\r\n جاء ذلك في تصريح لاثنين من كبار المسؤولين في ادارة بوش, اللذين قالا ايضا ان قرار التشارك في المعلومات مع المفاوضين من كوريا الشمالية كان جزءا من محاولة اقناع كوريا الشمالية, بأن اية مباحثات حول نزع الاسلحة, يجب ان تشمل, ليس فقط برنامج الاسلحة النووية الذي تفاخرت به , بل ايضا برنامجا آخر تنفي انه قائم. \r\n \r\n ويعتبر وضع البرهان, بان كوريا الشمالية حصلت على التكنولوجيا النووية من شبكة اقامها عبدالقدير خان, على طاولة المفاوضات, يعتبر امرا في غاية الاهمية, لانه يشكل محاولة لكسر الطريق المغلق حول مدى البرنامج النووي الكوري الشمالي. \r\n \r\n وكان المسؤولون الامريكيون راغبون عن وصف الرّد على ذلك من جانب كوريا الشمالية. غير ان احد هؤلاء المسؤولين قال ان الكوريين الشماليين »بدأوا يجادلوننا حول هذا الموضوع« عندما ابرزنا لهم الدليل, وبخاصة شهادة عبدالقدير خان. لم يسبق للمسؤولين الامريكيين ان اعلنوا عن تفاصيل بيانات خان التي ادلى بها امام المسؤولين الباكستانيين, الذين رفضوا احضاره الى طاولة المفاوضات المباشرة, ولكنهم تشاركوا هذه المعلومات على نطاق واسع مع الحلفاء الآسيويين, كما تسربت بعض عناصر هذه المعلومات للخارج بما فيها تأكيدات خان, والتي يشك فيها الاختصاصيون في دوائر المخابرات الامريكية بأن الكوريين الشماليين اطلعوه على ما وصفوه ثلاثة اسلحة نووية مجمّعة تجميعا كاملا. \r\n \r\n وقد رفض المسؤولان الكبيران في ادارة بوش التحدث في هذا الامر بصورة رسمية, منوهين الى حساسية كل من المعلومات الاستخباراتية من جهة, والمفاوضات الجارية حاليا من جهة اخرى. كما انهما احجما عن تقديم وصف لمدى التفاصيل التي عرضت على الكوريين الشماليين. \r\n \r\n وكان هذا العرض جرى في اليومين الاولين من المباحثات في بيكين التي قال عنها المسؤولان الامريكيان انها ربما تمتد الى الاسبوع التالي. \r\n \r\n ويوم الخميس الماضي, تجاوز المفاوضون الامريكيون, برئاسة كريستوفر هيل, حدود التعميمات في المباحثات مع كوريا الشمالية, وركزوا على نقاط محددة في خلافاتهم على البرنامج النووي. \r\n \r\n وفي وقت لاحق, قال هيل انه يأمل بان تكون المفاوضات تقدمت على نحو كاف, بحيث تتمكن الدول الست المشاركة من الشروع قريبا في صياغة بيان يدفع عملية نزع السلاح الى الامام, اما الدول الاخرى المشاركة في المباحثات فهي: الصين وكوريا الجنوبية واليابان وروسيا. وقال هيل ايضا ان كوريا الشمالية والولاياتالمتحدة وجدتا بعض »التفاهم المشترك« خلال لقائهما يوم الخميس, لكنه اضاف بأن »الكثير من الخلافات« ما زالت قائمة. وابلغ الصحافيين قائلا: »اود ان احذر الجميع بالا يعتقدوا اننا وصلنا الى نهاية المطاف في هذا الشأن«. \r\n \r\n ومنذ زمن طويل, وكوريا الشمالية تعترف بتمويل وقود البلوتونيوم المستنفد من مفاعلاتها النووية الى وقود قنبلة, ويتركز هذا البرنامج في مجمع يونغ بيون, وفي شهر شباط الماضي, اعلنت كوريا الشمالية لاول مرة انها دولة نووية, وقالت انها اعادت انتاج 8000 قضيب وقود, وحولتها الى وقود للاسلحة. ومع هذا, فلا يتوافر دليل واضح يؤكد على انه تم انتاج الاسلحة فعلا. \r\n \r\n ومنذ وقت طويل, يدور خلاف حول وجود برنامج نووي ثان, تزعم الولاياتالمتحدة ان كوريا الشمالية شرعت فيه في التسعينيات, عندما »جُمّد« مفاعل يونغ بيونغ بمقتضى اتفاق عام 1994 وتدعي الولاياتالمتحدة ان هذا البرنامج النووي الثاني يهدف الى انتاج اليورانيوم المخصب, وهي عملية يقول عنها المسؤولون الامريكيون انها عملية اسهل للاخفاء من انتاج البلوتونيوم. \r\n \r\n ويقول مسؤولون امريكيون, الذين ابلغوا كوريا الشمالية اولا, بأن لديهم البرهان على وجود برنامجهم منذ عام ,2002 ان الكوريين الشماليين اعترفوا بذلك لكن كوريا الشمالية نفت وجود ذلك البرنامج منذ ذلك الحين. \r\n \r\n وقد ابلغ احد كبار المسؤولين في الادارة الصحافيين, يوم الخميس, بان اي اتفاق يبرم مع الكوريين الشماليين يجب ان يتضمن تصفية وتفكيك البرنامجين كليهما. الا ان المسؤولين في اجهزة الاستخبارات يقولون انهم لا يعرفون مكان وجود برنامج تخصيب اليورانيوم. وفي هذا الصدد, قال احد المسؤولين »لا نريد تفتيش كل نفق يمكن ان يكون هذا البرنامج قائما فيه, بل عليهم ان يتخلوا عنه هم انفسهم وهذا هو ما فعله الليبيون«, مشيرا بذلك الى قرار ليبيا التخلّي عن برنامجها النووي. \r\n \r\n وفي وقت قريب, شدد هيل على القول بأنه من غير المرجح ان يتمخّض عن هذه الجولة الرابعة من المباحثات كسر للجمود, لكن المشاركون فيها يأملون, بدلا من ذلك ان يتفقوا على اصدار بيان حول »المبادىء المشتركة«. وفي هذا الخصوص, قال مسؤول في واشنطن ان المبدأين الاولين يجب ان ينصا على الالتزام بجعل شبه القارة الكورية منطقة منزوعة السلاح النووي, وهو امر قبلت به كوريا الشمالية من قبل, وبأن لا تنقل كوريا الشمالية التكنولوجيا النووية الى اية دولة او جماعة اخرى خارج المنطقة. \r\n \r\n ومهما يكن من امر, فان اللقاءات الخاصة المنتظمة والمطولة, التي جرت بين الولاياتالمتحدة وكوريا الشمالية, خلال الاسبوع الماضي, قد اظهرت الاختلافات الكبيرة عن المباحثات السابقة, التي كانت اجتماعات قصيرة وسرّية. فالمفاوضات الحالية ركزت في قسم كبير منها, على المشاحنات الدبلوماسية لايجاد تعريف مشترك لنزع الاسلحة النووية وقال هيل في هذا الشأن, »لقد اقتربنا من ذلك« التعريف. \r\n \r\n وفي الحقيقة. فان هذا التعريف ظل نقطة ثابتة عالقة, لان كوريا الشمالية حاولت باستمرار استخدامها للتحدي, فيما اذا كانت الولاياتالمتحدة تملك اسلحة نووية في كوريا الجنوبية, وهو اتهام يُنكره الامريكيون. \r\n \r\n واوائل هذا العام, اقترحت كوريا الشمالية ضرورة تحويل التركيز في المباحثات الى النزع المشترك للاسلحة. ويوم الخميس ردّ هيل بتصريح صارم على هذه التكتيكات قائلا: »ان الموضوع الهام بالنسبة لنا يتمثل في محاولة الاحتفاظ بهذه المفاهيم على بعض الاسس والقواعد الواقعية, وليس الذهاب بها بعيدا الى جدل الافكار او الخطابة«, وقال اليكسندر اليكسييف, كبير المبعوثين الروس, الذي التقى سّرا مع كل من المفاوضين الامريكيين والكوريين الشماليين, \"لقد تولد لدينا الاحساس بأن هذه المباحثات صعبة ومحددة للغاية\", مضيفا بأن البلدين انتقلا من العموميات, واخذا يبحثان تحفظاتهما بتفاصيل محدّدة. \r\n