"نقل النواب" تناقش خطة عمل اللجنة بدور الانعقاد الخامس    أبرزها الأرز والسكر والمكرونة.. قرار عاجل من وزير التموين بحظر إخفاء 7 سلع    خريطة أماكن شقق الإسكان في 15 مدينة جديدة    وزير الخارجية: مصر تعلن دعمها الكامل للوصاية الهاشمية على المقدسات الدينية بالقدس    "أطباء بلا حدود" تطالب بوقف القتل العشوائي للمدنيين بغزة    بعد كارفاخال.. إصابة نجم جديد في ريال مدريد    حقيقة تهديد منتخب مصر من المشاركة في كأس العالم 2026    مصرع وإصابة 3 آخرين إثر حادث انقلاب سيارة ملاكي في أسيوط    بسبب أحداث لبنان.. وائل جسار يعلن إلغاء حفلته بمهرجان الموسيقى العربية    اكتويت بنار مجتمع البحث العلمى فسعيت لعلاج أمراضه    سياسيون: كلمة الرئيس السيسي طمأنة للشعب ورسالة قوية للعالم    بالأرقام.. نقيب الصحفيين يكشف جرائم الاحتلال الصهيوني    نادي أمريكي ينافس الدوري السعودي على ضم محمد صلاح فى الصيف    وزيرة التضامن: نهتم بخدمة المواطنين ومتابعة الخطوط الساخنة لتلقى الشكاوى    «اللبان» يمنح إكسير الحياة لأسماك البلطى    زمالك 2009 يهزم الإسماعيلى 1 - 0 فى بطولة الجمهورية للناشئين    وزيرة التضامن تستقبل اتصالا على الخط الساخن لبطاقة الخدمات المتكاملة.. فيديو    تحديد أولى جلسات محاكمة سيدة وزوجها وآخرين بتهمة قتل جارهم بالجيزة    بتر ساق طفل صدمه قطار أثناء عبور السكة الحديد بأسوان    ضبط عامل نظافة تحرش بسيدة في القطامية    قشقوش: خطاب الرئيس اليوم يحمل رسائل قوية لمن يفكر في معاداة مصر    آية سماحة تشارك إياد نصار بطولة فيلم «من أيام الجيزة»    طرح البوستر الرسمي لمسلسل «6 شهور» بطولة نور النبوي    موت الفجأة.. وفاة الملحن الشاب محمد عبد المجيد    انطلاق دورات التعامل اللائق مع رواد المساجد في الغربية ضمن مبادرة «بداية»    أمين الفتوى لفتاة سألته «عاوزه اتجوز من وراء أهلى»: هتندمي    محافظ الأقصر يبحث مع وفد ياباني تبادل الخبرات في المجال الطبي    فحص 1513 مريضا خلال قافلة طبية مجانية لمبادرة" بداية جديدة" بالبحيرة    وكيل صحة الدقهلية يجرى زيارة مفاجئة لمستشفى حميات المنصورة    جامعة جنوب الوادي تنظم قافلة طبية بقرية أبنود بقنا    الشعب الليبي يحيي ويقدر الرئيس السيسي علي وقف الحرب الليبية ومنع تقسيم ليبيا..بقلم : اسعد امبية ابوقيلة .    فضل يوم الجمعة: عبادة الدعاء بين الثواب والاستجابة    مسلسل برغم القانون الحلقة 18.. بلطجي يعتدي على إيمان العاصي    رابيد بوخاريست: بوبيندزا جاهز للمشاركة وأزمة الزمالك ستُحل قريبًا    هشام زكريا: محمد عبد المنعم غير مؤهل للتواجد في أوروبا    هل سينتخب الأهلي نائبا جديدا خلفا ل العامري فاروق؟.. شوبير يكشف التفاصيل    وزير المالية: الانتهاء من تنفيذ الحزمة الأولى للإصلاحات الضريبية    زي النهارده.. اندلاع حرب البلقان الأولى بين الدولة العثمانية وصربيا وبلغاريا    وزير المالية: مهتمون بالاستثمار في العنصر البشري وربط نظم التحفيز بالأداء    النيران تلتهم محتويات شقة عروسين في كفر الشيخ| صور    ابتسامة وعلامة النصر.. كيف ظهر المتهم بقتل صديقته السويسرية بالفيوم في قفص الاتهام؟    أمين "البحوث الإسلامية": الفتوى لها مكانة عظيمة في بناء إنسان قادر على التناغم مع الحياة    من أوراق التحقيقات .. حكاية ال 5 ملايين جنيه والفيديو الجديد فى قضية فبركة أعمال سحر وطلاسم لمؤمن زكريا    خطوة جديدة لديوكوفيتش نحو البطولة 100 في مشواره    مجلس النواب يوافق على منحة بمليونَي دولار لإنشاء ممر ملاحي -تفاصيل    الحوار الوطنى يعلن بدء العد التنازلى لانتهاء استقبال مقترحات قضية الدعم    فريق طبي بقصر العيني يجري جراحة خطيرة لاستخراج "سيخ معدني" من عظام طفل    وزير خارجية المكسيك يتقدم بتعازيه إلى الحكومة المصرية وأسر الضحايا في حادث وفاة 3 مصريين    رئيس جامعة الأزهر يفرق بين «الفتوى والفتوة» ب ندوة دار الإفتاء    زعيم كوريا الشمالية: لا نسعى إلى الحرب مع جارتنا الجنوبية    إرادة الحياة المنتصر الوحيد.. لينا شاماميان تروج لحفلها المقبل في مهرجان الموسيقى    القدس خلال عام من العدوان.. 78 شهيدا و340 عملية هدم وأكثر من 50 ألف مقتحم للأقصى    «صاحبوهم تكسبوهم».. مبادرة جديدة لدعم الأهالي في تنشئة الأطفال    البابا تواضروس يستقبل وزير الري ووزير الأوقاف لمناقشة سبل رفع الوعي بأهمية ترشيد المياه بين المواطنين    أحمد مظهر.. فارس علق ملابسه العسكرية من أجل السينما    بنك المعرفة المصري يشارك بفاعلية في مبادرة بوابات التعلم الرقمي العام بإندونيسيا    موعد أول اختبار للطلاب في المدارس بالعام الدراسي الجديد    فريد زهران: دعم التحالف التقدمي العالمي للقضية الفلسطينية وإسقاط عضوية إسرائيل انتصار للضمير الانساني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل يمكن إحياء جسد السلام الميت؟
نشر في التغيير يوم 10 - 01 - 2005

قال ان هناك فرصة جديدة لعقد صفقة سلام فلسطينية اسرائيلية وان السبب في ذلك يعود الى وفاة ياسر عرفات وان ما هو مفقود الآن وعلى وجه السرعة هو ايد أميركية نشطة‚
\r\n
\r\n
فما الذي اقترحه على الرئيس جورج بوش؟
\r\n
\r\n
إما إرسال وزيرة الخارجية المستقبلية كوندوليزا رايس الى المنطقة للتعامل مع الأطراف المعنية او وهو المفضل تعيين مبعوث خاص عالي المستوى يفترض انه يتحدث باسم الرئيس كوزير الخارجية السابق جيمس بيكر او جون دانفورث المبعوث الأميركي لدى الأمم المتحدة الذي يتوقع له ان ينهي عمله في المنظمة الدولية قريبا‚ وقال كريستوفر ان ارسال رايس الى المنطقة بانتظام سيستهلك جزءا كبيرا من طاقتها في الوقت الذي يحتاج العالم لانتباهها‚ واستذكر كيف انه انتقد مع وجود تبرير لذلك على سفره الى الشرق الأوسط 25 مرة خلال الأربع سنوات التي قضاها وزيرا للخارجية‚
\r\n
\r\n
بعرضه فكرة ارسال مبعوث عالي المستوي يقر كريستوفر بان ذلك قد يخلق مشكلة كون هذا المبعوث سيتنافس مع رايس ولكن وبسبب قرب رايس من بوش فإن مثل هذا التعيين لن يقلل من سلطتها‚ قد يكون ذلك حقيقة إذا ما تم ولكنه على الأغلب لن يكون كذلك‚ فلا يوجد هناك وزير خارجية يمكن ان يقبل على نفسه ان تمر الأمور خلف ظهره دون ان يكون على علم بها خاصة إذا ما بدأ هذا المبعوث بتحقيق نجاح‚
\r\n
\r\n
وللمرء هنا ان يستغرب ما الذي ستحصل عليه رايس إذا همشت في عملية المفاوضات التي يرى كريستوفر انها ستكون محصورة بين المبعوث الخاص والرئيس بوش‚
\r\n
\r\n
تحليل كريستوفر يعاني من غياب بعض جوانب المنطق‚ فهو لم يفسر لنا لماذا يتوجب على إدارة بوش وضع النزاع الفلسطيني الاسرائيلي على رأس أجندتها‚ ففي الوقت الذي قد يتفق الكثيرون على ان السلام في حد ذاته هو امر مرغوب فيه‚ إلا ان الحسابات البيروقراطية في واشنطن والقدس ورام الله قد تؤدي الى دفع الأمور في اتجاه مختلف‚
\r\n
\r\n
أولا: هناك القراءة الخاطئة لكريستوفر لموت عرفات فمن السخف الاعتقاد ان عرفات هو الذي جعل السلام مستحيلا‚ فوضع الفلسطينيين دون عرفات افضل بالتأكيد ولكن عرفات كان يدافع عن نفسه‚ فلقد كان يريد ان يلعب دور الريادة في مفاوضات سلام مترنحة اصلا في الوقت الذي كان يواجه ضغوطا كبيرة عليه للقيام باصلاحات‚ وكلا الأمرين كان يقصد منهما جعل عرفات شخصا غير مناسب لاجراء مفاوضات سلام‚
\r\n
\r\n
كان يطلب من عرفات ان يشارك بكامل رأسماله السياسي في مشروع للسلام لم يكن هناك نية في الاصل لإنجاحه‚ من أجل ذلك أدت وفاته الى «جعل» المحادثات المستقبلية أكثر سلاسة ومع ذلك يبقى جوهر الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على حاله لم يتغير‚
\r\n
\r\n
إذن لم كل هذا التفاؤل؟
\r\n
\r\n
يعود جزء منه الى ان العديد من الأطراف تريد ان تجد مبررات تكفي لجعل عرفات كبش الفداء المطلوب‚ فإذا كان عرفات فعلا هو حجر العثرة فعلى كل طرف ان يثبت ذلك من خلال تنشيط العمل الدبلوماسي بما يؤدي الى استئناف المسيرة السلمية‚ ان موت عرفات لم يغير شيئا والقليل من الايجابيات ستنتج عن اختفائه عن الساحة‚
\r\n
\r\n
رئيس الوزراء البريطاني هو احد الأشخاص القلائل الذين جعلوا السلام الفلسطيني الاسرائيلي اولوية شخصية له وهو يستعد لتنظيم مؤتمر في لندن ربما في مارس‚ ولكن الاسرائيليين قوضوا مبادرته من خلال اعلانهم عن عدم الحضور‚ في نفس الوقت حصل بلير على دعم قليل من واشنطن وهو شيء يؤسف له ولكن من السهل معرفة السبب في ذلك فليس إدارة ولا حتى وزير خارجية يريد ان يبدأ فترة عمله من خلال محاولته حل أزمة تصل فرصة النجاح فيها الى 50% فقط‚
\r\n
\r\n
ولا يمكن للمحللين المخضرمين ان يتوقعوا حدوث اختراقات في العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية وحدوث هذا الشيء في هذه الأيام امر مستبعد‚ فالحكومة الاسرائيلية الجديدة ستكون قادرة في أفضل الظروف على تنفيذ الانسحاب الأحادي الجانب من غزة وبعض المستوطنات الصغيرة في شمال الضفة‚
\r\n
\r\n
محمود عباس الرئيس المحتمل للسلطة سيحتاج الى اشهر لتقوية سلطته وقد يفشل في ذلك وليس امامه هامش واسع للمناورة مثل ذلك الذي توافر لعرفات بالنسبة لواشنطن فهناك اولويات اقليمية أخرى تأتي في المقدمة مثل ادارة الوضع في العراق والتوترات القائمة مع ايران‚
\r\n
\r\n
هل ستمارس أميركا الضغوط على اسرائيل؟ الجواب هو «لا» فواشنطن لن تمارس الضغوط على اسرائيل من أجل سلطة فلسطينية ضعيفة لديها القليل من الشرعية ولم تثبت قدرتها بعد على التصدي للفصائل الفلسطينية المختلفة‚ وليس بوسع المرء ان يعتقد ان «المحافظين الجدد» داخل إدارة بوش يرون اي منطق في الضغط على اسرائيل لصالح اي من كان‚
\r\n
\r\n
وإذا كانت هناك رغبة لرؤية تسوية للنزع الفلسطيني الاسرائيلي فهي الرغبة في رؤية نهاية للمعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني‚
\r\n
\r\n
ان هناك الكثير من الحسابات التي تتحكم في الحكومات ولا تأتي ضمنها بالتأكيد العواطف‚ فلا احد يرغب في المراهنة على الحصان الفلسطيني الاسرائيلي الأعرج في سباق يجري في طريق مليئة بالوحل‚
\r\n
\r\n
الانتخابات الرئاسية الفلسطينية‚ للشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة تقدم فرصة محدودة مشكوكا فيها ليكون لهم نوع من السيطرة على مستقبلهم‚
\r\n
\r\n
وهذه الانتخابات ستتبع بانتخابات أخرى لا تقل اهمية وهي الانتخابات البرلمانية والانتخابات داخل حركة فتح الفصيل الرئيسي في منظمة التحرير الفلسطينية‚
\r\n
\r\n
ويجب ان ينظر للانتخابات على انها جزء من مرحلة ما بعد عرفات وهي مرحلة التجديد بغض النظر عن مصير الانتفاضة الحالية المطالبة بوطن مستقل‚
\r\n
\r\n
ان الانتخابات وما صاحبها من وعود باقامة نظام حكم يقوم على مبدأ المحاسبة والشفافية واحترام القانون والمؤسسات يجب ان تحظى بدعم دولي‚
\r\n
\r\n
وعلينا ان نتذكر جيدا ان من قوض سلطات عباس خلال الفترة القصيرة التي شغل بها منصب رئيس الوزراء في 2003 هي اسرائيل عندما حاول السير على طريق الاصلاح والسلام‚
\r\n
\r\n
وعلى وجه الخصوص عملت حكومة آرييل شارون على تجاهل وقف اطلاق النار الذي أعلنه الفلسطينيون من جانب واحد واستمرت في عمليات اغتيال قادة الانتفاضة‚
\r\n
\r\n
على الرئيس الفلسطيني الجديد ان يطالب أولا بوقف لاطلاق النار على ان تكون اسرائيل جزءا منه‚
\r\n
\r\n
ان الآمال العراض التي وضعت على القيادة الفلسطينية من قادة مثل جورج بوش وبلير اثارت تساؤلات في أذهان الفلسطينيين حول النوايا بعيدة الأمد لهؤلاء القادة مضافا اليهما شارون‚
\r\n
\r\n
ولنضع ما ذكرنا سابقا بكلام آخر أكثر وضوحا‚ ان إدارة بوش تمارس ضغوطا على الفلسطينيين فقط كونهم الطرف الأضعف في النزاع في الوقت الذي تشجع شارون وحلفاءه على الاعتقاد بانه لن يتوجب عليهم تقديم تنازلات كبرى في الضفة الغربية‚
\r\n
\r\n
لقد أثار شارون التشويش في اوساط بعض قطاعات الجناح اليميني والمستوطنين بتقديمه خطة الانسحاب من قطاع غزة‚ وقد اوضح شارون بجلاء ان هدف الانسحاب من غزة هو تقوية قبضته على الضفة الغربية‚ وقد أفاض مساعد شارون دوف وايزغلاس في مقابلة صحفية اجريت معه حول الهدف من مغامرة غزة وهو تجميد عملية السلام‚
\r\n
\r\n
في هذه الاثناء تقوم اسرائيل بتقوية وتعزيز المستوطنات غير الشرعية المقامة في الضفة الغربية ولن تكون هناك فرصة امام عباس والسلام ليحققا أي نجاح إلا إذا حدث تغيير في هذه السياسات والعودة الى مفاوضات السلام والبدء من النقطة التي كانت قد وصلت اليها قبل صعود شارون للحكم وهي اقامة دولة فلسطينية على كامل الضفة الغربية تقريبا وقطاع غزة مع جعل القدس الشرقية عاصمة لهذه الدولة‚
\r\n
\r\n
ان عقد صفقة سلام بناء على هذه الخطوط سيعطي الفلسطينيين العدل وسيعطي الاسرائيليين الأمن‚ وسيكون ايضا في صالح المصالح الوطنية للولايات المتحدة التي اصبحت مكروهة في العالم العربي والعالم الإسلامي بسبب سياساتها في الشرق الأوسط‚
\r\n
\r\n
وقد لا يقبل عباس كما سبق وفعل ذلك عرفات إذا ما عرض عليه اقل من هذا‚
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.