وبعد أكثر من ثلاثة أعوام على هجمات 11 سبتمبر (ايلول)، التي ألقي باللوم فيها على «القاعدة»، بدا مشرف مصراً على أن القوات الباكستانية ما زالت تبحث بشكل حازم عن بن لادن، لكنه اعترف بأن العمليات التي أجرتها قوة الأمن الأخيرة والتحقيقات التي جرت قد ساعدت فقط على التثبت من حقيقة واحدة هي أن بن لادن ما زال حيا. \r\n وقال الرئيس مشرف، إن التعامل مع التحديات في أفغانستان سيكون أفضل لو أن «الجيش الوطني الأفغاني تطور بسرعة أعلى وبشكل أقوى، بحيث يكون قادرا على ملء تلك الثغرات التي أتحدث عنها، حيث لا تكون القوات الأميركية أو الحليفة متواجدة هناك». \r\n كذلك تعثرت عمليات البحث عن أعضاء «القاعدة» بسبب العدد الكبير من التنظيمات الداخلية المنضوية تحت رايتها، والتي لا تعرف قوات الامن الأفغانية عن طبيعة هذا الطرف أو ذاك عند تعقبهم في تلك المناطق القبلية الوعرة القريبة من الحدود مع أفغانستان، حسبما قال مشرف بعد لقائه بالرئيس جورج بوش اول من امس في واشنطن. وقال الرئيس الباكستاني: «نحن الآن نعمل في عدة مناطق ولا نعرف الجهة التي نواجهها والتي نكتشفها فجأة. نعم قواتنا قتلت أو اعتقلت كذا وكذا، لكن تلتقي (بتلك العناصر) بالصدفة». \r\n ففي غارة جرت الأسبوع الماضي تمكنت القوات الباكستانية من اعتقال المخطط الرئيسي لعملية خطف ثلاثة من عمال الأممالمتحدة في أفغانستان «لكننا لم نكن نعرف بأننا كنا نقوم بمهمة عسكرية ضده»، وفق ما ذكر الرئيس الباكستاني. وفي غارة أخرى، قتلت القوات الباكستانية شخصا ينتمي إلى «الحركة الاسلامية لتركستان الشرقية» التي تقاتل ضد الوجود الصيني في اقليم كسينغيانغ ذي الغالبية المسلمة، دون ان تكون على علم مسبق بذلك، حسبما اضاف الرئيس الباكستاني. \r\n ونفى مشرف ما تردد اخيراً بان القوات الباكستانية انسحبت من منطقة جنوب وزيرستان القبلية الحدودية مع افغانستان والتي يعتقد ان عناصر «القاعدة» مخبئون فيها. وبدلا من ذلك، أمرت باكستان بإعادة نشر قواتها وتغيير التكتيكات، مما ساعد في «تطهير» خمسة وديان في وزيرستان من عناصر «القاعدة»، بعد عمليات استخدمت فيها طائرات هليكوبتر، وفق ما اضاف الرئيس مشرف. \r\n وفي العمليات الأخيرة تم نشر نحو 8 آلاف جندي في وزيرستان لاعتقال المتطرفين الذين يعبرون من أفغانستان أو يستخدمون منطقة الحدود. \r\n وبعد المحادثات التي جرت في البيت الأبيض دافع بوش أول من أمس عن مشرف وقال إنه «راض جدا» عن جهود باكستان في محاربة الارهاب. \r\n \r\n *خدمة «واشنطن بوست» خاص ب«الشرق الأوسط»