\r\n دعونا نبدأ من العراق، لقد كنت من مؤيدي غزو العراق لاعتقادي بأن من شأن ذلك إطلاق الشرارة الأولى لسلسلة من الأحداث في الشرق الأوسط، تقود في نهاية المطاف إلى تقويض تنظيم القاعدة والأنظمة التي منحته القوة. لم أنظر إلى غزو العراق كحملة مستقلة وأنها كجزء لا يتجزأ من الحرب الأميركية على المتشددين وما زلت متمسكاً بهذه القناعة. \r\n \r\n \r\n وفي حين أن جوانب عديدة من حرب العراق تم التعامل معها بطريقة خرقاء ابتداء من استخدام مبررات زائفة للغزو أسلحة التدمير الشامل وانتهاء بتقصير واشنطن في تعبئة قوة عسكرية كبيرة بما يكفي للتكيف مع الحرب ومن ثم الاحتلال، فإن هذه الإخفاقات لم تقوّض الفعالية الإجمالية للحملة الأميركية. \r\n \r\n \r\n كما أن الأخطاء السياسية والعسكرية التي ارتكبت هي مرض ملازم للحروب أينما وقعت، ولو كانت «سي ان ان» موجودة في أوماها بيتش لتمت محاكمة ايزنهاور في محكمة عسكرية. \r\n \r\n \r\n في الوضع الراهن، ينحصر العصيان العراقي المسلح عموماً في المحافظات السنية الأربع، ولقد تراجعت وتيرة الهجمات ضد القوات الأميركية وتضاءل الإيقاع العام للهجمات مما ساهم في ترسيخ الإحساس بأن الولاياتالمتحدة بدأت تحكم سيطرتها أكثر في المنطقة، لكن ثمة سؤال بحاجة إلى إجابة: \r\n \r\n \r\n هل تضاؤل نشاط المتمردين نابع من تراجع دعم الزعامات السنية للتمرد أم أن المقاتلين، كما فعلوا في الماضي يقومون الآن بإبطاء إيقاع عملياتهم من أجل إعادة تجميع صفوفهم وتجنيد وتدريب المزيد من العناصر لاستعادة زخمهم؟ وهذا تكتيك قياسي لأي قوة عسكرية بعد شن هجوم كبير. \r\n \r\n \r\n لا نعلم في هذه اللحظة ما إذا كان المقاتلون قد ضعفوا عسكرياً أم ان هذا مجرد تخفيض مرحلي لوتيرة العمليات. هناك دلائل من بينها إلقاء القبض على عدد من مساعدي الزرقاوي، تشير إلى أنه تم إضعاف المتمردين وكبح جماحهم، لكن هذه الدلائل غير مؤكدة، ولن نعرف حقيقة الأمر قبل يونيو أو يوليو، إن أخذنا بعين الاعتبار طبيعة الدورات السابقة لهجمات المتمردين، ونحن لا نعرف أيضاً القدرات القتالية للقوات الشيعية أو مدى استعداد الحكومة الجديدة للزج بهذه القوات في القتال. \r\n \r\n \r\n في لبنان، رأينا تطوراً مهماً في صالح الولاياتالمتحدة، بعد تعهد سوريا بسحب قواتها. لكن إذا استمر هذا التطور، فإن حزب الله سيواجه خطر الانقراض من جراء فقدان ملاذه الآمن. \r\n \r\n \r\n كما أن هذا التطور يهدد مصالح اقتصادية مهمة لسوريا. وكما هو واضح، فإن هناك افتراضاً مسبقاً بأن حزب الله ودمشق لن يحاولا قلب اتجاه هذه التطورات المحتملة. لكن من الواضح أيضاً أن هذا افتراض هائل وتدور حوله إشارات استفهام كبيرة في حالة حزب الله الذي نظم مظاهرة حاشدة ضمت مئات الألوف من الموالين لسوريا. ولا شك أن حزب الله لديه أشياء كثيرة يخسرها من جملة هذه التطورات. \r\n \r\n \r\n وفي النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، يبدو الوضع أكثر إيجابية من أي وقت مضى منذ اتفاقيات أوسلو. لكن ربما يجدر بنا أن نتذكر أن اتفاقية أوسلو أفضت إلى نتائج كارثية، ولذلك فإن المقارنة هنا ربما لا تكون مفيدة جداً. ومن الواضح أنه لا يزال هناك قضايا حساسة بحاجة للمعالجة. \r\n \r\n \r\n وعلى سبيل المثال، ليس من الواضح ما إذا كانت حماس قد قبلت بمبدأ حق إسرائيل بالوجود أم أنها ببساطة ضعيفة جداً لدرجة لا تمكنها من تحدي العملية السلمية في الوقت الراهن. وليس من الواضح ما إذا كان أحد ما قد فكر بجدية وبوضوح في قضية القدس. وأي تسوية تعتمد على الضعف الفلسطيني ستنجح فقط إذا أدى الضعف إلى مرونة في المواقف، أو إذا لم يكن بالإمكان النهوض من ذلك الضعف. \r\n \r\n \r\n وأخيراً، من الواضح أن تنظيم القاعدة أصبح معطوباً، ويبدو أنه لم يعد ناشطاً من الناحية العملياتية في أي مكان. لكن من الخطورة دائماً المراهنة على مثل هذا الافتراض. \r\n \r\n \r\n لقد أبلت الولاياتالمتحدة بلاء حسناً منذ 11 سبتمبر في تغيير المشهد السياسي العسكري للشرق الأوسط، والاتجاه العام لسير الأمور الآن يحابي واشنطن. لكن الحرب لا تنتهي إلا عندما تنتهي. وقوانين مورفي تنطبق في الحرب أكثر من أي مكان آخر. وحتى إذا سارت الأمور كلها على ما يرام. فربما تحدث مفاجأة كبرى خطيرة تعكر الجو العام، وإن كانت لن تغير النتيجة النهائية. \r\n \r\n \r\n خدمة «لوس أنجلوس تايمز» \r\n \r\n \r\n خاص ل «البيان» \r\n \r\n \r\n