\r\n فالغالبية اللبنانية الساحقة تأمل في أن تتبنى كافة الأحزاب حواراً وطنياً عاماً, يهدف إلى تطبيق \"اتفاق الطائف\". كما تأمل الأغلبية ذاتها, في أن تنضم المعارضة والموالاة إلى مساعي تشكيل حكومة وحدة وطنية. ثالث قضايا الاتفاق, أن تعقد الانتخابات البرلمانية في موعدها المقرر. وفي حين لا يزال مجهولاً ما سيترتب عن تغيير \"الاتفاقية الوطنية\" التي مضى عليها 60 عاماً – تنص على هيمنة الطائفتين المارونية والسنية على معظم المناصب الرئيسية في الحكومة- إلا أن هنالك تأييدا واسعا من قبل كافة الطوائف لمبدأ \"صوت واحد لكل ناخب\", وكذلك لمبدأ الانتخاب المباشر للرئيس اللبناني الجديد. \r\n \r\n وفيما لو تركزت جهود المعارضة والموالاة على هذه القضايا الثلاث بالذات, فإنه سوف يغدو ممكناً إحراز تقدم كبير على طريق تنفيذ بنود \"اتفاق الطائف\" وهو الاتفاق الذي يدعو إلى إلغاء الطائفية السياسية كهدف سياسي رئيسي. ثم لا ننسى أن الغضب الشعبي العارم على اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري, يمثل أحد أقوى نقاط الاتفاق في صفوف المعارضة والموالاة. فلدى استطلاع رأيهم عن الأسباب التي قادتهم إلى المشاركة في تلك المظاهرات الشعبية، التي هزت شوارع بيروت في مارس الماضي, أجاب 9 من 10 من المعارضين والموالين, إن السبب الرئيسي هو الرغبة في معرفة من الذي قتل رفيق الحريري؟ \r\n \r\n وفي حين توجد خلافات في الرأي حول استمرار الوجود المسلح لحزب الله في لبنان, فإنه ليس ثمة اتفاق على فكرة تجريده من سلاحه بالقوة في المقابل. وفي أوساط الشيعة, هناك رفض بنسبة 8 الى كل 10, لفكرة نزع سلاح حزب الله. أما في أوساط المسلمين السنة, فإن هناك تفاوتاً في آرائهم حول هذا الأمر, إذ يرفض ثلثهم نزع سلاح حزب الله, في حين يؤيد ثلث آخر منهم هذه الخطوة, فيما لو ارتضاها حزب الله نفسه, في حين يرى الثلث الثالث, أن خطوة كهذه يجب أن تتم في ظل ظرف واحد فحسب, هو توفر إطار للسلام الإقليمي في المنطقة. \r\n \r\n حتى الموارنة الذين تؤيد نسبة 53 في المئة منهم, الضغوط الأميركية الممارسة على سوريا, لإرغامها على نزع أسلحة حزب الله, يتفقون أيضاً على أن نزع أسلحة الحزب, يجب ألا يتم إلا بناءً على موافقته. وبين هؤلاء لا تزيد نسبة من يؤيدون إرغام الحزب على نزع أسلحته, على 18 في المئة فحسب. \r\n \r\n أما فيما يتصل بموقف اللبنانيين إزاء سوريا, فلا تزال هذه القضية مثار خلاف في صفوفهم. فهناك معارضة شديدة من جانب الموارنة والمسلمين السنة, بينما تتباين المواقف في أوساط الشيعة بين 54 بالمئة من المؤيدين, و42 في المئة من المعارضين. كما تتباين المواقف أيضاً حول ما إذا كان دورحزب الله في لبنان, دوراً إيجابياً أم خلاف ذلك. ففي أوساط كل من الشيعة والسنة, يعتقد 9 بين كل 10 منهم, أن الحزب لعب دوراً إيجابياً في الساحة السياسية اللبنانية, بينما يختلف الموارنة بنسبة 43 في المئة سلباً و 53 في المئة إيجاباً في نظرتهم إلى ذلك الدور. \r\n \r\n وعلى أية حال فإن تركيز الجهود والعمل المشترك فيما يتفق عليه اللبنانيون, يبدو هو الطريق الصحيح، المفضي إلى تحقيق الوحدة الوطنية. كما ينبغي على كافة القوى اللبنانية المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية, العمل على عقد الانتخابات في موعدها, وصولاً إلى تطبيق \"اتفاق الطائف\", وليس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559 المثير للجدل والخلاف.