في فترة التحضير السابقة على المؤتمر, كان لدى مجموعة من (الدول المتوسطة) هدف بسيط : بذل ضغوط على القوى النّوويّة لاتخاذ الحد الادنى من الخطوات لانقاذ معاهدة الحد من الانتشار النووي في عام 2005 . ففي العام الماضي صوت ائتلاف لدول ذات قدرات نوويّة - متضمّنًا البرازيل, مصر, أيرلندا, المكسيك, نيوزيلندا, جنوب أفريقيا, السّويد و ثمانية دول أعضاء بالنّاتو - لصالح قرار جدول أعمال جديد يطالب بتنفيذ التزامات المعاهدة المتعهد بها بالفعل . ما يدعو للأسى أن الولايات المتّحدة, بريطانيا و فرنسا صوتت ضدّ هذا القرار. \r\n بل لقد فشلت المحادثات التحضيرية أن تتوصل إلى جدول أعمال بسبب الانقسامات العميقة بين القوى النووية التي ترفض الوفاء بالتزاماتها لنزع أسلحتها الخاصّة ، وكذلك الحركة غير النوويّة التي تتضمّن مطالبها الالتزام بهذه التّعهدات وأخذ التّرسانة النووية الإسرائيليّة في الحسبان. \r\n حتّى وقت قريب, ناضل كلّ الرّؤساء الأميركيين منذ دوايت إيزنهاور من أجل الحدّ و تقليل التّرسانات النّوويّة - - بعضهم أكثر من آخرين . لحد علمي , ليس هناك جهود حاضرة من جانب أيّ من القوى النّوويّة لإنجاز هذه الأهداف الحاسمة. \r\n إن الولايات المتّحدة هي الفاعل الرّئيسيّ في تآكل المعاهدة. ففي الوقت الذي يدّعون أنهم يحمون العالم من تهديدات الانتشار النووي في العراق وليبيا وإيران وكوريا الشّماليّة, لم يتخل الزّعماء الأميركيّون عن قيود المعاهدة الحاليّة فحسب ، ولكن أيضًا أكّدوا على خطط لاختبار وتطوير أسلحة جديدة, بضمنها الصواريخ المضادّة للأسلحة الباليستيّة, ومدمرات الموانع المخترقة للأرض وربّما بعض القنابل الصّغيرة الجديدة. كما نكثوا أيضا التّعهّدات السّابقة ، والآن يهدّدون بالاستعمال الأوّل لأسلحة نوويّة ضدّ دول غير نووية. \r\n \r\n هناك بعض الأفعال التصحيحية لا تخطئها العين : \r\n - الولايات المتّحدة بحاجة لطرق القضايا النّوويّة المتبقّية مع روسيا, والمطالبة بالمقاييس نفسها للشفافيّة ومراجعة اتّفاقيّات الحدّ من التّسلّح السّابقة وتفكيك والتخلّص من الأسلحة المستبعدة . فكون التّرسانات الضّخمة حتّى الآن في وضع إنذار , يجعل نشوب محرقة عالميّة امرا محتملا , سواء من خلال الأخطاء أو سوء التقدير, كما كان الحال أثناء الحرب الباردة. ومن الممكن أن نعالج اكبر تهديد انتشار في العالم حاليا بتأمين مخزونات روسيا بشكل كامل. \r\n - إذا كان ينبغي أن توافق كلّ الدول النوويّة على عدم الاستعمال الأوّل, ينبغي للولايات المتّحدة, باعتبارها القوى العظمى الوحيدة, أن تحتلّ الصّدارة في هذه القضيّة . \r\n - حلف النّاتو بحاجة للتقليل من دور أسلحته النّوويّة والتباحث حول وضع نهاية لنشرها في أوروبّا الغربية. فبالرّغم من امتداده شرقا, مازال النّاتو يحتفظ بنفس المخزونات ونفس السّياسات مثلما كان الحال عندما كان الستار الحديدي يقسّم القارّة. \r\n - ينبغي الالتزام بمعاهدة حظر تجارب الأسلحة النّوويّة, لكنّ الولايات المتّحدة تتحرك في الاتّجاه المعاكس إذ تشير ميزانيّة 2005 للإدارة الأميركية للمرة الأولى إلى قائمة من سيناريوهات التجارب , ودّول أخرى تنتظر اتّخاذ نفس الإجراء. \r\n - ينبغي أن تساند الولايات المتّحدة التوصل إلى معاهدة خاصة بالموادّ القابلة للانشطار لمنع صنع ونقل اليورانيوم المخصّب بدرجة كبيرة والبلوتونيوم. \r\n - كبحّ التّطوّير الأميركيّ لدرع الدّفاع الصّاروخيّ غير العمليّ ، الّذي يهدر موارد كثيرة, فيما نخرق التزامنا بمعاهدة الصواريخ المضادّة للأسلحة الباليستيّة بدون إيجاد بديل فعال. \r\n - اتخاذ تحرك بخصوص الانتشار النووي في الشرق الأوسط والذي يشكل مصدرا لعدم الاستقرار في المنطقة. لقد أخفت إيران مرارا نواياها لتخصيب اليورانيوم فيما تزعم أن برنامجها النووي هو للأغراض السلمية فقط. مثل هذا التعليل سمعناه من قبل من الهند وباكستان وكوريا الشمالية ، وكانت النتيجة أن رأينا برامج أسلحة في الدول الثلاث. يجب مطَالَبة إيران بتحمل مسئولياتها والتَمَسَّك بوعودها تحت معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. في الوقت نفسه, لا نزال نفشل في الإقرار بحقيقة كيف أن وضع إسرائيل النّوويّ يغري إيران وسوريا ومصر ودّولا أخرى للانضمام إلى مجتمع الدول النّوويّة. \r\n \r\n جيمي كارتر \r\n رئيس أميركي سابق ومؤسس مركز كارتر بأتلاتنا \r\n خدمة غلوبال فيوبوينت - خاص ب(الوطن)