أي شخص يتناول بالنقد مسار الحرب في العراق يواجه بشكل متواصل بذلك السؤال الذي يفيد: لماذا نركز على الأخبار السيئة ولا نكتب مطلقاً عن الأخبار السعيدة المتعلقة بأميركا وشعبها وجنودها الذين تورطوا هناك وسط مولد دموي للغاية لإحدى أشكال الحكومات النيابية. \r\n \r\n \r\n وسيتم طرح هذا السؤال لأن هناك بالفعل مجموعة من الأخبار السعيدة في العراق. فهناك حقاً نقاط مضيئة تظهر في بعض المناسبات مثل انتخابات يناير، ولكن سرعان ما تتلاشى تلك الأنوار، وتتراجع إلى خلفية الأحداث، بعد ان يطغى عليها طوفان منتظم من الأخبار السيئة.الواقع يقول اننا نجد، في كل مرة نجلس لتحليل الوضع في العراق، اننا أمام نتائج هي بالفعل محبطة بشكل خطير. \r\n \r\n \r\n ما من يوم يمر من دون أن يُقتل أو يُصاب فيه جنود أميركيون أثناء محاولاتهم إرساء أسس السلام في بلد يعد السلام فيه عملة نادرة على امتداد تاريخه. بل إن كل يوم يشهد مزيداً من القتلى والمصابين بإصابات بالغة في صفوف العراقيين على أيدي مفجري السيارات المفخخة والمجرمين والإرهابيين الذين يستولون على المدن والمناطق التي تفتقر إلى الأمن نتيجة عدم وجود عدد كافٍ من الأفراد القادرين على توفير هذا الأمن، سواء كانوا من الأميركيين أو العراقيين. \r\n \r\n \r\n لقد مرّ الآن عامان ونصف العام على دخولنا الحرب في العراق. وعندما بدأت الحرب كان وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد ومساعدوه المدنيون من المحافظين الجدد واثقين من تحقيق نصر عسكري سريع وتقليدي على صدام حسين وجيشه. ولكنهم لم يخططوا لمواجهة عمليات المقاومة التي وجدوها بدلاً من استقبال المحررين الذي كانوا يتوقعونه من الشعب العراقي. \r\n \r\n \r\n لقد توقع رامسفيلد وأناسه نصراً سريعاً واحتلالاً قصيراً وتقليصاً للقوات الأميركية بعد ثلاثة أشهر من سقوط بغداد. وقالوا إن الحرب ستكون تكلفتها بسيطة، وسيتم دفعها من عائدات النفط العراقي. \r\n \r\n \r\n غير أن دافعي الضرائب الأميركيين هم الذين دفعوا ثمناً باهظاً لهذه الرحلة من الحرب الاستباقية، فقد دفع الأميركيون ما يزيد على 200 مليار دولار حتى الآن أي بمعدل خمسة مليارات شهرياً لتلك الحرب الرخيصة! على الأقل يعلم رامسفيلد الآن مدى عمق المستنقع الذي تحول إليه العراق الآن واعترف أخيراً بأن هذا الصراع والدور الأميركي العسكري فيه يمكن أن يمتدا لسنوات كثيرة مقبلة. \r\n \r\n \r\n لقد قال رامسفيلد أكثر مما يمكن أن يقوله رئيساه: الرئيس الأميركي جورج بوش ونائبه تشيني، اللذان تقتصر تصريحاتهما على القول المأثور دائماً عن الرئيس الأميركي الذي يقول فيه: «فلنواصل مسيرتنا» وعلى التوصيف السخيف الذي يورده نائب الرئيس والذي يقول فيه ان التفجيرات اليومية للإرهابيين كالتقلبات الأخيرة لعدو مهزوم. \r\n \r\n \r\n وفي هذا الصدد يعتبر من الأفضل لنا أن نصدق تحليل رامسفيلد بشأن أين نكون وإلى أين نحن ذاهبون، وبشأن أن الأمر قد يستغرق سنوات كثيرة والذي يقول فيه: حتى الساعة المعطوبة تدق دقات صحيحة مرتين يومياً. ولكن السؤال التالي لايزال يطرح نفسه: هل وزير الدفاع يعتقد فعلاً أن الرئيس الأميركي المقبل أو الشعب الأميركي سوف يواصل تقديم شيكات مفتوحة فُرضت عليه بسبب خطأ شخص آخر؟ \r\n \r\n \r\n ان هذا المنطق يبدو أفضل بكثير من خوض حرب ممتدة طويلة في الصحراء. \r\n \r\n \r\n خدمة «لوس أنجلوس تايمز» \r\n \r\n \r\n خاص ل «البيان» \r\n \r\n \r\n