وقال الزعماء الأكراد في الأيام الأخيرة إنهم يدفعون باتجاه ان يكون كردي رئيسا للعراق. كما أنهم يسعون الى ضمانات للحفاظ على منطقة الحكم الذاتي في الشمال، وهذا يمكن في المقابل أن يفاقم التوترات مع الدول المجاورة المتشككة في أي خطوات تقود باتجاه استقلال الأكراد. \r\n وينظر المسؤولون الأميركيون الى الأكراد باعتبارهم حلفاءهم الأقرب في العراق، جزئيا لأن الأكراد، ومعظمهم من المسلمين السنة، هم على العموم أقل تزمتا في القضايا الدينية من العرب هنا. وبينما يتجه البلد إلى حكومة ودستور جديد فانه من المحتمل أن يجد الأميركيون أنفسهم معتمدين على الأكراد للتصرف كجهة مضمونة مقابل السياسيين الإسلاميين المحافظين. \r\n وقد تنامت ثقة الأكراد بقوتهم السياسية إلى حد كبير منذ الاثنين الماضي عندما بات واضحا أنهم يمكن أن يحتلوا المرتبة الثانية في عدد مقاعد الجمعية الوطنية البالغة 275 مقعدا، وربما يكونون الكتلة الأكثر تماسكا. \r\n وبسبب أن تشكيل حكومة جديدة سيتطلب أصوات الثلثين ولأنه يبدو من غير المحتمل أن تحصل الجماعة الشيعية الرئيسية على مثل هذه الأغلبية فان الأكراد يمكن أن يصبحوا شريكا أساسيا في التحالف. \r\n ومن بين الاحتمالات القائمة ان الجماعة الشيعية الرئيسية يمكن ان تتحالف مع الأكراد لتشكيل حكومة. ويمكن أن تقترب الجماعات الأخرى وبينها الجماعة الشيعية العلمانية التي يقودها رئيس الوزراء اياد علاوي والتي حصلت حتى يوم الاثنين الماضي على 13 في المائة من الأصوات، تقترب من الأكراد لتشكيل كتلة تتمتع بسلطة الفيتو على الشيعة. وهذا يترك الأكراد في موقع الطرف القوي سياسيا. \r\n وقال برهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي والمسؤول الكردي البارز في مكتبه داخل المنطقة الخضراء المحصنة «إنها لعبة مختلفة حقا، وهي جديدة بالنسبة لهذا الجزء من العالم. وسيكون هناك الكثير من الرهانات، والكثير من التقدم والتراجع، والكثير من المساومات». \r\n ويمكن لضمان منصب الرئيس أن يمنح الأكراد قوة كبيرة في تعيين الأعضاء الرئيسيين في الحكومة الجديدة بمن فيهم رئيس الوزراء والوزراء. كما أن ذلك سيعزز موقع الأكراد في الشرق الأوسط حيث حكومات الدول المجاورة تركيا وسورية وإيران تخشى من أية خطوات باتجاه استقلال الأكراد في تلك الدول. \r\n ومن المحتمل أن تواجه طموحات الأكراد معارضة من جانب السياسيين الساعين الى تنصيب عربي سني رئيسا من أجل اجتذاب العرب السنة الى العملية السياسية على الرغم من مقاطعتهم الواسعة للانتخابات. \r\n وفي النجف كان مكتب آية الله العظمى علي السيستاني قد أصدر تصريحا نادرا يقول ان آية الله لن يتدخل في صياغة الدستور الدائم ويترك أمره للجمعية الوطنية. \r\n ولكن آية الله يعتقد أن الدستور «يجب ان يحترم الهوية الثقافية الإسلامية للشعب العراقي» كما أشار التصريح. \r\n وقال رجال شيعة بارزون في مقابلات أجريت معهم خلال الأسبوع الماضي إنهم يريدون أن يكون الإسلام مصدر التشريع الأساسي للدستور الجديد. \r\n ومن بين كل الجماعات السياسية، يعتبر الأكراد، الذين يشكلون خمس السكان، الأكثر تنظيما ويتمتع تحالفهم بفرصة للبقاء في الجمعية الوطنية أفضل من فرصة الائتلاف العراقي الموحد الشيعي. \r\n وقال برهم صالح ان التحالف الكردستاني يسعى الى ان يكون جلال طالباني، زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني، رئيسا للعراق. وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني قد وافق على دعم ترشيح طالباني للرئاسة مقابل تولي بارزاني رئاسة إقليم كردستان العراق. وقال صالح عن طالباني «أعتقد انه سيكون مناسبا للمهمة. واذا ما استبعد بسبب كونه كرديا فان ذلك سيكون مؤشرا فظيعا». \r\n ومن المقرر أن ينتخب الرئيس ونائباه من جانب الجمعية الوطنية بأغلبية ثلثي الأعضاء. وسيقوم مجلس الرئاسة من ثم باختيار رئيس الوزراء والحكومة. ويتعين على الجمعية الوطنية المصادقة على الحكومة الجديدة بالأغلبية. \r\n ويتعين أن تقوم الجمعية بإعداد مسودة الدستور بحلول أواسط أغسطس (آب) المقبل ليتم الاستفتاء عليه في غضون شهرين والإعداد لانتخابات عامة بحلول نهاية العام الحالي. \r\n وقد عبر الزعماء الأكراد عن قلقهم من أن الأحزاب الشيعية يمكن أن تسعى إلى إقامة حكومة إسلامية يمكن ان تكون تحت تأثير كبير من جانب رجال الدين في النجف. \r\n وقال فرج الحيدري، المسؤول الكبير في الحزب الديمقراطي الكردستاني، انه أيا كان من يدعمه الأكراد فان عليه ان «يؤمن بالعراق الديمقراطي الفيدرالي المتعدد الاثنيات». \r\n وردد مسؤولون أكراد آخرون أصداء هذه العبارة. والمسألة الأساسية بالنسبة للأكراد هي الفيدرالية. ويصر زعماؤهم على حقهم في حكم منطقتهم بصورة مستقلة في جميع المجالات باستثناء تلك المتعلقة بالشؤون الخارجية والسياسة النقدية والدفاع الوطني. \r\n وقال صالح ان الأكراد الذين يريدون الحفاظ على قوتهم المسلحة الكبيرة التي تحمل اسم «البيشمركة» كقوة قتالية لحراسة المنطقة. وقد بذل المسؤولون الأميركيون جهودا كبيرة لحظر الميليشيات ولكنهم لم يحققوا نجاحا كبيرا في هذا المضمار. \r\n ويسعى الزعماء الأكراد الى ضم منطقة كركوك، الغنية بالنفط، الى منطقة الإدارة الكردية. وكان صدام حسين قد أرغم الأكراد على ترك المدينة وأسكن العرب فيها. ويعود الأكراد الآن الى المدينة دافعين ببعض العرب للخروج منها ومطالبين بأن تدار المدينة من جانب الأكراد. \r\n وقال الحيدري «لا ننتظر أحدا ليمنحنا حقوقنا. نحن نأخذ حقوقنا بأنفسنا». \r\n * خدمة «نيويورك تايمز»