فهؤلاء الساسة الاربعة يقعون من الناحية العامة او العلنية في نفس الجانب عندما يتعلق الامر بالدستور .فبعد تنصيبه للولاية الثانية مباشرة سافر بوش الى بروكسل في بلجيكا لوضع ختم موافقته على المشروع الاوروبي .ووعد بلير بقيادة حملة لصالح الدستور في بريطانيا . \r\n بيد ان هذه الموافقات العلنية تخفي وراءها رفضا كبيرا بل وعداء شخصيا اكبر.فبلير وبوش يتزعمان النسخة الانغلو-سكسونية لاوروبا التي تضرب بجذورها في تحرير الاسواق وتحالف عبر الاطلسي بزعامة الولاياتالمتحدة .اما شيراك وشرويدر فينظران لاوروبا بوصفها قوة موازية للولايات المتحدة ويتزعمان نموذج الديمقراطية الاشتراكية لمواجهة الراسمالية الانغلو -سكسونية .وهذه الخلافات تبدو بالفعل في كل المعارك الاخيرة عبر الاطلسي من الحرب على العراق الى مبيعات الاسلحة للصين. \r\n ان شرويدر وشيراك هما حليفان شخصيان طبيعيان بشكل اكبر مما هو الحال عليه بالنسبة لبوش وبلير. فقد جاءا من نفس النخبة الحاكمة الاوروبية المتشككة والبراغماتية التي تفضل التغيير التدريجي والاستهزاء باحلام بوش الساذجة بنشر الديمقراطية في الشرق الاوسط.وعلى النقيض فان الزوجين الانغلو سكسونيين غالبا مايجسدان الانقسام عبر الاطلسي : فعندما التقيا للمرة الاولى فان الشيء الوحيد الذي كان يستطيع بوش قوله هو انهما مشتركان فيما يتعلق بتأييد اتفاقية كيوتو وانهما يستخدمان نفس معجون الاسنان.وان كان بوش وبلير قد وجدا ارضية مشتركة ليس من بينها التشاجر مع شيراك وشرويدر.ومع التسليم بما لايمكن التنبؤ به بالنسبة للعراق فانه من السابق لاوانه الادعاء بتوجيه ضربة قاضية للزعيمين الانغلو -سكسونيين.غير ان محور الماكرين محل فحص دقيق .اولا فان شرويدر تضرر كثيرا عندما فقد حزبه السيطرة على الطبقة العاملة في ولاية ويستيفاليا اكبر الولايات الالمانية .وبعد ذلك فان المصوتين الفرنسيين والهولنديين قضوا على فكرة دولة واحدة اوروبية كبيرة .وقد تحل انغيلا ميركل التي ايدت غزو العراق محل شرويدر في مطلع سبتمبر المقبل .كما ان شيراك قد يتم الاطاحة به على يد نيكولاس ساركوزي الذي يميل للانغلو-سكسونية في 2007. \r\n بينما يعزم كل من بوش وبلير على المغامرة من اجل بقاء اقتصاديهما ينموان ( من اقامة بنك انكلترا مستقل الى اصلاح الضمان الاجتماعي ) فان لا شيراك ولاشرويدر استغلا شعبيتهما السابقة في الدفع باتجاه الاصلاحات حيث انه الان فان واحدا من كل ثمانية من الالمان وواحد من كل عشرة من الفرنسيين لايجد عملا.ونفس الشيء ينصب على السياسة .فقد سحق بلير المحافظين وبوش قد يتم النظر اليه على انه المؤسس لفترة الهيمنة للجمهوريين .وعلى النقيض فان شيراك وشرويدر لم يفشلا فقط في تغيير المشهد السياسي في بلديهما بل انهما لم يحاولا ذلك على الاطلاق. \r\n في غضون ذلك فان الفكرة المثالية التي يتشبث بها شيراك وشرويدر وهي الحلم باوروبا موحدة بدت على حين غرة ساذجة .في الحقيقة فانه يبدو ان البراغماتيين الكبيرين الماكرين قد تفوق عليهما بالحيلة الانكليزي الغادر .فها هو بلير الذي دفع بشكل قوي من اجل توسيع الاتحاد الاوروبي هو الذي فكك المعقل الفرنسي الالماني للاتحاد واثار رد فعل غاضب في فرنسا. انه بلير الذي دعا الى استفتاءات شعبية على الدستور ودفع شيراك على استحياء لعمل نفس الشيء الذي اوقعه في الشرك. \r\n ذات مرة تفجع السياسي البريطاني انوش باول من ان \" كل السير الذاتية السياسية مآلها الى الفشل .\" لكن هناك انواع مختلفة من الفشل .وسوف يترك بوش وبلير بصماتهما في رمال الزمن اما شيراك وشرويدر فليس لديهم اي شيء يمكنهما عرضه بالفعل في محاولاتهما.وسوف يضر ذلك بهما ابلغ الضرر. \r\n جون ميكليثويت وادريان ولدريدج \r\n كاتبان في مجلة الايكونوميست البريطانية ومؤلفا كتاب \" الامة الحقيقية : القوة المحافظة في اميركا. \r\n \"خدمة \"لوس انجلوس تايمز\" خاص ب(الوطن).