\r\n لم يتجاوز الامر لحد الان جدول الحديث ولم يتحول بعد الى محطة واجراءات. الشيء الوحيد الذي يمكن اعتباره خارطة رسمية للممرات المؤدية الى باب الخروج هو مجموعة من خطط الطوارىء التي تضعها وزارة الدفاع الامريكية للاحداث المتوقعة بعد انتخابات الثلاثين من الشهر الحالي. لكن مسؤولاً كبيراً في الادارة الامريكية حذر من الافراط في تفسير تلك الخطط وقال: »ان البنتاغون يضع الخطط لكل شيء: من اندلاع الحرب في كوريا الى مهمات الانقاذ في افريقيا«. \r\n \r\n تردد الحديث عن الانسحاب (او ما يطلق عليه في واشنطن »فك الاشتباك«) بعد عودة الكونغرس من اجازتهم التي امضوها في ولاياتهم وبعد شروع المسؤولين العسكريين باستقراء الكيفية التي سيرد بها كل من العرب السنة والشيعة على نتائج الانتخابات وقد عملت عملية اعداد الميزانية السنوية على تركيز الجميع بأن الوجود الامريكي في العراق بات يكلف حوالي 4.5 مليار دولار شهرياً مما يفرض قيوداً شديدة على الجيش, في نفس الوقت, يحاول مسؤولو البيت الابيض حساب الكلفة السياسية لولاية بوش الثانية التي يهيمن عليها شبح الخسائر المتزايدة في الارواح. \r\n \r\n لكن الرئيس بوش لم يشارك بنفسه لحد الان في اي حوار حول فك الاشتباك, رغم مشاركة عدد قليل من الاعضاء البارزين في فريقه الخاص بالامن القومي. \r\n \r\n وكان مسؤول كبير في الادارة قد صرح خلال مقابلة اجريت معه في مطلع هذا الاسبوع بان السيد بوش ما يزال عازماً على التمسك بخطته وتطوير استراتيجيته القائمة على تدريب العراقيين لاستلام المهام الامنية من الامريكيين, لكنه لم يتراجع عن وعده بالبقاء في العراق لحين انتهاء »المهمة«. \r\n \r\n لكن الحديث يعم جميع مؤسسات واشنطن حول وجود طرق جديدة لتحديد الكيفية التي ستعتبرها تلك »المهمة« منجزة بموجبها. وهذه الطرق لا تدعو الى ايقاف المهمة والهروب من العراق, لكنها تحذر ايضاً من التلكؤ هناك لزمن ليس ضرورياً, ويقر عدد من مسؤولي الادارة بأن السيد بوش سوف يجد نفسه مطالباً باتخاذ قرارات خطيرة بعد اجراء الانتخابات عندما يتضح للجميع ما اذا كانت الانتخابات قد جاءت بالمزيد من الاستقرار او المزيد من التمرد. \r\n \r\n وكان الرئيس بوش قد وجد نفسه في الاسبوع الماضي مشتبكاً في جدل علني نادر مع برنت سكوكروفت, مستشار الامن القومي الاسبق واحد اقرب اصدقاء ومستشاري والده جورج بوش الاب, وقد قال سكوكروفت ان الانتخابات »لن تعد بالتحول, وهي تحول امكانيات كبيرة لتعميق الصراع,« ثم اضاف: »لعلنا نشهد في هذا الوقت بالذات بدايات حرب اهلية«. \r\n \r\n ثم مضى سكوكروفت الى القول بأن الموقف في العراق يثير سؤالاً جوهرياً هو: »هل ينبغي علينا ان نغادر البلاد الان? وقد حث الرئيس بوش على ان يخبر الاوروبيين الذين سيلتقي بهم في الشهر المقبل بانه لن يكون قادراً على تحميل الشعب الامريكي وحده كل هذا العبء. وطلب منه ان يطرح عليهم السؤال التالي ما هو الوضع الذي تتوقعونه لو انسحبت القوات الامريكية على الفور. \r\n \r\n وباختصار, كان سكوكروفت يقترح على بوش اثارة شبح انهيار العراق في حالة غياب الوجود الاجنبي فيه, وهو نفس المنطق الذي استخدمته ادارة بوش لتبرير سياستها الراهنة. وعندما سئل السيد بوش يوم الجمعة الماضي عما اذا كان يشارك السيد سكوكروفت قلقه من »حرب اهلية ابتدائية« رد بالقول: »على العكس تماما, فأنا اعتقد ان الانتخابات ستكون تجربة واعدة بالنسبة للشعب العراقي«. \r\n \r\n لكن بعض المطلعين على بواطن الامور في البيت الابيض يرون ان تفاؤل الرئيس يتعارض بشدة مع ما يدور من حوارات في »مكتب المواقف« في البيت الابيض الى جانب ما يدور في كل من الكونغرس والبنتاغون فلأول مرة تثار الاسئلة حول ما اذا كان من الممكن سياسيا الانتظار لحين حصول القوات العراقية على التدريب الكافي قبل تصاعد الضغوط الداعية الى اعادة القوات الامريكية الى الوطن وطغيان تلك الضغوط على اي اعتبار اخر. \r\n \r\n ويذكر ان عددا من اعضاء مجلس الشيوخ يجاهرون علنا الآن بان وحدات الجيش والشرطة العراقية ليست بمستوى اداء المهمة. وكان عدد من اعضاء مجلس الشيوخ بضمنهم بعض الجمهوريين من حزب بوش قد اعربوا عن شكوكهم بجدوى السياسة التي تتخذها الادارة في العراق. \r\n \r\n وقد كان في الخطوة التي اقدم عليها وزير الدفاع دونالد رامسفيلد الاسبوع الماضي بارسال الجنرال الاقدم غاري لوك الى العراق لتقييم العمليات العسكرية, واداء قوات الامن العراقية مغزى لم يفت الكثيرين من المهنيين في واشنطن. حيث يرى مسؤولون في ادارة بوش ان تلك الخطوة جاءت بسبب وجود حاجة ماسة لتشخيص مواطن الخلل التي لحقت بعملية تدريب القوات العراقية. \r\n \r\n وكان رامسفيلد قد صرح لاذاعة دالاس الاسبوع الماضي بانه غير راغب في ارسال المزيد من القوات الامريكية الى العراق »لان ذلك يفاقم صورتنا كقوة احتلال« على حد تعبيره. \r\n \r\n من بين الإحتمالات التي تجري مناقشتها بهدوء داخل الادارة الامريكية احتمال قيام الحكومة العراقية الجديدة بمطالبة الولاياتالمتحدة بالشروع بسحب قواتها من البلاد وهو الامر الذي اطلق عليه مسؤول بارز في وزارة الخارجية الامريكية اسم »الخيار الفلبيني« اشارة الى قيام الفلبين بمطالبة القوات الامريكية بالانسحاب قبل عقد مضى. \r\n \r\n قلة قليلة من المسؤولين ترغب في الخوض بهذا الاحتمال علنا. لكن الجنرال جيمس كونواي, الذي عاد مؤخرا من جولة في العراق بصفته قائدا لجميع قوات المارينز هناك, كان قد ذكر في كلمة رسمية انه يرى بان »انتخابات ستجري في العراق في نهاية كانون الثاني, واتوقع ان ارى خفضا لاعداد القوة الامريكية المتواجدة هناك يلي الانتخابات بوقت قصير, ليس لان المخططين الامريكيين سوف يسعون لذلك انما لان العراقيين سوف يطالبون به. \r\n \r\n وحتى لو رغبت الحكومة العراقية الجديدة في بقاء القوات الامريكية, فان بعض المسؤولين الامريكيين يقولون ان ثمة تيار متصاعد يناقش امكانية ارغام العراقيين على الاضطلاع بسمؤولية الدفاع عن انفسهم عن طريق اعطائهم جدولا زمنيا اوليا بمواعيد الانسحاب الامريكي التدريجي. وقد اخبرنا احد المسؤولين الكبار في ادارة بوش ان »من الواضح للجميع ان هذه الخطوة يجب ان تبدو عراقية, وانها يجب ان تقع خلال السنة الحالية«. \r\n \r\n من جانبهم يقول الضباط العسكريون ان الظروف الامنية للجداول الزمنية هي التي ستفرض تخفيض عدد الجنود الامريكيين في العراق. وفي سؤال وجهته له على الانترنت صحيفة نيويورك تايمز رد احد الجنرالات العاملين في العراق طلب عدم ذكر اسمه بان »من الصعوبة بمكان تحديد الموعد الذي يتفق الاخرون على اعتباره واقعيا. \r\n \r\n وفي الوقت الذي يتولى فيه المخططون العسكريون في البنتاغون والشرق الاوسط مسودات جداول الانسحاب المحتمل, لا يزال مسؤولون في البنتاغون وغيرهم من الضباط المتقاعدين يتوقعون التزامات طويلة الامد للقوات الامريكية في العراق. ولا يزال المعنيون في الجيش يصنعون الخطط اللازمة لاستمرار تبديل القطعات في المستقبل. وكان الجنرال تومي فرانكس الذي قاد عملية غزو العراق قد اخبر فضائية ان. بي. سي. في شهر كانون الاول ان »على المرء ان يفكر بالاعداد اللازمة. فانا اعتقد اننا سنظل في العراق, مع جيوشنا, لمدة ثلاثة او خمسة او ربما عشرة اعوام قادمة.0 \r\n \r\n عن »نيويورك تايمز« \r\n \r\n