وهناك اتهامات أخرى مماثلة ترددت على لسان الرئيس العراقي المؤقت غازي الياور، والعاهل الأردني الملك عبدالله، اللذين يخشيان من سعي إيران إلى الهيمنة على الحكومة العراقية الجديدة، وهو ما قد تترتب عليه تداعيات واسعة النطاق، خصوصا في الدول التي يوجد بها أقلية شيعية كبيرة مثل السعودية. \r\n \r\n وقد وجه الشعلان الذي ينتمي إلى قبيلة شيعية سهام نقده إلى تحالف الأحزاب الشيعية الرئيسي قائلا إن الكثيرين في هذا التحالف لهم علاقات وثيقة مع إيران ويطمحون إلى إقامة حكومة عراقية على غرار الحكومة الدينية في إيران. \r\n \r\n ودعم إيران الأكثر وضوحا، هو ذلك الممنوح للشيخ عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، الذي جاء اسمه على رأس قائمة المرشحين الشيعة التي تم تسليمها للجنة الانتخابية العراقية. وإذا ما أخذنا العدد الكبير من الشيعة الذين يتوقع قيامهم بالتصويت في الانتخابات القادمة، فإن الحكيم يمكن أن يصبح وجها مهيمنا في المجال السياسي العراقي خصوصا وأن جناح حزبه العسكري قاتل إلى جانب الإيرانيين في الحرب العراقية – الإيرانية، كما أنه هو نفسه- كما تقول صحيفة \"نيويورك تايمز\"- له علاقات وثيقة مع عملاء الاستخبارات الإيرانية. \r\n \r\n ومعظم المحللين يوافقون على أن إيران قد قامت بالفعل بتقديم المساعدة لعدد من الزعماء الشيعة البارزين في العراق. ولكن ذلك لا يعني بشكل تلقائي أن هؤلاء الساسة يسعون إلى تأسيس حكومة دينية إسلامية على غرار تلك القائمة في إيران ، كما أن هناك أدلة كثيرة تشير إلى أن هؤلاء الزعماء الشيعة لا يرغبون في التقارب أكثر من اللازم مع طهران، وذلك بسبب عدم شعبية طبقة الملالي الحاكمة سواء في إيران ذاتها أو في العراق. كما أن أكثر رجال الدين الشيعة في العراق توقيرا واحتراما، وهو أية الله العظمى علي السيستاني قد أوضح بجلاء في تصريحاته، أن رجال الدين يجب ألا يسعوا للحصول على مناصب سياسية، وإنما يجب أن يستغلوا ما يتمتعون به من نفوذ ديني في التأثير على السياسات الحكومية. علاوة على ذلك فإنه إذا ما كان هناك موضوع يمكن أن يوحد الشيعة والأكراد والسنة العلمانيين، فهو احتمال وقوعهم تحت سيطرة رجال الدين الموالين لإيران. \r\n \r\n بناء على ذلك، يمكن القول إن التفسير الأكثر إيجابية لتدخل إيران في الشأن العراقي، هو أن الملالي في طهران يريدون أن يضمنوا قيام حكومة صديقة في سدة السلطة في بغداد، وأنهم يدركون أن الوسيلة لتحقيق ذلك هي القيام بدعم أكبر عدد ممكن من الجماعات الشيعية السياسية على اعتبار أنه كلما كان فوز الشيعة في الانتخابات كبيرا كلما قلت احتمالات ارتداد الحكومة لتبني أجندة قومية معادية لإيران. \r\n \r\n التفسير الأكثر تشاؤما للتدخل الإيراني في الشؤون العراقية هو أن إيران تريد زيادة نفوذها في العراق لإضعاف نفوذ أميركا، والتعجيل برحيل قواتها من بغداد، وهو هدف مهم للأمن القومي الإيراني. والاحتمال الآخر أنه مهما كان حسن نوايا الحكومة العراقية المؤقتة، فإن الأوضاع الأمنية على الأرض هي التي ستحدد إجراء الانتخابات من عدمه، وبالتالي فإن تأجيل الانتخابات قد ينتج عنه انفجار الغضب الشيعي المكبوت، واندلاع حرب أهلية وهو ما يتطلب من إيران أن تعمل على أن يكون لها تواجد قوي في العراق، حتى تستطيع حماية أصدقائها فيه. \r\n \r\n وكل تلك الافتراضات والتطورات تعني أن إيران سوف تحتل أولوية متقدمة على أجندة بوش السياسية في المنطقة سواء، لجهة نواياها في العراق أو لجهة برنامجها النووي. وهما الموضوعان اللذان يحظيان باهتمام إعلامي كبير ويشغلان حيزا مهما في الجدل السياسي الدائر في واشنطن. \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n