\r\n فحواها: لا تترددوا في إبداء الحزم والتشدد مع الرئيس الروسي, واستغلال ما يسميه تقصيرا في الالتزام بالأسس والمبادىء الديمقراطية, إلا أنه عمل بها وحسب لهجة وصفها بنفسه ( ودية) لكنها لم تكن كذلك في نظر بوتين. \r\n \r\n على كل الأحوال, وادعى الرئيس بوش أنه ليس من الضروري التظاهر في الاعتقاد بالنوايا الطيبة للروس, من أجل المضي قدما في مسائل تتعلق بمنظمة التجارة العالمية, أو خطر انتشار الأسلحة النووية. \r\n \r\n ولم تخف ابتساماته التي وزعها بسخاء خلال جولته الأوروبية ولقاءاته العديدة مع الزعماء الأوروبيين بدءا بالرئيس الفرنسي جاك شيراك وانتهاء بالرئيس فلاديمير بوتين مرورا بالمستشار الألماني جيرهارد شرويدر, أي زعماء البلدان الثلاث التي عارضت حربه على العراق, لم تخف الخلافات والنزاعات المستمرة فيما بينهم على القضايا الجوهرية, سواء أكان حول وعوده بنشر الديمقراطية في العالم, ولاسيما في منطقة الشرق الأوسط, أم حول القضية الإيرانية, ودور حلف الناتو.. الخ, أي أن مواقف كل طرف لم يطرأ عليه أي تبدل وتحول. \r\n \r\n بل إن ما تغير هو اللهجة فقط, والأساسية طبعا في لغة الدبلوماسية وكذلك اعتراف الرئيس الأميركي أن أوروبا الموحدة - وليس فقط ( أوروبا الحديثة) المحبذة على قلب وزير دفاعه دونالد رامسفيلد, تعتبر ورقة رابحة في سياق الاستراتيجية الشمولية للولايات المتحدة. \r\n \r\n ولكن لنحترس ألا تخدعنا المظاهر, لأن الأميركيين ليسوا على استعداد سوى للأجواء التي سادت عالميا عقب أحداث /11/ أيلول, أي حشد الطاقات مع أوروبا حول التوجهات الأساسية, لكنهم على استعداد لبذل بعض المساعي من أجل اقناع الأوروبيين بطموحاتهم الخاصة. \r\n \r\n وفي السابق استخدمت إدارة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون, ومن أجل تحديد خطواتها في مجال السياسة الخارجية العبارة التالية: نلجأ للتعددية القطبية حينما يكون في الإمكان ونلجأ إلى الأحادية حينما يفرض ذلك ولكن إدارة الرئيس الأميركي الحالي بوش, قلبت المقولة وأعطت الأولوية للأحادية القطبية, ولجأت إلى التعددية الوطنية عندما عجزت عن الفعل وهذا هو الحال اليوم ففي العراق تحتاج واشنطن إلى حلفائها ومنهم أولئك الذين رفضوا وعادوا مغامرتها العسكرية في العراق, بغية مساعدتها في استتباب الأوضاع في هذا البلد المتفجر. \r\n \r\n وفي ايران, تنظر بعين الريبة والخشية إلى المسار الدبلوماسي الأوروبي في الملف الايراني في حين تفتقر حاليا لأي سياسة أفضل من أجل طرحها وفي مسألة الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني تعتبر المساعدات المالية التي منحها الاتحاد الأوروبي للسلطة الفلسطينية غير كافية لجهل الدولة الفلسطينية الموعودة ( قابلة للحياة). \r\n \r\n فهل الأوروبيون قادرون على تحديد استراتيجية مشتركة تتيح لهم الفرصة للتأثير على السياسة الأميركية? هذا السؤال لا جواب عليه حاليا لأنه مازال من السابق لأوانه الإجابة إنما في الواقع هذا هو أحد الرهانات الجوهرية في الصراع حول المصادقة على دستور الاتحاد الأوروبي. \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n