بينما أطلق عليها رئيس الوزراء الأيرلندي برتي اهيرن ( تطوراً خطيراً). \r\n ولكن الجيش الجمهوري الأيرلندي لم يضع اسلحته ارتجالاً او عفو اللحظة, وانما كان الأمر نتيجة عقود من العمل الجاد لجيري ادامز ومارتن ماك غينيس, قادة الشين فين (الجناح العسكري للجيش الجمهوري الأيرلندي) لقد قبلوا تحدي احدى القوى غير القابلة للتغيير في الحياة الأيرلندية وغيروها من الداخل. \r\n لقد كانت هذه الخطوة دائماً تمثل تحدياً كبيراً لكل من ادامز وماك غينيس في اثناء محاولتهم كسب الدعم للسلام دون ان يبتعدوا كثيراً عن انصارهم الحقيقيين العديد من الناس حول العالم لايثق في ادامز ويرونه إرهابياً غير نادم يحاول ارتداء زي الجبهة المعتدلة للجيش الجمهوري الأيرلندي وفي الوقت ذاته يرى البعض من انصار القضية اِلأيرلندية, انه قد اصبح اكثر ليناً تحت هذه الظروف اصبح من الملاحظ ان ادامز وماك غينيس قد حققا انجازاً كبيراً. \r\n ان اسم الجيش الجمهوري قد سُطر بأحرف بارزة في التاريخ الأيرلندي لأكثر من قرن من الزمان حيث حارب الجيش من اجل الاستقلال وهو ما أعقبه التقسيم البريطاني لأيرلندا عام 1921, وبالتالي أعقب هذا الاستقلال حرب اهلية شرسة \r\n بعد انقسام الجيش الجمهوري الأيرلندي ثم بعد ذلك, ظهرت حملات متتالية من الجيش الجمهوري لإنهاء الانقسام الذي حدث. \r\n وموجة العنف التي بدأت في عام 1969, حصدت ما لايقل عن 3600 شخص كانوا ضحية الانقسام الذي حل بالبلاد كان الكابوس متدفقاً بشكل كامل. \r\n الآن غير بيان الجيش الجمهوري كل شيء كيف نجح كل من ادامز وكبير مفاوضيه في الانتقال بحركة ثورية مسلحة ووضعها على طريق النشاط السياسي السلمي هذا هو اغرب ما في القصة. \r\n في مرات عديدة في الماضي, حاول الزعماء الأيرلنديون ولكن محاولاتهم باءت بالفشل فقد مايكل كولينز الذي انشأ الجيش الجمهوري, حياته في محاولة منه للتحول ضد العنف خلال الحرب الأهلية عام 1922 كان كل من ادامز وغينيس منذ اربعة عقود شباباً يعملون من اجل القضية الجمهورية في الستينيات ولكنهم ادركوا منذ زمن مبكر ان الحرب لايمكن الفوز بها, لدرجة ان الجيش البريطاني والجيش الجمهوري الأيرلندي حارب كل منهما الآخر بضراوة. \r\n في البداية, بدأ الرجلان تغيير المنطق الأصولي الذي أسست عليه الحركة , وهو ان الحملة العسكرية هي الحل الوحيد في عام 1972, بعد 23 عاماً تم إطلاق سراح ادامز من المعتقل على متن السفينة البريطانية (حيث القي القبض عليه كعضو في حركة الجيش الجمهوري الأيرلندي) وحدث حوار سري بين كل من ادامز وماك غينيس واحد اقطاب السياسة البارزين في ايرلندا الشمالية وهو جون هيوم, الذي اصبح بعد ذلك زعيماً للحزب الكاثوليكي الروماني في الاقليم. بعد ذلك قاموا بصياغة ما يعرف بوثيقة هيوم ادامز , وهي عبارة عن قائمة برغبات عدد من القوميين . \r\n توصل ادامز وماك غينيس للحوار مع كل من الحكومة البريطانية والأيرلندية من خلال مناقشات قامت على اساس تلك الوثيقة, التي طالبت بالمشاركة في السلطة, ودور اكبر في ايرلندا الشمالية من قبل الحكومة الأيرلندية وبعد حالة من الشك والريبة بين الحكومتين وافقت كل منهما في النهاية على الدخول في محادثات ثنائية. \r\n وكانت بشائر بزوغ عهد جديد في التاريخ الأيرلندي الحديث عندما توفي 10 من رجال الجيش الجمهوري الأيرلندي نتيجة اضراب عن الطعام داخل سجن ميز في اوائل الثمانينيات وهو على فراش الموت تم اختيار قائد حركة الاضراب عن الطعام بوبي ساندس للبرلمان البريطاني هذا الدعم والتأييد الكبير للحركة اظهر القوة السياسية للحركة وكان المغزى شيئاً أدركه على الفور كل من ادامز وماك غينيس. \r\n في التسعينيات ظهر عامل اخر وهو ان المؤيدين من الأميركيين الأيرلنديين للرئيس بيل كلينتون اقنعوه ان هناك تغييرا كبيرا في أيرلندا ويمكن للولايات المتحدة المساعدة في ذلك وبهذا اتت قوة خارجية لتحمل على عاتقها عملية السلام. \r\n نجح كل من ادامز وماك غينيس بإقناع الجيش الجمهوري الأيرلندي بوقف اطلاق النار عام 1994, وبعد سنوات قلائل تم تبني اتفاق الجمعة الطيبة بما فيها اقتراحات كل من هيوم وادامز والآن يرى زملاء ادامز انه يلعب بجذور الشعب حيث تم استقباله في البيت الأبيض وتقابل مع كل من رؤساء وزراء بريطانيا وايرلندا. \r\n في النهاية تمكن ماك غينيس من ان يتفوق على خصومه في الداخل والخارج. كما ان تعليم ماك غينيس كوزير للتعليم الأيرلندي كان له اثر نفسي كبير على المواطنين الذين حُرموا السلطة لفترة طويلة وبهذا تحول واقع الجيش الجمهوري من كابوس مؤلم الى حلم جميل. \r\n \r\n نيال اوداود \r\n ناشر صحيفة الصوت الأيرلندي في نيويورك \r\n خدمة لوس انجلوس تايمز - خاص بالوطن