فوز النائب محمد عطية الفيومي برئاسة لجنة الإسكان والمرافق بمجلس النواب    محافظ شمال سيناء يضع أكليلًا من الزهور على قبر الجندي المجهول بالعريش    محافظ المنوفية يتابع تطوير الطرق في مركزي قويسنا والشهداء    «بادما» البولندية تخطط لإنشاء مجمع صناعي لإنتاج الأثاث بمدينة العلمين الجديدة    الزراعة تطلق 7 منافذ متنقلة لبيع منتجاتها بأسعار مخفضة في القاهرة    مؤشرات البورصة تواصل تراجعها بمنتصف تعاملات الأربعاء    وزير التعليم العالي يناقش مع وفد جامعة أبردين البريطانية فتح فرع في مصر    غرفة الصناعات الغذائية تشارك للعام الثالث في مهرجان النباتات الطبية والعطرية بالفيوم    مجلس الوزراء يؤكد حتمية الوقف الفوري لإطلاق النار في لبنان وقطاع غزة    صحة غزة: 51 شهيدا و82 مصابا جراء مجازر الاحتلال بخانيونس فجر اليوم    رئيس أركان حرب القوات المسلحة يلتقي قائد قوات الدفاع الشعبية بدولة أوغندا    كواليس مثيرة حول استبعاد حسام حسن ل إمام عاشور من منتخب مصر    أرسنال يلاحق ريال مدريد في سباق نظافة الشباك بدوري الأبطال    مصرع طفل غرق في مياه ترعة بمنطقة العياط    الدقهلية: افتتاح منفذي حي شرق المنصورة الدائم وشارع عبدالسلام عارف لتوفير السلع الغذائية    ضبط شركة إنتاج فنى بدون ترخيص بالقاهرة    اكتشاف حجرة دفن ابنة حاكم إقليم أسيوط بمقبرته بجبل أسيوط الغربي    4 عروض مسرحية.. فعاليات اليوم الثاني للدورة السابعة لمهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما    معرض الشارقة الدولي للكتاب يحتفي بمعارف وثقافات العالم في دورته ال43 تحت شعار «هكذا نبدأ»    انخفاض أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء بالأسواق (موقع رسمي)    كواليس مثيرة حول استبعاد حسام حسن ل إمام عاشور من منتخب مصر    عبد الواحد السيد: "ضربت هذا اللاعب في مباراة الأهلي بسبب تكرار خطأ"    محمد فاروق: الأهلي يجهز عرضين لفك الارتباط مع معلول    "خبر سار".. نائب رئيس الزمالك يكشف مفاجأة بعد التتويج بالسوبر    شوبير يكشف حقيقة سفر كولر دون إذن الأهلي ويوضح تفاصيل الخلافات    حقيقة توقيع محمد رمضان عقوبات على لاعبي الأهلي    معلومات الوزراء: معدل بطالة الشباب عالميا سينخفض على مدى العامين المقبلين    السيسى يهنئ رؤساء غينيا وكوريا وتوفالو بيوم الاستقلال والتأسيس الوطني    كل الآراء مرحبٌ بها.. الحوار الوطني يواصل الاستماع لمقترحات الأحزاب والقوى السياسية حول ملف دعم    الداخلية: ضبط 668 دراجة نارية لعدم ارتداء الخوذة    النيابة تعاين عقار رأس التين المنهار بالإسكندرية وتصرح بدفن الضحايا    مصرع عامل في حادث سير بسوهاج    الأجهزة الأمنية تواصل جهودها لمكافحة جرائم السرقات وملاحقة وضبط مرتكبيها    إحنا بخير    الجيش الأردني يحبط محاولة تسلل وتهريب لكميات من المواد المخدرة قادمة من سوريا    وزير الري يلتقى السفيرة الأمريكية بالقاهرة لبحث سُبل تعزيز التعاون في مجال الموارد المائية    بالفيديو.. الأعلى للثقافة تكشف تفاصيل التقدم لجائزة الدولة للمبدع الصغير    عالم بالأزهر الشريف: «لو فيه حاجة اسمها سحر وأعمال يبقى فيه 100 مليون مصري معمول ليهم عمل»    أذكار الصباح والمساء مكتوبة باختصار    نائب وزير الصحة: إضافة 227 سريرا وحضانة لمنظومة الرعايات    الصحة: التغذية غير السليمة تؤثر سلبيًا على تفاعل الطفل مع المجتمع والبيئة المحيطة    امرأة ب«رحمين» تنجب توأمين بحالة نادرة.. ما القصة؟    «الداخلية»: ضبط 16 متهمًا خلال حملات أمنية على حائزي المخدرات في 9 محافظات    جيش الاحتلال الإسرائيلي يوسع نطاق دعوته لسكان جنوب لبنان بالإخلاء    إلهام شاهين عن الهجمات الإيرانية على إسرائيل: «أكره الحروب وأنادي بالسلام»    اليوم.."البحوث الإسلامية" يختتم فعاليات «أسبوع الدعوة» بلقاء حول الأخوة الإنسانية    «المستشفيات والمعاهد التعليمية» تحتفل باليوم العالمي لسلامة المرضى    تداول 58 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بمواني البحر الأحمر    مع عبدالناصر والعالم أربع ساعات يوميًا لمدة ستة أشهر    رئيس هيئة الرعاية الصحية: مصر تمثل محورًا إقليميًا لتطوير خدمات الصحة    «الإفتاء» توضح حكم الشرع في إهمال تعليم الأبناء    بالصور.. نجوم الفن في افتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط    حكم زيارة قبر الوالدين كل جمعة وقراءة القرآن لهما    أمين الفتوى: الأكل بعد حد الشبع حرام ويسبب الأمراض    انتخابات أمريكا 2024| وولتز يتهم ترامب بإثارة الأزمات بدلاً من تعزيز الدبلوماسية    عاجل - أوفينا بالتزامنا.. هذه رسالة أميركية بعد هجوم إيران على إسرائيل    إعلام إيراني: أول استخدام لصاروخ فتاح الفرط صوتي في الضربة على إسرائيل    برج الدلو.. حظك اليوم الأربعاء 2 أكتوبر 2024: العند يهدد صحتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رغم مراوغات البيت الأبيض والبنتاغون «نيويورك تايمز» تفضح سر الطبخة العراقية قبل
نشر في التغيير يوم 08 - 03 - 2005


\r\n
ومما يدل على هذا الاندفاع إسراع جورج تينيت مدير وكالة المخابرات المركزية الاميركية الى الاجتماع سراً مع الزعيمين الكرديين مسعود البرزاني وجلال الطالباني ومعه عشرات الملايين من الدولارات لشراء رجال القبائل وغيرهم، تمهيداً لارسال قوة شبه عسكرية تابعة ل «السي. آي. ايه» لكي تتسلل الى العراق قبل بدء الحرب، وعاد تينيت الى الرئيس بوش لكي يخبره بأن بعض الاموال لابد من انفاقها لاقامة علاقات ولاظهار جدية الولايات المتحدة في الاطاحة بصدام حسين.
\r\n
\r\n
ونبه تينيت رئيسه الى ان هذه الاموال لن يبدو على بعضها انه صرف بطريقة نظيفة، لانها ستكون بمثابة قطع السمك الصغيرة التي تنثر على سطح الماء لتكون طعما لاصطياد الاسماك الكبيرة، ذلك لان عالم المخابرات يحتاج دائما الى التوسع في نشر تلك الطعوم. وكان ذلك يمثل مزيدا من الروابط المشتركة بين بوش وتينيت، ذلك لأن الرئيس الاميركي واحد من اكبر جامعي الاموال السياسية في جميع الاوقات، أما تينيت فهو رجل الأموال السرية في حكومة الولايات المتحدة، ويعرف مدى تأثير قوة المال وهكذا كان يطلب الكثير من الاسماك الكبيرة مقابل ان يقدم لها الكثير هو ايضا، ولذلك فقد قال للزعيمين الكردي��ن ان القوات المسلحة الاميركية وال «سي. آي. ايه» والاموال ايضا في الطريق الى العراق.
\r\n
\r\n
\r\n
معاً حتى النهاية
\r\n
\r\n
\r\n
هناك حقيقة تؤكدها الدوائر البريطانية السياسية والاعلامية، وهي ان بوش ترك الخيار لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير لاشراك قوات بريطانية في الحرب، فرد عليه بلير قائلا: «اقدر لك هذا، ولكن انا معك حتى النهاية».
\r\n
\r\n
\r\n
وقد اكد وودوارد هذا الامر هو الآخر، ويروي لنا ان بوش وزوجته استضافا بلير وزوجته في مزرعته في كروفورد في عطلة نهاية الاسبوع من 6 الى 7 ابريل. واجرى معه السير تريفور ماكدونالد مقابلة لشبكة التلفزيون البريطانية «آي. تي. في» وقد ورطه مندوب الشبكة في الحديث عن العراق وقال له بوش: «لقد استقر رأيي الآن .. صدام يجب ان يرحل، وهذا كل ما انوي مشاركتك فيه» فسأله ماكدونالد: اذن يجب ان يرحل صدام؟» فقال بوش: «هذا ما قلته لك لتوي» ثم اضاف مشاكسا: «سياسة حكومتي هي ان يرحل».
\r\n
\r\n
\r\n
قال تريفور ماكدونالد: «يظن الناس ان صدام حسين لا تربطه علاقات مع شبكة القاعدة، وانا أتساءل لماذا تريد أن .. »وقاطعة بوش قائلا: «أسوأ شيء يمكن أن يحدث هو السماح بأن يحكم صدام دولة كالعراق ليقوم بانتاج اسلحة دمار شامل ثم الانضمام الى منظمات ارهابية حتى يستطيعوا ابتزاز العالم. وانا لن اسمح بحدوث ذلك».
\r\n
\r\n
\r\n
ووجه اليه ماكدونالد السؤال التالي: وكيف ستنجز هذا سيدي الرئيس؟»
\r\n
\r\n
\r\n
قال بوش: «انتظر وسوف ترى!»
\r\n
\r\n
\r\n
وسأله ماكدونالد عن مفتشي الاسلحة، فقال له الرئيس الاميركي انه اراد ان يعودوا الى العراق، ولكن المسألة ليست مسألة المفتشين، يجب ان يحافظ صدام على وعده بأن لا يصنع اسلحة دمار شامل. فعاجله مراسل التلفزيون البريطاني بالسؤال التالي: «معنى ذلك انه سواء سمح للمفتشين او لم يسمح فهو على قائمة الهجوم عليه .. فهو اذن الهدف التالي؟».
\r\n
\r\n
\r\n
وانفعل بوش قائلا: آنت تظل تحاول أن تضع..» ثم سكت واعاد صياغة جملته قائلا: «انت واحد من هؤلاء المراسلين الاذكياء الذين يستمرون في محاولة وضع الكلمات في فمي».
\r\n
\r\n
\r\n
فقال ماكدونالد: «انا بعيد كل البعد عن ذلك، سيدي الرئيس».
\r\n
\r\n
\r\n
فأضاف بوش: «اخشى انك لست كذلك يا سيدي، وعلى أية حال لقد حصلت على اجابتي عن هذا الموضوع» ولكن الوخز دفعه الى منطقة خطيرة اذ استطرد قائلا: «ليست لدى خطط للهجوم على مكتبي». وعلى الرغم من ان هذا صحيح من الناحية الفنية، الا ان كلامه يخفي طبيعة تورطه الشخصي في التخطيط للحرب.
\r\n
\r\n
\r\n
في 5 مايو طلب فرانكس رسميا من قياداته وضع خطة لاختيار جبهة ثانية او ثالثة للهجوم على العراق من تركيا، ولم يكن مقتنعاً بان تركيا سوف توافق، ولذلك ركزت كل الخطط على جنوب العراق او على الهجوم من الكويت فحسب، ولكن فرانكس كان يريد اختبار تركيا مادام تعاونها محتملا على الاقل، فاذا حدث يجب استخدام الحدود التركية العراقية، ومداها مئة ميل، لتحرك قوة في حجم فرقة يتراوح عدد جنودها من 15 ألفاً الى 20 ألفاً، واذا اضيفت قوة مساندة فيمكن الاحتفاظ بموطيء قدم داخل تركيا، ويصل العدد عندئذ الى مابين 25 الى 30 الف جندي.
\r\n
\r\n
\r\n
رجل رامسفيلد يكذب
\r\n
\r\n
\r\n
اذا تركنا كتاب وودوارد جانبا لوجدنا ان صحفا وكتبا كثيرة سبقته في التحدث عن الخلافات التي نشبت بين كولن باول وزير الخارجية ودونالد رامسفيلد وزير الدفاع الاميركي، ولكن لم تفت مؤلف كتابنا الذي نناقشه هنا ملاحظة ان باول مازال في اعماقه الجنرال ورئيس هيئة الاركان المشتركة السابق اثناء حرب الخليج 1991. ويبين الكتاب ما كان يشعر به رجل الحرب السابق من مشاعر القلق مشيرا الى ان اسئلة كثيرة كانت تراوده تدور حول الدعم الحقيقي الذي يمكن توقعه من بعض الدول التي كانت تلعب على جانبين:
\r\n
\r\n
\r\n
احدهما علني، والآخر في الخفاء كما ان من الصعب تقدير حجم مشاركتها، ولذا اعتبرها باول دولا مراوغة، واراد طرح مسائل اضافية للبحث، وعندما نظر الى الخارطة وجد انه لا يوجد الا ميناء بحري واحد في الكويت يمكن ان تدخل من خلاله جميع الوحدات المقاتلة والامدادات بينما كانت هناك اكثر من عدة منافذ اثناء معركة «عاصفة الصحراء». وتوجه الى الجنرال تومي فرانكس فقال له بلهجة رقيقة: «انت خبير فيما يجري الآن، بينما انا لست كذلك، ولكن مما قد يصل اليه فهمي ..».
\r\n
\r\n
\r\n
ويشير الكتاب الى انه انطلق من مدح عملية التخطيط واللعبة التكتيكية، المحتملة، ثم طرح السؤال التالي: «هل فكرت في الامور اللوجستية؟ ثم استخدم باول تعبيرا معناه «الاوضاع البينية» وهو تعبير عسكري عن نقاط العبور، وأكمل سؤاله: «هل تستطيع نقاط العبور احتمال العمليات اللوجستية، وهل لديك كل ما تحتاجه، وهل تستطيع الحصول على احتياجاتك عبر ميناء بحري واحد؟».
\r\n
\r\n
\r\n
كان فرانكس يعتبر باول «صديقاً الى حد ضئيل» ورأى ان ذلك الجنرال السابق يتعامل معه برقة شديدة، وان سؤاله معقول ويهدف الى امرين: اثارة الموضوع امام الآخرين وخاصة الرئيس، والثاني التلميح لفرانكس الى انه يجب عليه مراقبة العمليات اللوجستية بدقة. واجاب عن اسئلة باول في اعتداد بنفسه، ولكنه اصر على انهم يعملون على ذلك بجد، ولكن لا تتوفر لديهم جميع الاجابات، ولا حتى شبه الاجابات او جميع الاسئلة.
\r\n
\r\n
\r\n
ولمن يكن فرانكس يخطط لاستخدام قوة كاسحة من النوع الذي استخدمه باول في حرب الخليج، بل كان يتوجه الى وضع خطة بقوة اخف واسرع ومتعددة مع اجراء تحركات كثيرة للقطع العسكرية، وعندما تساءل باول عن كفاية، حجم القوات وتكلفتها لم يعطه فرانكس اجابات شافية وقال انه مازال يدرس الموضوع. ويبدو من الحوار الذي اورده المؤلف وكأن قائد العمليات فرانكس يكذب على وزير الخارجية ولا يريد منه تدخلاً، ويجب ألا ننسى ايضا انه اصبح رجل رامسفيلد.
\r\n
\r\n
\r\n
الصراع الحقيقي
\r\n
\r\n
\r\n
اذا انتقل الكتاب الى الحديث عن ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي، فاننا نجده يؤكد انه كان يعرف ان الصراع الحقيقي بشأن السياسة الخارجية داخل وزارة الخارجية، يدور حول باول. وفي احدى الليالي قال تشيني في جلسة خاصة ان مناقشات مكثفة تدور داخل الادارة الاميركية بشأن جانبين في الحكومة الايرانية: الرئيس محمد خاتمي المنتخب ديمقراطيا، والزعيم الديني آية الله علي خامنئي، وقال تشيني ان الجدل يتركز على ما اذا كانا وجهين لحكومة واحدة ام انهما حكومتان منفصلتان» واضاف تشيني ضاحكا: «السؤال نفسه ينطبق على رامسفيلد وكولن باول».
\r\n
\r\n
\r\n
ويقول وودوارد: كان احد الخلافات الرئيسية بين رامسفيلد وباول يتمثل في مسألة الهجمات الاستباقية. فقد كان وزير الدفاع يردد دائما ان الدفاع ليس كافيا، وان الولايات المتحدة تحتاج الى الهجوم، وعليها ان تنقل المعركة الى الارهابيين الذين ينبغي الهجوم عليهم ومفاجأتهم بحرب وقائية. وكان أكثر ما يثير أعصاب باول إثارة مسألة استخدام القوات المسلحة بناء على مجرد نظرية ما، لا بناء على وجود خطر مباشر على أمن أميركا العظمى.
\r\n
\r\n
\r\n
في الوقت نفسه طار بوش الى اوروبا للاجتماع بالمستشار الالماني غيرهارد شرويدر في 23 مايو، ثم بالرئيس الفرنسي جاك شيراك في 26 مايو. ولعل مادار اثناء هذه الرحلة زاد من اقتناع كتاب وصحافيين كثيرين بان الرئيس الاميركي حاول ان يخدع زعماء اوروبا، وقد يفسر هذا ما جاء في العنوان الرئيسي في صحيفة «الغارديان» البريطانية اثناء عرض كتاب بوب وودوارد الجديد.
\r\n
\r\n
\r\n
وكان العنوان يتحدث بصراحة عما اسماه «التدليس» والذي اشرنا اليه في بداية حديثنا وتأكيدا لهذا يشير بوب وودوارد الى ان بوش قال في المؤتمرين الصحافيين اللذين عقدهما في كل من المانيا وفرنسا انه ابلغ رئيسي الحليفتين الاوروبيتين الرئيسيتين بانه «ليس لديه خطة حرب على مكتبه» ويعلق مؤلف الكتاب على ذلك بقوله ان الرئيس الاميركي استخدم آنذاك هذه الصيغة نفسها ثلاث مرات في مناسبات علنية.
\r\n
\r\n
\r\n
ولم يكن هناك ما يلزمه بافشاء الجهود الكبيرة التي تبذل للتخطيط للحرب اثناء رحلته، وليس من الحكمة ان يفعل ذلك لانه سوف يولد وابلا من التخمينات والاستقصاء من جانب المراسلين الصحافيين.ولكن اذا عدنا الى الوراء قليلا فسنجد ان ماقد يقدم خدمة افضل لبوش هو ان يكرر تصريحه الذي سبق ان ادلى به منذ ثلاثة اشهر، وقال فيه: «سوف أحتفظ لنفسي بكل الخيارات التي لدي وسوف ابقيها في جيبي».
\r\n
\r\n
\r\n
وفي ذلك الاسبوع نفسه اضاف الجنرال فرانكس تصريحا علنياً وصفه بوب وودوارد بانه اكثر تضليلا مما صرح به بوش، ففي مؤتمر صحافي في تامبا في 21 مايو سئل عن القوات التي يحتاجها لغزو العراق، وعن المدة التي قد تستغرقها فقال: «هذا سؤال كبير، لا املك اجابة عنه لان الرئيس لم يطلب مني بعد ان اضع خطة لذلك». ثم اضاف قائد القيادة المركزية قوله: «ولكن بغض النظر عن التكهنات التي قرأت منها الكثير في الصحف، فإن رؤسائي لم يطلبوا مني بعد ترتيب اي شيء ولهذا فهم لم يطلبوا مني تحديد مثل هذه الارقام».
\r\n
\r\n
\r\n
وكان المراسلون المختصون بالبنتاغون، والعالمون ببواطن الأمور، يعرفون ان عملية التخطيط لحرب العراق تجري بشكل ما، ولكن مصادر في وزارة الدفاع وخاصة غير المطلعين على جلسات رامسفيلد فرانكس، قالوا للصحافيين ان مهمة فرانكس لم تصل الى اكثر من وضع «مفهوم للعمليات» ولم تشكل «خطة» وقد تتبعت صحيفة «نيويورك تايمز» قصة التخطيط للحرب بشجاعة فصدر عدد الاحد 28 ابريل وقد نشرت التقرير على صفحته الاولى التي حملت عنوانا رئيسيا يكشف عما يدبر، يقول العنوان:
\r\n
\r\n
الولايات المتحدة تضع تصوراً لخطة العراق يشمل غزواً كبيراً في السنة المقبلة. وقالت الصحيفة ان العمل ليس نهائيا وان بوش: «لم يصدر بعد اي امر للبنتاغون لتعبئة القوات، ولا توجد اليوم خطة حرب رسمية».
\r\n
\r\n
\r\n
وفي الوقت نفسه كان فرانكس يحسّن موقعه بعيدا عن الأنظار مقتربا من توفير لواءين بريين في الكويت في وقت قريب، مع وجود معدات سبق تخزينها هناك وتكفي لاربعة الوية عسكرية. وتوجه من وراء ظهر المراسلين الصحافيين، الى الرئيس الاميركي واخبره بأن الخطة الكبرى المسماة «أوب بلان 1003» يمكن تنفيذها في اي وقت، واعتبارها خطة «رسمية» على الرغم من انه مازال يحاول وضع أفكار جديدة.
\r\n
\r\n
\r\n
تضمن الكتاب تفاصيل عديدة مما دار بين فرانكس ورامسفيلد في عملية اعداد خطط الحرب وتعديلها، واكثر ما يلفت النظر فيها عمليات الاعداد الفعلي الميدانية التي كانت تجري في سرية تامة وفي ظل محاولات للتعمية عليها حتى لا يلتفت اليها احد. وفي هذا المجال يقول بوب وودوارد في الفصل الثاني عشر من كتابه ان حركة بناء العضلات الضخمة تركزت في البنية التحتية للمطارات ووسائل التزويد بالوقود في الكويت حيث كانت قد بدأت بالفعل اعمال ضخمة وسرية لتنفيذ البرنامج المرسوم.
\r\n
\r\n
\r\n
ويذكر المؤلف انه كانت هناك خطة مشتركة منذ سنوات بين القوات المسلحة الاميركية والكويت لتحسين المطارات. وقد وافقت الكويت مبدئيا على تمويل هذه المشروعات ثم ارجأت دفع الاموال، وبهذا اصبح في استطاعة فرانكس استخدام العقود وخطط الانشاء القائمة ولكن على ان يقوم بدفع تكاليفها من الاموال الاميركية وبهذا لن يظهر للناس وجود شيء جديد في الاشغال اكثر من مجرد عملية تسريع للخطة القديمة، وقد تم رصف مساحات هائلة في قاعدتي الجابر وعلي سالم الجويتين في الكويت من اجل استخدام الطائرات وتخزين الذخائر.
\r\n
\r\n
\r\n
وكانت المشكلة المقلقة الاخرى هي المشكلة اللوجيستية الخاصة بنقل الوقود من معامل التكرير في الكويت الى حدود العراقية بحيث تتوفر كميات تكفي للتحرك ودعم غزو هائل الحجم. وقد قام قادة القوات البرية التابعون لفرانكس بعقد سلسلة من العقود مع وزارة النفط الكويتية لتنظيف بعض انابيب النفط الموجودة وتوفير امكانيات جديدة لتوزيع البترول بالقرب من المعسكرات التي كان القادة قد بدأوا في انشائها. ويضيف وودوارد أن كل هذا كان يدور في سرية تامة بحيث بدا أن الكويتيين والعراقيين لم يلاحظوها.
\r\n
\r\n
\r\n
تيم ينطلق الى السليمانية
\r\n
\r\n
\r\n
يبدأ المؤلف الفصل الثالث عشر من كتابه بالحديث عن صدور قرار رئاسي يفوض جورج تينيت مدير ال «سي.آي.ايه» بالقيام بعمليات سرية في العراق ومنح الوكالة مبلغ 189 مليون دولار لتغطية تكاليف تلك العمليات، وهكذا استطاع تينيت ارسال فريقين صغيرين شبه عسكريين الى شمال العراق. وكان على الفريقين الدخول عبر تركيا ثم التحرك سراً الى المنطقة الجبلية التركية في الشمال العراقي.
\r\n
\r\n
\r\n
وكان الأتراك والأكراد يمثلون خطراً شديداً على رجاله لا يقل عن خطر صدام. وقد اعتبر حصول مدير ال «سي.آي.ايه» على تلك الملايين من الدولارات تحولاً كبيراً يختلف عن تلك الأيام التي كان يتولى فيها رئاسة الوكالة في عهد ادارة كلينتون، وكان يشعر بأن الرئيس السابق كلينتون يظل يقتر على الوكالة في الأموال بحيث أصبحت دائما في ذيل القائمة، وقد اضطر ذات مرة الى الذهاب بنفسه الى مكتب الادارة والميزانية التابع للرئيس الاميركي السابق للحصول على 20 ألف دولار لشراء معدات اتصال يحتاج اليها عملاء الوكالة في مواقع عملهم.
\r\n
\r\n
\r\n
وكان العنصر الجديد هو غياب الشك لدى القيادة العليا فلم يكن بوش متردداً أو متشككاً فيما يختص بصرف الأموال لوكالة المخابرات المركزية الأميركية، وفجأة وجد مدير الوكالة أنه لا توجد عقوبة على القيام بالمخاطرات ولا على ارتكاب الاخطاء.
\r\n
\r\n
وهكذا، وفي منتصف يوليو 2002، عبر عميل المخابرات الأميركية واسمه «تيم» الاراضي التركية، ومعه فريق مكون من سبعة من العاملين في الوكالة. وقد قضوا عشر ساعات في قافلة من سيارات لاندكروزر والجيب والشاحنات. وكان من المقرر تعيين صاحب الاسم الحركي تيم رئيساً لقاعدة ال «سي.آي.ايه» في السليمانية في المنطقة الجبلية الواقعة عند منتصف الطريق بين بغداد والحدود التركية في الشمال.
\r\n
\r\n
\r\n
وتقع تلك القاعدة على نحو 125 ميلا من الحدود التركية، وبضعة أميال من الحدود الايرانية. وقد جاءت قيادة المخابرات برئيس القاعدة من عمله في محطة لها في المنطقة وكلفته بالمهمة الجديدة. ويجيد هذا العميل اللغة العربية وانقسم العملاء الثمانية الى فريقين: فريق تيم، وتوجه الأربعة الاخرون الى قاعدة اكثر قرباً من تركيا.
\r\n
\r\n
\r\n
وقد لجأت مجموعة المخابرات الاميركية الى الكذب على السلطات التركية، للحصول على تصريح بالعبور الى العراق. وادعت ال «سي.آي.ايه» ان المجموعة تنوي التركيز على الخطر الذي تمثله جماعة انصار الاسلام التي تعارض الاحزاب الكردية العلمانية، والتي زعمت ال «سي.آي.ايه» ان لها علاقة بتنظيم القاعدة وأنها تمتلك مختبرات للسموم في احدى القرى العراقية القريبة من حدود ايران. وأقام فريق تيم قاعدته على بعد 45 ثانية بالهليكوبتر من وحدات صدام العسكرية في معقلها الحصين في كركوك.
\r\n
\r\n
\r\n
ويذكر الكتاب ان ال «سي.آي.ايه» كانت تربطها علاقات قديمة بالاتحاد الوطني الكردستاني، وان كان يشوبها التوتر أحيانا، ويتولى زعامة هذا الحزب جلال الطالباني الذي يتزعم نحو 2,1 مليون كردي يعانون من الفقر ولكنهم متعلمون ويريدون التخلص من صدام حسين. والمجموعة الاخرى هي لحزب الكردستاني الديمقراطي الذي يتحكم في قوافل الشاحنات الآتية من عراق صدام الى تركيا ويحصل على مبالغ طائلة من المال، ولم يكن هذا الحزب مهتما كثيرا بتغيير النظام.
\r\n
\r\n
وكان لدى حزب طالباني عشرة سجناء فقام فريق تيم بمقابلتهم واستجوابهم. وقدم ثلاثة من السجناء معلومات بدت صادقة عن العلاقة بشبكة القاعدة. وتبين أن السجناء الثلاثة تلقوا تدريبا في معسكرات بأفغانستان مما يشكل علاقة واضحة بالشبكة. وقد أذاع تيم ان فريقه سيدفع مئتي دولار لمن يأتيه بعينة من مادة سامة من تلك المختبرات ففوجئ بأعداد كبيرة من السكان المحليين وهم يحملون قوارير وزجاجات وأنابيب اختبار، ولم يكن في أي منها أية عينات حقيقية من السموم، فطردهم تيم ثم عين بعد ذلك طباخا وشقيقه كعميلين للحصول على تلك العينات.
\r\n
\r\n
\r\n
وكانت المهمة الرئيسية للفريق اقامة قاعدة للعمليات للقيام بنشاط سري للاطاحة بصدام حسين. وبدأ الفريق العمل باجراء مقابلات مع لاجئين ومنشقين على النظام العراقي هربوا الى المنطقة الكردية. وكان اثنان من هؤلاء مثيرين للاهتمام، اذ أن أحدهما ضابط عراقي كان يقود احدى طائرات الميراج الفرنسية لدى العراق، والثاني فني ميكانيكي لطائرات ميج .
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.