التي تحتل العراق. \r\n \r\n وطبقا لوكالة الاستخبارات الامريكية "سي آي ايه" فإن المستفيد الأساسي من الحرب هو اسامة بن لادن ومساعيه لتجنيد المؤيدين. وفي الوقت الذي تتعثر فيه جهود امريكا لتجنيد العسكريين ويعلن جنرالات الولاياتالمتحدة أن الحرب قصمت قوات الاحتياط والحرس الوطني تتسع قاعدة المقاومة في العراق. \r\n \r\n فهل يستطيع المرء أن يدرك خطورة وجود رئيس للولايات المتحدة منفصل الى هذا الحد عن الواقع الى حد يدفعه الى التفكير في مهاجمة ايران وهي بلد تساوي مساحتها ثلاثة أضعاف مساحة العراق في حين انه يفتقر الى القوات التي تكفي للسيطرة على بغداد وحماية الطريق من بغداد الى المطار؟ \r\n \r\n وعلى الرغم من جميع "الاجتياحات" التي تقوم بها القوات الامريكية لمعاقل افراد المقاومة يقول القادة العسكريون الامريكيون: ان هجمات المقاومة تتضاعف. \r\n \r\n ان ادارة بوش مخبولة ولا شك، وإذا لم يقض الشعب الامريكي عليها عن طريق المطالبة بعزل بوش فإنها ستتسبب في وقوع حرب كبرى. وربما يرضي هذا بعض الانجيليين المسيحيين، ولكن الحرب العالمية الثالثة لن ترضي أي شخص آخر. \r\n \r\n \r\n \r\n * الكاتب زميل في معهد الاقتصاد السياسي وزميل باحث في المعهد المستقل ورئيس تحرير مشارك سابقا في صحيفة "وول ستريت جورنال" والنص منشور في موقع "انتيوور". \r\n \r\n \r\n