سعر الذهب في مصر اليوم الأحد 29-9-2024 مع بداية التعاملات الصباحية    أحدث استطلاعات الرأي: ترامب وهاريس متعادلان    إيران تدعو لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي بعد اغتيال نصر الله    «سي إن إن»: الجيش الإسرائيلي يستعد لاجتياح بري محدود للبنان    تصعيد مكثف.. تجدد الغارات الإسرائيلية على مدينة صور اللبنانية    طائرات الاحتلال تشن غارة جوية على مدينة الهرمل شرقي لبنان    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الأحد 29-9-2024    مصرع شخص صدمته سيارة نقل في سوهاج    بعد اعتذارها.. شقيق شيرين عبد الوهاب يرد عليها: «إنتي أمي وتاج رأسي»    نشوي مصطفي تكشف عن مهنتها قبل دخولها المجال الفني    وزير الخارجية يوجه بسرعة إنهاء الإجراءات لاسترداد القطع الآثرية من الخارج    لصحة أفراد أسرتك، وصفات طبيعية لتعطير البيت    الجيش الأردني: سقوط صاروخ من نوع غراد في منطقة مفتوحة    «الأهلاوية قاعدين مستنينك دلوقتي».. عمرو أديب يوجه رسالة ل ناصر منسي (فيديو)    إصابة ناهد السباعي بكدمات وجروح بالغة بسبب «بنات الباشا» (صور)    أصالة ل ريهام عبدالغور: انتي وفيّه بزمن فيه الوفا وين نلاقيه.. ما القصة؟    شريف عبد الفضيل: «الغرور والاستهتار» وراء خسارة الأهلي السوبر الإفريقي    الفيفا يعلن عن المدن التي ستستضيف نهائيات كأس العالم للأندية    ضبط 1100 كرتونة تمر منتهية الصلاحية في حملة تموينية بالبحيرة    أمير عزمي: بنتايك مفاجأة الزمالك..والجمهور كلمة السر في التتويج بالسوبر الإفريقي    المنيا تحتفل باليوم العالمي للسياحة تحت شعار «السياحة والسلام»    رئيس موازنة النواب: نسب الفقر لم تنخفض رغم ضخ المليارات!    أحدث ظهور ل يوسف الشريف في مباراة الأهلي والزمالك (صورة)    لافروف يرفض الدعوات المنادية بوضع بداية جديدة للعلاقات الدولية    أول تعليق من محمد عواد على احتفالات رامي ربيعة وعمر كمال (فيديو)    "حط التليفون بالحمام".. ضبط عامل في إحدى الكافيهات بطنطا لتصويره السيدات    حكاية أخر الليل.. ماذا جرى مع "عبده الصعيدي" بعد عقيقة ابنته في كعابيش؟    الجيش السوداني يواصل عملياته لليوم الثالث.. ومصدر عسكري ل«الشروق»: تقدم كبير في العاصمة المثلثة واستمرار معارك مصفاه الجيلي    سحر مؤمن زكريا يصل إلي النائب العام.. القصة الكاملة من «تُرب البساتين» للأزهر    مصر توجه تحذيرا شديد اللهجة لإثيوبيا بسبب سد النهضة    الصحة اللبنانية: سقوط 1030 شهيدًا و6358 إصابة في العدوان الإسرائيلي منذ 19 سبتمبر    حدث في منتصف الليل| السيسي يؤكد دعم مصر الكامل للبنان.. والإسكان تبدأ حجز هذه الشقق ب 6 أكتوبر    أسعار السيارات هل ستنخفض بالفترة المقبلة..الشعبة تعلن المفاجأة    ورود وهتافات لزيزو وعمر جابر ومنسي فى استقبال لاعبى الزمالك بالمطار بعد حسم السوبر الأفريقي    «التنمية المحلية»: انطلاق الأسبوع التاسع من الخطة التدريبية الجديدة    راعي أبرشية صيدا للموارنة يطمئن على رعيته    نشرة التوك شو| أصداء اغتيال حسن نصر الله.. وعودة العمل بقانون أحكام البناء لعام 2008    برج السرطان.. حظك اليوم الأحد 29 سبتمبر 2024: عبر عن مشاعرك بصدق    الأوراق المطلوبة لتغيير محل الإقامة في بطاقة الرقم القومي.. احذر 5 غرامات في التأخير    القوى العاملة بالنواب: يوجد 700 حكم يخص ملف قانون الإيجار القديم    "100 يوم صحة" تقدم أكثر من 91 مليون خدمة طبية خلال 58 يومًا    قفزة كبيرة في سعر طن الحديد الاستثمارى وعز والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأحد 29 سبتمبر 2024    «شمال سيناء الأزهرية» تدعو طلابها للمشاركة في مبادرة «تحدي علوم المستقبل» لتعزيز الابتكار التكنولوجي    وزير التعليم العالى يتابع أول يوم دراسي بالجامعات    اتحاد العمال المصريين بإيطاليا يوقع اتفاقية مع الكونفدرالية الإيطالية لتأهيل الشباب المصري    تعرف على سعر السمك والكابوريا بالأسواق اليوم الأحد 29 سبتمبر 2027    «الداخلية» تطلق وحدات متنقلة لاستخراج جوازات السفر وشهادات التحركات    تعرف على برجك اليوم 2024/9/29.. تعرف على برجك اليوم 2024/9/29.. «الحمل»: لديك استعداد لسماع الرأى الآخر.. و«الدلو»: لا تركز في سلبيات الأمور المالية    سيدة فى دعوى خلع: «غشاش وفقد معايير الاحترام والتقاليد التى تربينا عليها»    ضبط 27 عنصرًا إجراميًا بحوزتهم مخدرات ب12 مليون جنيه    في عطلة الصاغة.. تعرف على أسعار الذهب الآن وعيار 21 اليوم الأحد 29 سبتمبر 2024    باحثة تحذر من تناول أدوية التنحيف    خبير يكشف عن السبب الحقيقي لانتشار تطبيقات المراهنات    أحمد عمر هاشم: الأزهر حمل لواء الوسطية في مواجهة أصحاب المخالفات    كيف تصلي المرأة في الأماكن العامَّة؟.. 6 ضوابط شرعية يجب أن تعرفها    وكيل صحة الإسماعيلية تتفقد القافلة الطبية الأولى لقرية النصر    دعاء لأهل لبنان.. «اللهم إنا نستودعك رجالها ونساءها وشبابها»    في اليوم العالمي للمُسنِّين.. الإفتاء: الإسلام وضعهم في مكانة خاصة وحثَّ على رعايتهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دعوة صريحة لترويض العسكريين الأميركيين، أميركا أنفقت 7.1 تريليونات دولار على الد
نشر في التغيير يوم 07 - 03 - 2005


\r\n
وبحسب استطلاعات الرأي، فإن أغلبية الناخبين يعتقدون بأننا نمتلك بالفعل مثل هذا الدرع، مما يتيح لك أن تقول انك تقوم بتحديثه، وبعد ذلك لا تفعل شيئاً. ومهما يكن الأمر، أنفقت الولايات المتحدة في الفترة من سنة 1949 حتى 1999 مبلغاً من المال قدره (1,7) تريليونات دولار على «الدفاع الوطني». وكنتيجة لذلك، وصل الدين الوطني إلى (6,5) تريليونات دولار، منها (6,3) تريليونات دولار للجمهور و(2) تريليون دولار لصناديق التأمين الاجتماعي والصحي، وكل ذلك بسبب النفقات العسكرية والفوائد المترتبة على تلك الديون.
\r\n
\r\n
\r\n
السيد الرئيس المنتخب، بما أن أرقام وزارة الخزانة معرّضة تقليدياً للتلاعب، فسيكون من المستحسن لو تأكدت من أن الأرقام الحقيقية للايرادات والنفقات العائدة للأموال الفيدرالية قد نشرت بدقة وأمانة، ففي السنة الماضية، أخبرتنا الحكومة الاميركية كاذبة بأن ايراداتها تزيد قليلاً عن (8,1) تريليون دولار، وأن نفقاتها تقل قليلاً عن (8,1) تريليون دولار. ومن هنا، الفائض الوهمي الشهير الذي تكشّف للعيان عندما ثبت بالطبع ان ميزانيتنا تعاني من العجز البسيط المعتاد الذي يصل إلى حوالي (90) مليار دولار.
\r\n
\r\n
\r\n
سنة بعد أخرى، يجري تضخيم الايرادات الرسمية للحكومة بإضافة ايرادات الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي محسوبة بوصفها ايرادات رسمية. ولكن هذه الأموال ليست ايرادات فيدرالية. وقد حقق الضمان الاجتماعي لهذا العام فائضاً صحياً مقداره (150) مليار دولار. فلا عجب إذا كانت الشركات الأميركية الكبرى وموظفوها من اعضاء الكونغرس يتلهفون على خصخصة هذا الصندوق الصحي الذي لم يهدده احد سواهم حتى الآن.
\r\n
\r\n
\r\n
خرافة جريئة ومريحة
\r\n
\r\n
\r\n
على الرغم من أن الإنفاق العسكري الحقيقي كان بالفعل أقل من المعتاد في العام الماضي، إلا أن نصف الميزانية قد أنفق مع ذلك على الحروب المقبلة بالإضافة إلى تدمير مصنع الدواء الوحيد في السودان. النفقات العسكرية كانت (344) مليار دولار، بينما كانت الفوائد المترتبة على الجوانب العسكرية من الدين الوطني (282) مليار دولار. وأرجو المعذرة على ازعاجكم بهذه الاحصائيات. ولكنها تقع في قلب «توعكنا»، وهي كلمة فرنسية مؤسفة استخدمها جيمي كارتر، وتعني في لغتنا «الإفلاس».
\r\n
\r\n
\r\n
والوعد البهيج الذي قطعته إدارة كلينتون على نفسها بتحقيق فائض قدره (1.8) تريليون دولار في الميزانية خلال العقد المقبل كان بالطبع خرافة جريئة ومريحة، قامت على أساس تقديرات خيالية غير واقعية للايرادات الفيدرالية المستقبلية، هذا إذا وضعنا جانباً النفقات التي اذا شابهت نوبة الانفاق التي انتابت الكونغرس في أيلول الماضي، فإنها ستؤدي إلى اغراقنا في الحبر الأحمر.
\r\n
\r\n
\r\n
سيدي، إذا كنت ستحقق أي نفع على الإطلاق لهذه الامة وللكرة الأرضية التي تحتجزها هذه الأمة كرهينة، فينبغي أن تقوم بترويض العسكريين الأميركيين. عليك أن تعيد قادة القوات المسلحة الذين خرجوا عن السيطرة إلى حظيرة النظام والالتزام. في سبتمبر الماضي، ادلى رئيس هيئة الاركان المشتركة، الجنرال إتش. إتش. شيلتون، بتصريح أفاد فيه أن هناك حاجة إلى دولارات أكثر وليس أقل. وبالتحديد، تطالب مشاة البحرية بزيادة في مخصصاتها تصل إلى (5,1) مليار دولاراً في السنة.
\r\n
\r\n
\r\n
والجيش يطالب بثلاثين مليار دولار، والبحرية تطالب بعشرين مليار دولار، والقوة الجوية تطالب بثلاثين مليار دولار، وكل ذلك في غياب عدو تستدعي مواجهته مثل هذه النفقات والتكاليف. ونحن ننفق (22) مرة أكثر مما ينفقه أعداؤنا السبعة المحتملين مجتمعين: كوبا وايران والعراق وليبيا وكوريا الشمالية والسودان، وسوريا. ينبغي أن لا توافق على هذه الزيادات المهلكة.
\r\n
\r\n
\r\n
في اغسطس 1961، زرت الرئيس كيندي في پورت هيانِّس. وكان بناء جدار برلين قد دخل حيز التنفيذ. وكان هو على وشك أن يبدأ حشداً عسكرياً ضخماً، متردداً وعلى مضض أو هكذا قال بينما كان يدخّن سيجاراً حرره صديق من كوبا كاسترو. وينبغي الإيضاح بأن جون كيندي كان يكره الليبراليين أكثر من كرهه للمحافظين. وأفاد: «لا أحد يمكن إطلاقاً أن يكون ليبرالياً بدرجة كافية في نظر النيويورك پوست». واستطرد قائلاً:
\r\n
\r\n
\r\n
«حسناً، لا بد أن البوست سعيدة الآن. برلين ستكلفنا (3.5) مليارات دولار على الأقل. ومن هنا، وبسبب هذا الحشد العسكري، سيكون لدينا عجز يصل إلى سبعة مليارات دولاراً في ميزانيتنا لهذا العام. وهذا يصب كثيراً من الماء في المضخة لتبدأ العمل في حملات النقد ومظاهرات الاستنكار». وأضاف مزمجراً وعابساً: «يا إلهي! كم أكره الطريقة التي تُستخدم في تبذير الأموال يميناً وشمالاً هناك في البنتاغون ».
\r\n
\r\n
\r\n
فقلت: «ليسوا هم، بل انت، وإدارتك» وأطلعني بحدّة ومن دون لفٍّ ولا دوران على حقائق الحياة. وها إنني أكرر الآن ما قاله بوصفه نصيحة من الرئيس الخامس والثلاثين للولايات المتحدة إلى الرئيس الثالث والأربعين. «الطريقة الوحيدة المتاحة للرئيس لكي يسيطر على البنتاغون هي أن يقضي السنوات الأربع كلها من فترة رئاسته الأولى من دون أن يفعل أي شيء آخر غير التحقيق في تلك الفوضى. مما يعني أنه لن يستطيع أن يفعل أي شيء آخر. . . ».
\r\n
\r\n
فقلت: «مثل أن يعمل على إعادة انتخابه؟» فابتسم وقال: «شيء من هذا القبيل». لهذا اقترح الآن، يا أيها السيد الرئيس المنتخب، بينما لا يزال هناك متسعٌ من الوقت، أن تتعامل مباشرة مع الروابط بين العسكريين والشركات الأميركية العملاقة، وأن تعمد إلى عقلنة السياسات المتعلقة بالمشتريات والعطاءات، بالأخص فيما يخص درع رونالد ريغان النووي التذكاري. كما ينبغي أن تقوم أيضاً بتسريب بعض الأسرار المعينة التي يخفيها البنتاغون إلى الشعب الأميركي. في سنة 1995.
\r\n
\r\n
\r\n
كنا لا نزال نصوّب صواريخنا نحو (500,2) هدف أجنبي واليوم احتفالاً بالسلام في الأرض، نصوّب صواريخنا نحو (3000) هدف أجنبي، (260.2) منها نحو روسيا، والبقية موجّهة نحو الصين والدول المارقة. وعلى الرغم من أن الرئيس كلينتون قد تحدّث ببلاغة عن الحاجة إلى تخفيض مثل هذه الاستهدافات النووية الخطِرة، فإن البنتاغون يتصرّف على هواه كما يشاء.
\r\n
\r\n
\r\n
ويجعل العالم مكاناً غير آمن للجميع. ولكن مجلة (اليو. إس. أي. توداي) أفادت مؤخراً أن العسكريين يتمتعون بدرجة أعلى من الشعبية (64%) من أية فئة أو جماعة في البلاد. وجاء ترتيب الكونغرس والبيوتات المالية والتجارية الكبرى في أدنى الدرجات.
\r\n
\r\n
\r\n
ومن المعلوم طبعاً أن الصنوف العسكرية المختلفة في القوات المسلحة تنفق بالفعل (265) مليون دولار في السنة على الدعاية والإعلان.
\r\n
\r\n
\r\n
استمتع جون كيندي كثيراً بالرواية المثيرة التي كتبها فليتشر نِبيل وكان عنوانها (سبعة أيام في مايو). وتحوّلت فيما بعد إلى فيلم سينمائي. والحبكة بإيجاز هي كمايلي: يخطط متطرف يميني، يمثل شخصية حقيقية حية هي الأميرال آرثر رادفورد، للقيام بانقلاب عسكري للاستيلاء على البيت الأبيض. وجد كيندي أن الكتاب يشدّه ويجذبه. وقال بضحكة خافتة: «ولكن الأكثر احتمالاً هو أن هذا الرئيس سيقوم ذات يوم بتشكيل جيشه الخاص ويتولى بنفسه احتلال هذا المبنى الملعون. (المقصود البنتاغون)».
\r\n
\r\n
\r\n
الكلب الذي لا ينبح
\r\n
\r\n
\r\n
كلا. لا اتفق مع أوليفر ستون أن الجنرالات هم الذين قتلوه. ولكن يوجد في مكان ما هناك في الخارج، كلب حراسة يبدو أنه لا ينبح أبداً في ظلام الليل. ومع ذلك، فإن الكلب الذي لا ينبح هو الكلب الذي كان ينبغي أن يحرس الدار من السرّاق واللصوص، وهو في هذه الحالة المجمّع الصناعي العسكري الذي حذَّرنا منه ونبَّهنا إليه الرئيس أيزنهاور بشهامة وأمانة. وعلى الرغم من وجود قصص عديدة في أجهزة الإعلام عن تجاوزات مكلفة في الصناعات الدفاعية.
\r\n
\r\n
\r\n
بالإضافة إلى بداية بطيئة لما يمكن أن يتحول فيما بعد إلى حوار حقيقي، حول الدرع النووي الذي أراده ريغان لنا، بعد أن شاهد فيلماً من أفلام (ألفرد هيتشكوك) بعنوان (الستار الممزق)، وهو فيلم لا يرقى إطلاقاً في مستواه إلى مستوى (سبعة أيام في مايو)، فإنه لا يوجد حتى الآن حوار حول دور العسكريين في حياة الأمة، وتهديده المستمر لنا جميعاً، بفضل غرور القوة الذي ينتاب الضباط الكبار الذين اكتسبوا بالممارسة عادة تبذير مبالغ طائلة من أموال الشعب،.
\r\n
\r\n
\r\n
على صواريخ لا تستطيع أن تصيب أهدافها، وقاذفات قنابل لا تستطيع أن تحلّق في المطر. والكونغرس، الذي كان ينبغي أن يتصدى لمثل هذه الانحرافات، لا يفعل ذلك لأن عدداً كبيراً من أعضائه تموّلهم الشركات نفسها التي تمتص أموال ضرائبنا. ومما يعتبر عائقاً إضافياً في هذا الصدد، إن الضباط الكبار بعد أن يقدّموا الطلبات إلى الصناعات الدفاعية، كثيراً ما يتحولون فيما بعد إلى مندوبي مبيعات يعملون في الشركات نفسها التي كانوا يشترون منها.
\r\n
\r\n
\r\n
من بين جميع الرؤساء الذين دخلوا إلى البيت الابيض مؤخراً، كان من المتوقع ان يكون كلينتون أكثرهم حصافة وحنكة وحكمة في تعامله مع المسائل الاقتصادية. ولكن لأنه استخدم العديد من الحجج والوسائل للبقاء بعيداً عن حرب فيتنام، فإنه جاء إلى الرئاسة وعلاقاته متوترة مع العسكريين. وعندما حاول كلينتون أن يفي بوعده للناخبين غير الأسوياء جنسياً، بأن الحياة الشخصية لأي فرد عسكري هي من شأنه الخاص.
\r\n
\r\n
\r\n
وليست من شأن أي شخص آخر، رفع قادة الحرب عقيرتهم قائلين إن ذلك سيدمر الروح المعنوية. وتراجع كلينتون. وعندما صعد كلينتون على متن حاملة الطائرات الأميركية (ثيودور روزفلت) لكي يؤدي التحية العسكرية، استقبله البحارة بالرقص وثوباً وقد وضعوا على رؤوسهم كتل الشعر الكثيف التي توجد في نهاية عصا الممسحة، ويقومون بحركات يقلّدون بها عمالاً يكدحون، ويطلقون صيحات مثل نعيب البوم تدل على الاستهزاء والاستهجان.
\r\n
\r\n
\r\n
وقف الرئيس ساكناً في مواجهة هذا المشهد. هذه الإهانات الناجمة للسلطة المدنية قد جعلت العسكريين أكثر مشاكسة ووقاحة. والآن ينبغي لجمهم وإخضاعهم وإعادتهم إلى حظيرة النظام والالتزام. في غضون هذا الصيف، قدم قادة الحرب في البنتاغون مذكرة عن برامجهم وأهدافهم إلى وزير الدفاع. وهذه المذكرة، في المعتاد من الأحوال، لا تعدو أن تكون قائمة مهذّبة من الامنيات التي يودون أن يجدوها تحت شجرة عيد الميلاد.
\r\n
\r\n
\r\n
ومع مجيء شهر سبتمبر، بدت قائمة الامنيات كما لو كانت إنذاراً فظّاً. وأفاد ضابط منشق يقول: «بدلاً من ميزانية تقوم على سقف مالي للإنفاق العسكري، يطالب القادة بميزانية تقوم على الإستراتيجية العسكرية». وعلى الرغم من أن استراتيجياتهم العسكرية المشتركة، كما جربناها في الحروب خلال السنوات الخمسين الماضية. كانت كارثية في العادة، فإن الاستراتيجية العسكرية في هذا السياق تعني ببساطة ابتزاز (30) مليار دولار من الحكومة في السنة، تضاف إلى 51% من الميزانية التي تنفق حالياً على الحرب.
\r\n
\r\n
\r\n
السيد الرئيس المنتخب، انصحك أن تنقل مكتبك من الجناح الغربي في البيت الابيض إلى البنتاغون عبر النهر. وعلى الرغم من أن كل يوم تقضيه هناك يمكن أن يثبت أنه سيكون لك بمثابة العَيْدَس من شهر مارس، فإنك ستشعر على الأقل بالرضى مدركاً أنك حاولت أن تفعل شيئاً من أجلنا، نحن أبناء الشعب الذين لم نحظ حتى الآن بأي شخص يمثلنا.
\r\n
\r\n
\r\n
هكذا بدأت الحرب الدائمة
\r\n
\r\n
\r\n
قبل خمسين عاماً، احل هاري ترومان محل الجمهورية القديمة دولة الأمن الوطني التي غرضها الوحيد هو أن تشن الحروب، الساخنة، والباردة، والفاترة. التاريخ الدقيق للاستبدال؟ 27 فبراير 1947. المكان: غرفة اجتماعات مجلس الوزراء في البيت الأبيض. الحاضرون: ترومان، وكيل وزارة الخارجية دين أتشيسون، ونفر من زعماء الكونغرس. السناتور الجمهوري آرثر فاندنبرغ قال: أنه لا يستطيع أن يعسكّر اقتصاده إلا إذا استطاع أولاً «أن يرعب الشعب الأميركي رعباً تشيب لهوله الولدان» بأن الروس قادمون. وأخذ ترومان بتلك النصيحة واستجاب لها بالفعل. وهكذا بدأت الحرب الدائمة.
\r\n
\r\n
\r\n
والحكومة النيابية، حكومة الشعب بالشعب للشعب، أصبحت الآن ذكرى قديمة باهتة. والشركات الأميركية العملاقة الكبرى وحدها هي التي تتمتع بالتمثيل في الكونغرس بدوراته المتعاقبة، ورؤساء الجمهورية الذين اشترتهم وانتخبتهم بالمال في ترتيب من شأنه ألا يتحمّل أحد المسئولية الكاملة، لأن الذين ابتاعوا الحكومة هم أنفسهم الذين يملكون أجهزة الإعلام أيضاً. والآن، مع ثورة الحرس البريتوري في البنتاغون ، بدأنا في الدخول إلى مرحلة جديدة وخطيرة.
\r\n
\r\n
وعلى الرغم من استمرارنا في التشهير بالمجتمعات الأخرى على أنها دول مارقة، فأننا نحن أنفسنا قد أصبحنا الدولة الكبرى الأكثر مروقاً من جميع الدول الأخرى، فنحن لا نحترم المعاهدات. ونحن نزدري المحاكم الدولية. ونحن نهاجم بقرار منفرد من جانب واحد حيثما نشاء. ونحن نصدر الأوامر للأمم المتحدة ولكننا لا ندفع الاشتراكات المالية المترتبة علينا والمطلوبة منا. ونحن نرفع عقيرتنا بالشكوى من الإرهاب.
\r\n
\r\n
\r\n
ومع ذلك فإن إمبراطوريتنا هي الآن الإرهابي الأعظم من جميع الإرهابيين، ونحن نقصف ونغزو وندمّر، الدول الاخرى. وعلى الرغم من أننا نحن شعب الولايات المتحدة المصدر الوحيد للسلطة الشرعية في هذه البلاد، فإننا لم نعد ممثلين في مجالس الكونغرس. لأن الكونغرس الذي يفترض أن يمثلنا قد اختطفته الشركات الأميركية العملاقة الكبرى وأداتها في الفرض والقمع والقسر، الآلة العسكرية الإمبريالية.
\r\n
\r\n
ونحن شعب الولايات المتحدة المحروم من حقه في الانتخاب الحر والتمثيل النيابي، نحن ضحايا هذه الحكومة المتعسكرة، تماماً وسواء بسواء، مثل الباناميين، والعراقيين، والصوماليين. ونحن قد سمحنا أن يتم الاستيلاء على مؤسساتنا باسم إمبراطورية أميركية كونية، غريبة كلياً عن أي مفهوم دار في بال مؤسسي دولتنا. واعتقد أن الأوان قد تأخر كثيراً لكي ننقذ ونستعيد الجمهورية التي خسرناها قبل نصف قرن من الزمان.
\r\n
\r\n
\r\n
حماية الحريات القديمة
\r\n
\r\n
\r\n
مع ذلك، أيها السيد الرئيس المنتخب، لا تزال هناك بارقة من الأمل أن تعيد الوضع بعض الشيء إلى مساره الطبيعي إذا بدأت الآن في لجم أمراء الحرب وكبح جماحهم. وتستطيع أن تقوم بتخفيض الإنفاق العسكري، مما سيتيح لك أن تكسب شعبية حقيقية واسعة، لأنك ستستطيع عندئذ بطريقة شرعية أن تقوم بتخفيض ضرائبنا، بدلاً من ان تقوم بما أراد لك تمويلك القيام به، إعفاء الشركات العملاقة الكبرى من أعباء تسديد الضرائب الصغيرة المستحقة عليها.
\r\n
\r\n
\r\n
في سنة 1950 كانت الضرائب التي فرضت على أرباح الشركات العملاقة الكبرى تمثل 25% من الايرادات الفيدرالية. ولكن تلك النسبة انخفضت إلى 1,10% في سنة 1999. واخيراً، كما نحن واثقون بأننا نحن الشعب لم ننتخبك بل انتخبتك أموال طائلة بعيدة عن طائلة المساءلة دفعتها الشركات العملاقة الكبرى، كذلك نحن واثقون بأن يوم الحساب يقترب. استخدم فترتك الرئاسية الأولى في تحطيم البنتاغون . ابعد من ذهنك أية فكرة عن فترة رئاسية ثانية.
\r\n
\r\n
ومهما يكن الامر، فإنك إذا نجحت في الضفة الأخرى من نهر البوتوماك، فإنك ستكون بطلاً في نظرنا نحن الشعب. وإذا فشلت، أو ما هو أسوأ، إذا لم تحرك ساكناً ولم تفعل شيئاً، فإنك قد تكون الرئيس الاخير الذي توقف التاريخ في زمانه عن الاهتمام بالولايات المتحدة، وتحولت فيه بياناتنا الفخورة إلى مجرد أصداء تضعف وتخفت مع مرور الوقت.
\r\n
\r\n
\r\n
وأيضاً، أمعن النظر ملياً في ملاحظة عابرة أبداها سلفك البعيد النظر وإن كان السييء الحظ، كلينتون. عندما سيطر غينغريتش وعقده على أميركا (وليس مع أميركا) على الكونغرس، قال كلينتون: «ليس الرئيس شخصاً يمكن الاستخفاف به أو الاستغناء عنه». وكان ذلك اعترافاً مروّعاً أنه يمكن أن يكون كذلك. حسناً، يا سيدي، كن رئيساً حاضراً في المشهد السياسي، لا يمكن الاستخفاف به أو الاستغناء عنه. قم بحماية ما تبقى من حرياتنا القديمة، وحافظ عليه، ودافع عنه وافعل ذلك أيضاً بالنسبة إلى قدرنا الذي أصبح أكثره مرهوناً.
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.