لقد بدأت القيادات الدينية الايرانية ذات النفوذ بترتيب مبيعات الطاقة وبناء شراكات مع دول متنفذة تشمل الصين والهند كطريقة لكسب صداقات اقوى حول العالم‚ وهناك عوامل تصب في صالح ايران في هذا المجال وهي ارتفاع اسعار النفط والعصبية السائدة في اسواق الطاقة وتدافع الدول سريعة النمو لتأمين احتياجاتها من الامدادات النفطية‚ هذا الاندفاع المتجدد لاستخدام ثروتها الكافية في اعماق الارض كسلاح سياسي أربك وعقد محاولات ادارة بوش لعزل ايران‚ فايران تمتلك 10% من احتياطات النفط العالمية وثاني اكبر مخزون في العالم من الغاز الطبيعي‚ \r\n \r\n وفي الوقت الذي تسير ايران نحو الاستمرار في اجراء محادثات مع المفاوضين الاوروبيين حول مستقبل برنامجها النووي فان التهديدات بفرض عقوبات من قبل الاممالمتحدة يلوح في الافق اضافة الى التحسب لاي عمل قد تقدم عليه الولاياتالمتحدة‚ \r\n \r\n في هذه الاثناء تواصلت ايران مع كل من الصين والهند اللتين تعتبران من اكبر الاسواق الاستهلاكية في العالم ووعدتهما بامدادات من الغاز طويلة المدى اضافة لامكانية الحصول على امتيازات للتنقيب عن النفط‚ وذكر وزير النفط الهندي ماني شنكر في مقابلة اجريت معه قبل ايام ان الهند اقترحت على الصين مد خط انابيب النفط المقترح الى الصين والذي ستكون بدايته حقول الغاز الطبيعي الايرانية‚ \r\n \r\n في العام الماضي منحت ايراناليابان التي تعتبر اكبر مستهلك للنفط الايراني في آسيا فرصا اكبر للوصول الى النفط‚ يقول علي غزلباش وهو محلل اقتصادي يعمل في احدى الشركات الاستشارية في طهران «ان ايران تسعى لتنويع تحالفاتها الاستراتيجية وهي تنظر الآن باتجاه الشرق‚ ان الصين والهند مستهلكان كبيران للطاقة ويمكن ان تكونا حليفين قويين لايران على المسرح الدولي»‚ \r\n \r\n وفي الوقت الذي يحظر على الشركات الاميركية الاستثمار في ايران بسبب العقوبات الاقتصادية احادية الجانب التي تفرضها واشنطن‚ فان السياسة الايرانية تمثلت في فتح بابها امام منافسيها من الشركات المملوكة للدولة في آسيا ومساعدتها على بناء احتياطات من النفط والغاز‚ \r\n \r\n ليس هناك ما يضمن ان يتحول زبائن ايران الى حلفاء سياسيين‚ فقدرة ايران على شراء الصداقات محدودة بطبيعتها‚ ففي الوقت الذي تضخ البلاد ما يقارب الاربعة ملايين برميل من النفط يوميا فانها تنفق ملياري دولار كل عام على استيراد المنتجات النفطية بسبب محدودية ما تمتلكه من طاقات للتكرير‚ \r\n \r\n كما تنفق في نفس الوقت 3 مليارات دولار لدعم البنزين الذي تبيعه بأرخص ثمن في العالم حيث يصل سعر اللتر الى 8 سنتات‚ اضافة الى ما سبق فان ثلث انتاج ايران لا يدخل السوق الدولية كصادرات لانه مرتبط بالاستهلاك المحلي حيث يتم تبذيره في سيارات غير اقتصادية وبيوت غير معزولة وصناعات تنقصها الادارة‚ \r\n \r\n يقول فنيسنت لورمان محرر نشرة «جيوبوليتكس اوف ايزجي» «ان الجغرافيا تلعب لصالح ايران‚ ولكن اذا نظرت للآبار المنتجة فانك تجد انها قد شاخت وتراجع انتاجها»‚ \r\n \r\n ومع ذلك ما تزال ايران تحقق تقدما في حملتها الجيو سياسية‚ ففي يناير الماضي ذكرت ايران بأنها ستوفر الغاز الطبيعي المسال للهند لمدة 25 عاما وهي صفقة تصل قيمتها 40 مليار دولار‚ كما انها اعطت شركة النفط المملوكة للدولة حصة في حقل نفط يدفران الذي تبلغ طاقته الانتاجية 300 ألف برميل في اليوم‚ \r\n \r\n تأتي هذه الاتفاقية عقب صفقة مماثلة وقعتها مع الصين في اكتوبر الماضي لتزويدها بالغاز الطبيعي لمدة ثلاثين عاما ومنحت في نفس الوقت شركة النفط الصينية المملوكة للدولة المسماة سينوبك حصة في حقل يدفران تبلغ 50%‚ ويبلغ احتياطي النفط المقدر لهذا الحقل 3 مليارات برميل‚ وتبلغ قيمة هذه الصفقة ما يقارب 70 مليار دولار‚ \r\n \r\n كذلك تحاول ايران اقناع كل من الهند وباكستان بالموافقة على انشاء خط لنقل الغاز تصل تكلفته الى 4 مليارات دولار‚ وسيعمل هذا الخط على نقل الغاز الطبيعي الايراني الى الهند‚ \r\n \r\n وبعد سنوات من المحادثات المثمرة‚ منحت شركة انبيكس اليابانية عقدا قيمته مليارا دولار لتطوير حقل ازديفان وهو اكبر اكتشاف نفطي ايراني خلال الثلاثة عقود الماضية وتقدر احتياطاته ب 26 مليار برميل‚ \r\n \r\n وفي الوقت الذي تتركز الاحتياطات النفطية في الخليج وفي الوقت الذي يتراجع الانتاج في الاماكن الاخرى فان ايران تدرك ان الوقت يلعب لصالحها‚ \r\n \r\n منذ منتصف التسعينيات فان المستثمرين الاجانب وهم بصفة خاصة اوروبيون وآسيويون ضخوا مبلغ 15 مليار دولار الى صناعة النفط والغاز الطبيعي الايرانية‚ وتخطط ايران حاليا لزيادة انتاجها من النفط ليصل الى 5‚5 مليون برميل يوميا مع حلول 2010‚ \r\n \r\n ولكن كون الانتاج الايراني يتراجع سنويا بمعدل 200 ألف برميل يوميا‚ فان ايران بحاجة لأن تجد 5‚2 مليون برميل نفط اضافي يوميا وهو يعادل انتاج جارتها الكويت اذا ما ارادت تحقيق ذلك الهدف‚ \r\n