\r\n وها هي الادارة الامريكية تقف بمواجهة زعيم شعبي ادرك سن البلوغ السياسي في صفوف المجموعة الطلابية التي استولت على السفارة الامريكية في طهران عام 1979 وتهيىء نفسها لصيف ساخن وطويل من المواجهة مع ايران على عدد من المواضيع الخطيرة يأتي في مقدمتها البرنامج النووي الايراني ثم يليه موضوع الارهاب, وربما تشمل المواجهة ايضاً قضية تغذية التمرد في العراق. \r\n \r\n لم يبذل احمدي نجاد اية محاولة للتغطية على تصميمه على جعل ايران دولة نووية, بهذه الطريقة او تلك. لكنه رفض اتهام واشنطنلايران بكونها تسعى الى انتاج سلاح نووي. \r\n \r\n في تصريح له سبق اعلان نتائج الانتخابات التي جرت يوم الجمعة الماضي قال احمد نجاد »ان الطاقة النووية محصلة للتطور العلمي الذي حققه الشعب الايراني, وليس بوسع اي كان ان يقطع طريق التقدم العلمي لاية دولة« وتنبأ نجاد قائلاً: »سوف يعترف قريباً بهذا الحق للشعب الايراني الاشخاص الذين انكروه لحد الان«. \r\n \r\n يصر بوش واعوانه على ان من غير الممكن الوثوق بايران كدولة تملك مقومات انتاج سلاح نووي, حتى لو كانت تملك الحق القانوني بحيازة تلك المقومات تبعاً لمعاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية, وهو المنطلق الذي تستند عليه ايران في الدفاع عن حقها بحيازة الخبرة النووية. \r\n \r\n وتجادل الولاياتالمتحدة بان ايران قد فقدت هذا الحق عندما قامت بالتكتم على مدى 17 عاما على نشاطها النووي وحجب ذلك النشاط عن عيون المفتشين الدوليين. \r\n \r\n حالياً, يسود الاعتقاد بين بعض المسؤولين الامريكيين والخبراء الخارجيين بأن نتيجة الانتخابات الايرانية الاخيرة قد تسهل مهمة الادارة الامريكية في فرض وجهة نظرها. \r\n \r\n وكان احد مساعدي الرئيس بوش المقربين قد صرح في وقت سابق بأنه بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات الايرانية »فاننا نتوقع صيفا من الازمات المتزامنة عند طرفي العالم: واحدة في ايران والثانية في كوريا الشمالية«. \r\n \r\n ومن شأن فوز احمدي نجاد ان يعزز الشكوك التي تحملها الادارة الامريكية بشأن قدرة المفاوضين الاوروبيين على اقناع ايران بالتخلي عن قدرتها في انتاج الوقود النووي. \r\n \r\n يقول كينيت بولاك, احد اساتذة معهد بروكنغز, بأن فوز احمدي نجاد »سوف يغذي حجة الاشخاص الذين يعتقدون بأن الاختيار الوحيد هو التشدد مع ايران انطلاقاً من قناعتهم بان ايران سوف تلتزم جانب التشدد«. \r\n \r\n اما رئيس الجمهورية الايرانية المنتهية ولايته محمد خاتمي فيرى بأن »هذه الحجة لا قيمة لها لانه لم يتضح بعد ما اذا كانت القرارات المتعلقة بالقضية النووية ستتخذ من قبل احمد نجاد الذي يمكن ان لا يمتلك من السيطرة على هذه القضية قسطاً اكبر مما كان لدى سلفه«. \r\n \r\n وتفترض واشنطن ان القرارات النووية تتخذ من قبل القائد الاعلى في ايران وهو آية الله علي خامنئي الذي يعتبر غير مستعد للتخلي عن اختيارات بلاده النووية في نفس الوقت الذي يبدي فيه عناية خاصة بعدم دفع الاوروبيين, الذين ترتبط ايران معهم بعلاقات دبلوماسية وتجارية متنامية, الى الانحياز الى الصف الامريكي الذي يطالب بفرض العقوبات على ايران. \r\n \r\n وكان مسؤولون في البيت الابيض, ووزارة الخارجية الامريكية, قد ذكروا ان العمل جار حاليا على اعدادا خطوات جديدة موجهة ضد كل من ايران وكوريا الشمالية وتهدف الى اعتراف بالشحنات التي يشتبه بعلاقتها ببرامج تقنيات السلاح. \r\n \r\n وسواء ظهر ان نتائج الانتخابات الايرانية الاخيرة كانت نتيجة التلاعب ام انها مؤشر حقيقي لتوجهات المزاج الايراني, فان فوز احمدي نجاد سوف يعزز سلطة المحافظين المتشددين في طهران ويردم الهوة التي كانت قائمة بين الملالي من جهة وبين الحكومة التي حاولت تشجيع الحوار مع حلفاء واشنطن الاوروبيين من جهة اخرى. وهي الحكومة التي حاولت, في سنواتها الاولى على الاقل, اتاحة قسط اكبر من الحريات الاجتماعية. \r\n \r\n سوف يترتب على حكومة احمدي نجاد ان تواجه قريبا اختيارات صعبة فالدول الاوروبية الثلاث التي تتولى ادارة المفاوضات النووية مع ايران وهي بريطانيا وفرنسا والمانيا كانت قد حددت موعدا نهائيا هو شهر تموز المقبل تقدم فيه عرضا كاملا للمحفزات المالية التي سوف تقدم لطهران. \r\n \r\n من جانبها تقول وزارة الخارجية الايرانية انها سوف تنهي الحظر الذاتي الذي فرضته ايران على عملية تخصيب اليورانيوم الذي يدخل في انتاج الوقود النووي اللازم لادارة المفاعلات او انتاج الاسلحة النووية. لكن المراقبين يقللون من اهمية هذا التهديد انطلاقا من ان ايران كانت قد هددت بمثله من قبل. \r\n \r\n واذا وضعنا القضية النووية جانبا, فان ايران تظل تمثل تحديا لجوانب اخرى من اجندة بوش لمنطقة الشرق الاوسط. فالمسؤولون العسكريون الامريكيون يقولون ان المقاتلين الاجانب ما زالوا يتدفقون على العراق وان بعضهم يأتي عبر الحدود الايرانية. وقد صرح ستيفن هادلي, مستشار الامن القومي في ادارة بوش, مؤخرا بان »ايران هي الدولة الراعية للارهاب رقم,1 مضيفا ان سياسة ايران تقوم على التخلص من اسرائيل«. \r\n \r\n مارك غازيوروسكي, الخبير في الشؤون الايرانية في جامعة لويزيانا الامريكية, يرى ان اية الله علي خامنئي ربما »يريد ان يتجنب استفزاز الولاياتالمتحدة «, وتنبأ غازيوروسكي بان يجنح المتشددون الايرانيون, بعد احرازهم الفوز في الانتخابات, الى السعي الى المحافظة على المفاوضات جارية, رغم كونهم اقل استعدادا من ذي قبل للتوصل الى اتفاق حسب شروط واشنطن. \r\n \r\n ان السؤال الذي يظل من دون جواب هو ما اذا كان بوش, المتورط حاليا في العراق, والذي لا يتوقع تأييد الكثير من حلفائه لنيته في فرض العقوبات القاسية على ايران, سوف لا يجد امامه اختيارا اخر غير التعامل مع الحكومة الجديدة المتشددة في ايران. \r\n