قائد الدفاع الجوي: الثلاثون من يونيو عام 70 هو البداية الحقيقية لاسترداد الكرامة    حكاية الثورة التى استعادت الدولة| 30 يونيو .. وبناء القوة القادرة لمصر    احتفالية كبرى بذكرى ثورة 30 يونية بإدارة شباب دكرنس    غدا، طرح كراسات شروط حجز شقق مشروع valley towers    «النقل» تعلن إنشاء مركز خدمة وصيانة وإعادة تأهيل لماكينات حفر الأنفاق في مصر    رئيس الوزراء يشهد توقيع الاتفاقية الخاصة بمشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر بمنطقة جرجوب    زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد: هناك محادثات لإسقاط حكومة نتنياهو    البرلمان العربي يؤكد الدور المهم للنساء البرلمانيات في مكافحة الإرهاب    مقتل 9 أشخاص إثر انهيارات أرضية في نيبال    زعيم المعارضة الإسرائيلية: محادثات مع أطراف مختلفة لإسقاط حكومة نتنياهو    مصدر من اتحاد الكرة يوضح ل في الجول كيفية حصول الزمالك على الرخصة القارية.. وموقف السوبر الإفريقي    مانشستر يونايتد يراقب دي ليخت لخطفه من بايرن ميونخ    رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2024 .. على الموقع من هنا    محافظ الجيزة يوجه بسرعة إصلاح خط مياه ميدان فينى لعودة الخدمة    حبس 20 متهماً بتهمة استعراض القوة وقتل شخص في الإسكندرية    ينطلق 6 يوليو.. من هم ضيوف الموسم الأول من برنامج بيت السعد؟    "مواهبنا مستقبلنا" تحيي احتفالية ثورة 30 يونيو بالمركز الثقافي بطنطا    مراسل القاهرة الإخبارية: الاحتلال يطلق النيران على خيام النازحين    "المملكة المغربية الهاشمية".. موقف محرج ل محمد رمضان من المؤتمر الصحفي لمهرجان موازين    «نويت أعانده».. لطيفة تطرح مفاجأة من كلمات عبد الوهاب محمد وألحان كاظم الساهر    الثقافة تعلن فتح باب التقديم لمسابقة «مصر ترسم» لاكتشاف المواهب الفنية    وزير الصحة يبحث مع ممثلي شركة «إيستي» السويدية تعزيز التعاون في القطاع الصحي    تبادل كهنة أسرى بين روسيا وأوكرانيا    الداخلية تكشف ملابسات واقعة طفل الغربية.. والمتهمة: "خدته بالغلط"    حبس المتهمين بإنهاء حياة طفل بأسيوط.. قطعوا كفيه لاستخدامهما في فتح مقبرة أثرية    الأوقاف: فتح باب التقدم بمراكز الثقافة الإسلامية    رئيس جهاز الشروق: استمرار الإزالات الفورية للمخالفات خلال أيام العطلات الرسمية    ليفربول يحاول حسم صفقة معقدة من نيوكاسل يونايتد    كوناتي: لوكاكو أقوى مهاجم واجهته.. كامافينجا: غياب كورتوا أمر جيد لنا    مانشستر سيتي يخطف موهبة تشيلسي من كبار الدوري الإنجليزي    تطوير عربات القطار الإسباني داخل ورش كوم أبو راضي (فيديو)    موعد عرض مسلسل لعبة حب الحلقة 54    عمرو دياب يطرح ريمكس مقسوم لأغنية "الطعامة"    «مياه الشرب بالجيزة»: كسر مفاجئ بخط مياه بميدان فيني بالدقي    استشارية أمراض جلدية توضح ل«السفيرة عزيزة» أسباب اختلاف درجات ضربة الشمس    ربيع: إعادة الريادة للترسانات الوطنية وتوطين الصناعات البحرية    إحالة أوراق المتهم بقتل منجد المعادي للمفتي    ننشر أسماء الفائزين في انتخابات اتحاد الغرف السياحية    المجاعة تضرب صفوف الأطفال في شمال قطاع غزة.. ورصد حالات تسمم    القاهرة الإخبارية: لهذه الأسباب.. الفرنسيون ينتخبون نواب برلمانهم بانتخابات تشريعية مفاجئة    وفد من وزارة الصحة يتفقد منشآت طبية بشمال سيناء    بعد إحالته للمفتي.. تأجيل محاكمة متهم بقتل منجد المعادي لشهر يوليو    برقية تهنئة من نادي النيابة الإدارية للرئيس السيسي بمناسبة ذكري 30 يونيو    الأهلى تعبان وكسبان! ..كولر يهاجم نظام الدورى.. وكهربا يعلن العصيان    ضحية إمام عاشور يطالب أحمد حسن بمليون جنيه.. و14 سبتمبر نظر الجنحة    مصر تدعو دول البريكس لإنشاء منطقة لوجستية لتخزين وتوزيع الحبوب    الصحة: اختيار «ڤاكسيرا» لتدريب العاملين ب «تنمية الاتحاد الأفريقي» على مبادئ تقييم جاهزية المرافق الصيدلانية    ماهو الفرق بين مصطلح ربانيون وربيون؟.. رمضان عبد الرازق يُجيب    مجلس جامعة الأزهر يهنئ رئيس الجمهورية بالذكرى ال 11 لثورة 30 يونيو    بدءا من اليوم.. فتح باب التقدم عبر منصة «ادرس في مصر» للطلاب الوافدين    الصحة: الكشف الطبى ل2 مليون شاب وفتاة ضمن مبادرة فحص المقبلين على الزواج    كيف فسّر الشعراوي آيات وصف الجنة في القرآن؟.. بها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت    شرح حديث إنما الأعمال بالنيات.. من أصول الشريعة وقاعدة مهمة في الإسلام    مجلة جامعة القاهرة للأبحاث المتقدمة تحتل المركز السادس عالميًا بنتائج سايت سكور    الإفتاء: يجب احترم خصوصية الناس وغض البصر وعدم التنمر في المصايف    حكم استئذان المرأة زوجها في قضاء ما أفطرته من رمضان؟.. «الإفتاء» تٌوضح    «غير شرعي».. هكذا علق أحمد مجاهد على مطلب الزمالك    البنك الأهلي: تجديد الثقة في طارق مصطفى كان قرارا صحيحا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحريات الأميركية أول ضحية لأحداث سبتمبر، كلينتون يتحمل المسئولية عن نواة الدولة
نشر في التغيير يوم 14 - 03 - 2005


\r\n
لماذا؟ أخبرنا ماكفى بإسهاب بليغ. ولكن قادة أميركا وأجهزة إعلامهم فضّلوا أن يصفوه بأنه وحش سادي مجنون وليس شخصاً طيباً مثل بقية الناس أقدم على فعلته لا لشيء ولا لسبب سوى الاستمتاع العابث. وفي 11 سبتمبر 2001، قام أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة الذي يتزعمه بتسديد ضربات إلى أهداف في مانهاتن والبنتاغون. وسارعت الطغمة الحاكمة في البنتاغون المسئولة عن إدارة شئوننا إلى برمجة رئيسهم لكي يخبرنا أن بن لادن كان «فاعل شر» يحسدنا على صلاحنا وثروتنا وحريتنا.
\r\n
\r\n
\r\n
لا شيء في هذه التفاسير يمكن أن يكون معقولاً، ولكن حكام أميركا طوال أكثر من نصف قرن قد عملوا على التأكد بأن لا يطلعنا أحد أبداً على الحقيقة عن أي شيء فعلته الحكومة الاميركية بالشعوب الأخرى علاوة كما في حالة ماكفى على ما تفعله بالاميركيين. وكل ما يتبقى لدينا بعد ذلك هو أغلفة ضبابية لمجلتي «التايم» و«النيوزويك» حيث تطالعنا شخصيات بشعة، يتطاير من عيونها الشرر في حين تنسج النيويورك تايمز وطاقمها من المُزيِّفين قصصاً معقّدة عن أسامة المجنون وماكفي الجبان.
\r\n
\r\n
\r\n
وهكذا يقنعون معظم الأميركيين أن رجلين مشبوهين غير سويين فقط يمكن أن يمتلكا الجرأة، لكي يهاجما أمة تنظر إلى نفسها باعتبارها أقرب إلى الكمال من أي مجتمع بشري آخر. ولم يتطرق أحد أبداً إلى إمكانية أن الطغمة التي تحكم أميركا قد وجّهت استفزازاً جدياً «خطيراً» إلى ماكفى (وهو بطل أميركي أصيل في حرب الخليج) وأسامة، الذي يدّعي أنه المدافع عن الإيمان.
\r\n
\r\n
\r\n
الأشياء تحدث كما تحدث عرضاً في أجهزة الإعلام الأميركية، ونحن المستهلكون لا نحتاج الى أن يخبرنا أحد عن السبب وراء أي شيء، ومن المؤكد أن أولئك الذين يعملون منا في مهنة البحث والتحري عن الأسباب، سيمضون وقتاً صعباً في محاولتهم الوصول إلى ما يقصدونه من خلال أجهزة الإعلام الأميركية، التي ترعاها شركات كبرى، كما اكتشفت أنا شخصياً عندما حاولت أن أفسّر ماكفى في مجلة (فانيتي فير)، أو عندما منذ 11 سبتمبر فشلت محاولاتي لنشر ما أكتبه.
\r\n
\r\n
\r\n
صوت أيلولي آخر جرى إسكاته هو صوت آرنوجي ماير، الأستاذ المتمرس في التاريخ بجامعة برنستون، الذي قوبل مقاله المعنون (تأملات في غير أوانها) بالاعتذار عن النشر في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بما في ذلك مجلة (نيشِن)، حيث كنت أنا محرراً مشاركاً في الكتابة طوال سنوات عديدة (وحيث قوبلت تأملاتي في غير أوانها عن 11 سبتمبر بالرفض والامتناع عن نشرها كذلك) نشر ماير مقاله في الجريدة اليومية الفرنسية (لوموند). وكتب يقول في جانب من مقاله:
\r\n
\r\n
\r\n
«حتى الآن، في الأزمنة الحديثة، كانت الأعمال الإرهابية الفردية هي سلام الضعفاء والفقراء، بينما كانت الأعمال الإرهابية الرسمية والاقتصادية هي أسلحة الأقوياء. ومن المهم، بالطبع، ان تميّز في هذين النمطين من الإرهاب معاً، بين الهدف والضحية. وهذا التمييز واضح تماماً في الهجوم المميت على مركز التجارة العالمي. فالهدف كان رمزاً كبيراً ومحوراً بارزاً من رموز ومحاور القوة المالية والاقتصادية للشركات العولمية.
\r\n
\r\n
\r\n
والضحية كانت القوة العاملة المنكودة الطالع والتابعة جزئياً. ومثل هذا التمييز لا ينطبق على الضربة التي سددت إلى البنتاغون. لأنه يضم القيادة العسكرية العليا القوة النهائية الأخيرة للعولمة الرأسمالية، حتى ولو أنها تنطوي، في اللغة الخاصة بالبنتاغون، على (أضرار جانبية) للحياة البشرية».
\r\n
\r\n
\r\n
تاريخ ثقيل على الظهور
\r\n
\r\n
\r\n
مهما يكن الامر، فإن أميركا كانت منذ سنة 1947 هي الدولة الرئيسة والرائدة في ارتكاب أعمال الإرهاب الرسمي «الاستباقي»، على العالم الثالث حصراً وتحديداً، ولذلك جرى إخفاء تلك الأعمال على نطاق واسع. وبالإضافة إلى أعمال تخريب الحكومات وإسقاطها بدون نقد أو اعتراض في منافسة مع الاتحاد السوفيتي أثناء الحرب الباردة، فإن واشنطن قد لجأت إلى استخدام الاغتيالات السياسية، وفرق القتل بالوكالة، ومقاتلين غير لائقين من أجل الحرية.
\r\n
\r\n
\r\n
وكانت العقل المفكر والمدبّر في قتل لومومبا وألليندي. وحاولت بلا جدوى أن تغتال كاسترو والقذافي وصدام حسين. واستخدمت حق النقض ضد جميع المحاولات الرامية إلى وضع حد ليس فقط للخرق الإسرائيلي للاتفاقيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة، بل أيضاً ممارستها لإرهاب الدولة الاستباقي. وينبغي أن أشير إلى أن (اللوموند) هي جريدة محافظة معتدلة تتوجه إلى النخبة من ذوي الثقافة الرفيعة، وأنها كانت طوال عقود من السنين مؤيدة لإسرائيل، وآرنو ماير نفسه قد قضى «أياماً مدرسية» في معتقل ألماني.
\r\n
\r\n
\r\n
أما مقالي عن 11 سبتمبر فإنه نشر لاحقاً بالإيطالية في كتاب شبيه بهذا الكتاب. ولدهشة الجميع، فإن ذلك الكتاب أصبح فوراً من أفضل الكتب في المبيعات. وتُرجم بعد ذلك إلى دزينة من اللغات الأخرى، وبالنسبة إلى بن لادن وماكفي معاً، فكرّت أنه من المفيد أن أتولى وصف الاستفزازات المختلفة من جانبنا، التي دفعتهما إلى ارتكاب مثل تلك الأعمال الرهيبة.
\r\n
\r\n
\r\n
وفي الحادي عشر من سبتمبر 2001، عندما كان طيارون انتحاريون ينقضّون بطائرات مدنية تجارية على أبنية أميركية مزدحمة، لم أكن أحتاج للنظر إلى الروزنامة لكي أعرف أي يوم كان ذلك اليوم: الثلاثاء المظلم كان يُلقي بظلِّه الطويل عبر مانهاتن وعلى امتداد نهر البوتوماك. كما لم أشعر بالدهشة لأنه لم يكن هناك إنذار مسبق من مكتب التحقيقات الفيدرالي أو من وكالة المخابرات المركزية أو من وكالة الاستخبارات الدفاعية، على الرغم من أننا قد أنفقنا منذ سنة 1950 ما يقرب من سبعة آلاف مليون دولار على ما سُمِّي بتعبير مخفَّف ومُلطَّف «دفاعاً».
\r\n
\r\n
\r\n
عندما كان البوشّيّون يعدون بشغف للحرب ما قبل قبل الأخيرة صواريخ من كوريا الشمالية، تحمل علامات مميزة واضحة هي الرايات، ستمطر على بورتلاند في أوريغون، لكي تعترضها مناطيد درعنا الواقي من الصواريخ كان الثعلب الماكر أسامة بن لادن يعلم ان كل ما يحتاجه هو في حربه، أن يكون لديه طيارون مستعدون لقتل أنفسهم بالإضافة إلى أولئك المسافرين العابرين الذين يتفق وجودهم في الطائرات التجارية المخطوفة.
\r\n
\r\n
\r\n
الهاتف يواصل الرنين، إنّي أقضي فصل الصيف في جنوب نابولي بايطاليا. الجرائد ومحطات التلفزيون والإذاعة الإيطالية تريد تعليقاً. وكذلك أريد أنا. وكنت قد كتبت مؤخراً عن بيرل هاربر. والآن يواجهونني بالسؤال نفسه مرة بعد أخرى: أليس هذا بالضبط مثل الأحد صباحاً في السابع من ديسمبر سنة 1941؟ فأجيب: كلا، إنه ليس كذلك. وعلى حد ما نعلم الآن، لم يكن لدينا إنذار بالهجوم الذي وقع يوم الثلاثاء. بالطبع، لدى الحكومة الأميركية اسرار عديدة جداً يبدو أن أعداءنا يعرفونها مسبقاً دائماً، ولكن شعبنا لا يخبره أحد عنها إلا بعد سنوات، هذا إذا أخبره أحد على الإطلاق.
\r\n
\r\n
\r\n
الرئيس روزفلت استفز اليابانيين للهجوم علينا في بيرل هاربر. وقد وصفت الخطوات المختلفة التي اتخذها في كتابي (العصر الذهبي). ونحن نعلم الآن ما الذي كان يدور في ذهنه: أن يذهب لنجدة بريطانيا ضد هتلر حليف اليابان. وهي مكيدة مبررة أخلاقياً انتهت بانتصار لصالح الجنس البشري. ولكن ما الذي دار يدور في ذهن بن لادن؟
\r\n
\r\n
\r\n
طوال عدة عقود من الزمن، كانت هناك عملية دائبة حثيثة لتقديم العالم الاسلامي في أجهزة الإعلام الأميركية بوصفه شيطاناً. وبما أنني أميركي مخلص، لا يُفترض فيّ أن أخبركم لماذا حدث ذلك، ولكن ليس من غير المعتاد لنا في الوقت نفسه أن نتفحص لماذا يحدث أي شيء؟ وحينذاك نتهم الآخرين بكل بساطة بأنهم يقومون بعمل شرير بلا دافع أو سبب. هكذا يصرّح جورج دبليو بوش «نحن أخيار هم أشرار». مما يحسم الوضع ويجمعه في رزمة أنيقة.
\r\n
\r\n
\r\n
وفي وقت لاحق، أوضح بوش ما يعنيه في خطاب ألقاه في اجتماع مشترك لمجلسي الكونغرس حين شاركهم وشارك بقيتنا نحن غير المحظوظين في مكان ما على الجانب الآخر من الطريق الدائرية المطوِّقة بعلمه العميق الذي يسبر خدع وأساليب «القاعدة»: «إنهم يكرهون ما يرونه هنا في هذه القاعة بالذات». وأنا أظن أن مليوناً من المواطنين الأميركيين أحنوا رؤوسهم موافقين بحزن أمام شاشات تلفزيوناتهم. «إن زعماءهم قد نصّبوا أنفسهم. إنهم يكرهون حريتنا، حريتنا في الدين، حريتنا في الكلام، حريتنا في التصويت والاجتماع والاختلاف مع بعضنا البعض». وفي هذه اللحظة المدوية، أي أميركي لن تدفعه عاطفته الجياشة إلى ابتلاع الطعم؟
\r\n
\r\n
\r\n
إذا ثبت أن العربي البالغ الرابعة والأربعين من عمره، بن لادن، هو المحرِّك الأساسي، فمن دواعي العجب إننا لا نزال لا نعرف عنه حتى الآن إلا القليل. أسامة، الذي يصل طوله إلى ستة أقدام وسبع بوصات، يدخل إلى التاريخ في سنة 1979 كمقاتل من رجال العصابات، يعمل جنباً إلى جنب مع وكالة المخابرات المركزية للدفاع عن أفغانستان ضد الغزاة السوفييت. هل كان معادياً للشيوعية؟ سؤال لا علاقة له بالموضوع، فهو لا يريد وجود كفّار من أي نوع في العالم الإسلامي.
\r\n
\r\n
\r\n
وقد وُصف أسامة بأنه ثري فاحش الثراء، ولكنه على رأي أحد أقربائه، لا يملك إلا ملايين قليلة من الدولارات فقط، وكان والده هو الذي قام بتكوين ثروة طائلة بشركة للانشاءات وتساوي تلك الشركة الآن عدة مليارات من الدولارات، من المفترض أن يشارك فيها (54) فرداً من أشقاء وشقيقات أسامة.
\r\n
\r\n
\r\n
وعلى الرغم من أنه يتكلم الإنجليزية بطلاقة تامة، إلا إنه كان قد نال تعليمه كلياً في جدة. ولم يسافر أبداً إلى خارج شبه الجزيرة العربية. وعاش عدة أشقاء في منطقة بوسطن وتبرعوا بمبالغ كبيرة إلى جامعة هارفارد. وقيل لنا أن العديدين من أفراد عائلته يبدو أنهم قد تبرأوا منه، وأن الكثير من أرصدته في السعودية قد جرى تجميدها.
\r\n
\r\n
\r\n
سؤال مؤرق
\r\n
\r\n
\r\n
أسامة بن لادن جامع أموال ممتاز ، ولكن في العالم العربي فقط. وخلافاً لما يشاع، فإنه لم يقبض مالاً من وكالة المخابرات المركزية. وقد أنذر السلطات السعودية بأن صدام حسين سيغزو الكويت، وافترض أسامة أنه بعد انتصاراته كمقاتل في حرب العصابات ضد الروسيين، فإنه سيكون له دور في العمل لوقف العراقيين عند حدهم ولكن الامور لم تسر على هذا النحو.
\r\n
\r\n
\r\n
أقنع أسامة أربعة آلاف عربي بالذهاب إلى أفغانستان لكي تقوم جماعته بتدريبهم عسكرياً.
\r\n
\r\n
\r\n
وفي سنة 1991، انتقل أسامة إلى السودان، وفي سنة 1994، كان أسامة قد أصبح بالفعل شخصية أسطورية في العالم الإسلامي. وعلى هذا النحو مثل الشخصية الشيكسبيرية كوريولانوس فإنه يستطيع أن يقول «إنني هناك عالم في مكان آخر». ولسوء الحظ، فإن ذلك العالم هو نحن. في «إعلان للحرب» يتألف من اثنتي عشرة صفحة قدّم أسامة نفسه كالمحرّر الممكن للعالم الإسلامي من الشيطان الأكبر للفساد الحديث، الولايات المتحدة.
\r\n
\r\n
\r\n
قامت منظمة أسامة بتفجير اثنتين من سفاراتنا في إفريقيا، وأحدثت ثقباً في جانب سفينة حربية أميركية بمحاذاة اليمن، وقذف كلينتون صاروخاً على معمل سوداني للأسبرين، وهكذا سرنا إلى أحداث الثلاثاء الاسود، وعندئذ تحوّل جورج دبليو بوش أمام أنظارنا إلى رئيس للمشجّعين كما كان في المدرسة الثانوية. فوعدنا أولاً ليس «بحرب جديدة» فقط بل «بحرب سرية»، والأفضل من كل ذلك، بحسب الومضة في عينه، «حرب طويلة جداً»، وفي الوقت نفسه، فإن «هذه الإدارة لن تتحدث عن أية خطط قد تكون لدينا أو لا تكون. . . ونحن سنعثر على هؤلاء الأشرار، وسنعتبرهم مسئولين ونحاسبهم»، جنباً إلى جنب مع الأشرار الآخرين الذين قاموا بإيواء أسامة.
\r\n
\r\n
\r\n
اعتباراً من الشهر الأول من عام 2002، تزعُم قيادة البنتاغون أن تخريب أفغانستان بقوتنا الجوية المحلِّقة على ارتفاعات عالية كان نصراً عظيماً (لا يذكر أحد أن الأفغانيين لم يكونوا أعداءً للأميركيين كان هذا الأمر شبيهاً بتدمير باليرمو للقضاء على المافيا). وعلى كل حال، فإننا قد لا نعرف أبداً ماذا تحقق، إذا كان قد تحقق أي شيء على الإطلاق، من كسب أو خسارة (سوى الكثير الذي خسرناه من لائحة الحقوق).
\r\n
\r\n
\r\n
رامسفيلد، وهو عضو في قيادة البنتاغون، جعل شغله الشاغل أن يسخر يومياً من ثلة من «الصحافيين» على شاشات محطات التلفزيون في نشراتها الإخبارية. بتطويل فائق لا يخلو من جوانب مسلية، لا يخبرنا «رامي» شيئاً عن خسائرنا ولا عن خسائرهم. ويبدو إنه يعتقد بالفعل أن أسامة العاطفي الحسّاس يختبيء في كهف يقبع على حدود باكستان، بدلاً من أن يستقر في قصر في إندونيسيا أو ماليزيا، وهما بلدان معروفان بكثافتهما السكانية العالية، ويتمتع هو فيهما بإعجاب لا نحظى نحن به.
\r\n
\r\n
\r\n
ومهما يكن الأمر، فإننا لم يسبق أبداً في تاريخنا الطويل من الحروب غير المعلنة وغير الدستورية أن عومِلْنا، نحن الشعب الأميركي، بمثل هذا الازدراء الفظ (مجرد عدد كبير من حملة الرماح الذين تفرض عليهم ضرائب باهظة)، ويتم استدعاؤهم من حين إلى آخر للمشاركة في تصويت عرضي يتعرض إلى التلاعب.
\r\n
\r\n
\r\n
ذكريات قاهرية
\r\n
\r\n
\r\n
عندما كان أسامة في الرابعة من عمره، وصلت إلى القاهرة لإجراء حديث مع عبدالناصر تنشره مجلة (لوك). واستقبلني محمد حسنين هيكل، المستشار الأقدم للرئيس عبدالناصر. لم تحدث المقابلة مع عبدالناصر، كان موجوداً في المتراس (معتكفه الذي يطل على النيل). وكان قد نجا تواً من محاولة اغتيال. وكان هيكل يتكلم الإنجليزية بطلاقة تامة. وكان تهكمياً، خبيراً بشئون الدنيا والناس. وتبادلنا الأحاديث على نحو متقطع بين فترة وأخرى طوال أسبوع. عبدالناصر يريد تحديث مصر.
\r\n
\r\n
\r\n
ولكن هناك عنصراً رجعياً، يقف في طريقه. وبعد ذلك مفاجأة. «لقد اكتشفنا شيئاً غريباً جداً، الشبان القرويون الصغار الأذكياء منهم الذين نتولى تعليمهم لكي يصبحوا مهندسين وكميائيين وما إلى ذلك، ينقلبون علينا وينتمون إلى الجناح اليميني؟».
\r\n
\r\n
\r\n
كان هيكل ابناً روحياً للتنوير الأوروبي في قرننا الثامن عشر. وعاد هيكل إلى ذاكرتي في يوم الثلاثاء المظلم، عندما قام أحد أبناء جيله العربي الذي أُنجز تحديثه بتسديد ضربة هجومية إلى هدف كان قبل أربعين عاماً نموذجاً للدولة العصرية في نظر عبدالناصر. ومع ذلك، كان أسامة يبدو في جميع الروايات ليس أكثر من مسلم عادي يؤدي جميع فروض الدين، في مقابل المسلم المتعصب المتحمس. والمفارقة الساخرة هي إنه قد أكمل تعليمه كمهندس.
\r\n
\r\n
\r\n
ومن المفهوم أنه يكره الولايات المتحدة كرمز وكواقع. وأطلق أسامة على العدو الأساسي اسم «التحالف الصليبي الصهيوني». وهكذا، في عبارة واحدة، عرّف نفسه وذكّر منتقديه بأنه مسلم ، وناشط يشبه ناشطينا المتزمتين المهرجين المضحكين من زمرة فالويل وروبرتسون، ولكنه يختلف عنهم بأنه جاد، يعني ما يقوله، ويفعل ما يعلنه. وسيذهب إلى الحرب ضد الولايات المتحدة، «رأس الافعى».
\r\n
\r\n
\r\n
الزناد الخطر
\r\n
\r\n
\r\n
على الرغم من أن إدارة بوش حمقاء إلى درجة مخيفة في جميع مهماتها باستثناء مهمتها الأساسية، وهي إعفاء الأغنياء من الضرائب!، فإنها قد مزّقت برعونة متناهية معظم المعاهدات التي تقرّها الأمم المتمدنة مثل اتفاقيات كيوتو حول حماية البيئة أو اتفاقية الصواريخ النووية مع روسيا. ويواصل البوشيون نهبهم المتفاقم للخزينة الوطنية. والآن، وبفضل أسامة، ذهبت أموال الضمان الاجتماعي (التي يفترض أنها وديعة ائتمانية لا تُمس) إلى تسديد نفقات حرب تكلفنا حالياً ثلاثة مليارات دولار شهرياً. وسمحت لمكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة المخابرات المركزية إما أن تنفلت جامحة من عقالها أو أ�� لا تتزحزح قيد أنمله، عن موقفها.
\r\n
\r\n
\r\n
وتركتنا مع أول إمبراطورية «ضرورية»، وبطلب شعبي، مع آخر امبراطورية عالمية، تماماً مثل «ساحر أوز» الذي يحاول أن يقنع مشاهديه أن خدعه وحيله هي منجزات سحرية حقيقية، آملاً ألا يكتشفه أحد. وفي هذا الوقت نفسه، يهدر بوش قائلاً: «إما أن تكونوا معنا، أو تكونوا مع الإرهابيين». ومثل هذا القول يعني أن قائله يجلب الويل على نفسه، ويدعو العدو إلى مهاجمته.
\r\n
\r\n
\r\n
لكي يكون المرء منصفاً، لا يسعه أن يضع اللوم في تشوشنا كلياً على عاتق الرئيس الحالي صاحب المكتب البيضاوي. وعلى الرغم من أن أسلافه من الرؤساء كانوا على درجة من الذكاء أعلى منه، إلا أنهم بدورهم كانوا قد خدموا باجتهاد دائب أولئك الذين يشكلّون واحداً بالمئة من السكان ممن يملكون البلاد تاركين الآخرين تائهين على غير هديً.
\r\n
\r\n
\r\n
وكان بيل كلينتون يستحق اللوم بوجه خاص. وعلى الرغم من كونه أكفأ وأقدر رئيس منذ فرانكلين ديلانو روزفلت، إلا أن كلينتون، في سعيه المحموم لتحقيق انتصارات انتخابية، فإنه وضع الزناد في مكانه المناسب لقيام دولة بوليسية، ذلك الزناد الذي يضغطه خلفه الآن بكل انشراح وسرور.
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.