هذه المدينة التي تمتلك المال والسلطة والتنافس العرقي ستلعب دورا كبيرا في المفاوضات التي ستجرى حول مستقبل العراق كديمقراطية‚ \r\n \r\n من المفترض ان يصدق العراق على دستوره قبل تسوية القضايا الخلافية القائمة بين الاكراد والتركمان والعرب‚ وتدار الآن مدينة كركوك بموجب مراسيم صدرت من قبل الحكومة العراقية ايام ما كانت تدار وتوجه من قبل الاحتلال الاميركي‚ هذه المراسيم لا تزال لها قوة القانون ولكن الكثيرين يرفضون الانتظار‚ \r\n \r\n يقول محمود عثمان الكردي من اصحاب التطلعات الاستقلالية وعضو اللجنة المكلفة باعداد الدستور نريد ان تدرج مطالبنا الرئيسية في الدستور‚واذا لم يكن بالامكان تسوية الخلافات الآن فإننا نفضل ان يتم تأخير صدور الدستور للكل»‚ \r\n \r\n الاكراد يريدون المدينة بكل ما تحتويه من ثروات نفطية من اجل جعلها عاصمة لكردستان العراق‚ التركمان من جانبهم يصرون ان لهم حقوقا تاريخية على كركوك وانهم يشكلون الاغلبية في وسط المدينة الكثير من الاسر العربية التي جلبها صدام حسين للمدينة خلال عملية «التعريب» تعتقد انه لابد لها من تملك صوت مسموح وان يسمح لها بالبقاء في المدينة‚ \r\n \r\n عثمان وغيره من القادة الاكراد يطالبون بوضع جدول زمني لعودة الاكراد الى كركوك بالاضافة الى قرار يجعل المدينة جزءا من كردستان‚ كذلك يريد الاكراد «معادلة» يتم بمقتضاها تقاسم العائدات النفطية المتأتية من بيع النفط الموجود في حقول البترول المحيطة بالمدينة‚ كما انهم يريدون اجراء تعداد للسكان يعتقدون انه سيثبت انهم من يشكلون الغالبية وليس التركمان‚ الاكراد يطالبون بأشياء كثيرة جدا اكثر مما يطالب به خصومهم‚ \r\n \r\n يقول علي مهدي وهو زعيم تركماني محلي «اننا نشجع الناس على المطالبة بحقوقهم بصورة سلمية»‚ ويقول «انه في حالة فشل المفاوضات مع الاكراد فإن ذلك يعني بداية الحرب الاهلية»‚ التظلمات العربية ايضا لا تقل حدة‚ بعض الاكراد من جانبهم يحاولون التهوين من مدى تعقد المشكلة‚ يقول رزقار علي حمزان وهو كردي كان على قائمة الاخوة في كركوك التي كسبت 26 مقعدا من اصل 41 مقعدا في انتخابات المجلس المحلي التي جرت في انتخابات يناير «ان اولئك الذين يعتقدون ان كركوك مشكلة معقدة يتجاهلون تاريخ الشعب فيها القائم على الاخوة والتعايش البعيد عن العنف»‚ \r\n \r\n وعليه يمكن القول ان وجهات النظر المتضاربة حول كركوك تعود للقراءة المتضاربة للتاريخ‚ فالمدينة كانت عبارة عن حامية تركية شكلت بلدة لاحقا خلال زمن الامبراطورية العثمانية وكان التركمان يشكلون الطائفة المسيطرة عرقيا هناك حتى نهاية الحرب العالمية الثانية هذا الشيء يقوله جوست هلترمان مدير مشروع الشرق الاوسط في جماعة الأزمة الدولية الذي سبق وان اعد دراسات كثيرة عن حقوق الانسان في حي شمال العراق‚ \r\n \r\n يقول ايوب يونس وهو تركماني سبق وا عمل في صناعة النفط ويبلغ من العمر حاليا 73 عاما ان المدينة كانت متجانسة عرقيا عندما كنت شابا‚ بصراحة لم يكن بها سوى التركمان اضافة الى بعض القبائل العربية»‚ \r\n \r\n اشياء مثل هذه لا يرحب بها الاكراد الذين يدعون الآن ان كركوك هي عاصمتهم الاصلية ولا تزال هذه المدينة تجذب المزيد من الافراد من القرى الكردية للقدوم والاقامة فيها‚ \r\n \r\n هذا الوضع تغير كما يقول هلترمان في عام 1957 حيث اصبح التركمان يشكلون الغالبية البسيطة في المدينة استمر الوجود الكردي في التزايد خلال الستينيات وان كانت عملية التعريب قد غيرت بعض الاتجاهات خلال فترة حدوثها في عهد صدام الا ان الكثيرين من الاكراد عادوا للمطالبة بممتلكاتهم‚ ويقول هلترمان ان افضل مؤشر كان لقياس نسبة الاعراق في كركوك هو الانتخابات التي جرت في يناير حيث اظهرت غالبية كردية واضحة‚ \r\n \r\n في الربيع الماضي انهارت قائمة الاخوة بعد فشل المفاوضات التي اجريت بين العرب والاكراد والتركمان من اجل تشكيل حكومة مشتركة واستولى الاكراد على جميع المناصب العليا في الحكومة المحلية‚ التحرك الكردي ذاك ادى الى حدوث تظاهرات احتجاجية من قبل العرب والتركمان واستمر التوتر الى الاول من اغسطس حيث تدخل الأميركيون وضغطوا على الاكراد الى ان وافقوا على اعطاء المزيد من المقاعد للعرب والتركمان‚ \r\n \r\n ولكن لم يتم حتى الآن تطبيق ذلك الاتفاق وان كانت تصريحات نسبت للسفير الأميركي في بغداد زلماي خليل زاد قد اثارت غضب الاكراد‚ خلال زيارة قام بها للمدينة قال خليل زاد انه لن يدعم ترحيل الاسر العربية التي استقرت في المدينة خلال حقبة صدام مما دعا الاكراد للاعتقاد انه يسعى لتهميشهم‚ \r\n \r\n ليس كل شخص ينظر الى كركوك على انها مشكلة ويقول البريغادير جنرال الن غيهارت الذي مثل الجانب الأميركي في المفاوضات التي جرت بين الاطراف الثلاثة ان التوترات العرقية هي في الاساس قائمة بين الجماعات السياسية وليس بين المواطنين العاديين‚ \r\n \r\n يوما بعد يوم تتزايد شكاوى المواطنين العاديين من صعوبة الحصول على اعمال ووظائف من الجماعات العرقية الأخرى‚ \r\n \r\n الاكراد يظهرون المزيد من التمسك بمطالبهم بكركوك ويقول همزان وهو مسؤول كردي بصورة ساخرة «ان مطالب الاكراد بكركوك تتجاوز قضية البترول الموجود فيها‚ في تكساس سينضب النفط فيها في يوم من الايام فهل يعني ذلك ان الأميركيين لن يحبوا تكساس؟ ام انهم سيعطونها الى بلد آخر؟»‚ \r\n