\r\n والى ذلك، ولأكثر من ثلاث سنوات، كان المحققون والاكاديميون والخبراء يصفون «القاعدة» بأنها تهديد غير خاضع للسيطرة، وأنها تتعاون مع الجريمة المنظمة، ولديها ثروة ضخمة تخفيها في استثمارات من الذهب والماس، لتسهل عمليات نقلها عبر نظام مالي متقدم، الى أي بلد يختارها اسامة بن لادن هدفا. \r\n ومن هنا كانت وسائل الاعلام تميل الى الاعتقاد في الاسوأ وتضخمه، فيما كانت الفكرة العامة هي ان جريمة كاملة مثل 11 سبتمبر في حاجة الى منظمة متكاملة خلفها. وقد اثبتت معظم اوصاف «القاعدة» انها خرافة اكثر من كونها حقيقة. \r\n فلم تكن ل«القاعدة» ابدا «شبكة مالية كبرى»، كما اوضح جان لوي بروغيير عميد المحققين الاوروبيين في مكافحة الارهاب. وفي الواقع فقد وجد عقب دراسة استمرت عقدا من الزمن، لمجموعات النشطاء، انه لم يكن هناك أي تدفق ضخم للأموال الخارجية لتمويل أي هجوم. وفي دراسة استمرت عقدا من الزمن كان كل ما عثر عليه بروغيير هو «نشاطات مالية مصغرة»، تجمع القليل من الاموال التي يحتاجونها للاستمرار، وارتكاب جرائمهم عبر تزوير بطاقات الاقتراض والبطاقات المصرفية، ليتبين لاحقا انهم من صغار المجرمين، وليسوا من العصابات الكبرى. \r\n فلم يكن الارهابيون في حاجة الى الكثير من الاموال، لتمويل الهجمات في مدريد وبالي وتونس. وقد اوضح نيكوس باساس من جامعة نورثايسترن في بوسطن بأنه «كان في امكانهم حمل الاموال معهم نقدا». ولا يوجد، طبقا لباساس، اية أدلة على ان «القاعدة» استثمرت اموالها في سوق الذهب او الماس الافريقي. ولم تنقل الاموال حول العالم عبر طرق شبكات نقل الاموال التقليدية التي لا يمكن متابعتها (الحوالات). بل كانت تستخدم شبكة «ويسترن يونيون». ولم يمنع ذلك الاممالمتحدةوالولاياتالمتحدة من السيطرة على نظام الحوالات بقيود متشددة، ادت الى الاضرار بمئات من الاعمال الصغيرة في الولاياتالمتحدة والشرق الاوسط وباكستان التي تعتمد عليها. \r\n وفي الوقت ذاته، ابدت السلطات اهتماما محدودا، بل لم تهتم على الاطلاق بوسائل اكثر بساطة لنقل الاموال عالميا. فشبكة pay pal، على سبيل المثال التي اصبحت المصرف الدولي لشبكة الانترنت، مفتوحة لاي شخص يحمل بطاقة ائتمان. \r\n وكثيرا ما سقط المحققون في فخ الخرافات، وفي حالات كثيرة من صنع الارهابيين انفسهم. فقد اعد BKA ملفات عن 60 اسلاميا متطرفا، ليوضح محقق ألماني بعدها «لا يوجد نموذج او مثال.. فكل ناشط له دوافعه الخاصة للتطرف». \r\n ولكن عدم وجود بنية متكاملة، لا يعني ان الارهابيين اقل خطورة او يسهل وقفهم، بل على العكس تماما، فكلما صغر حجم السمكة احتجنا الى شبكة اكثر دقة لصيدها، ليقول محقق الماني: «ننظر الى كل قضية على أنها خطرة الآن، لعدم وجود نموذج يربط بينها». \r\n وقد اعترف المحققون انه بعد ثلاث سنوات ونصف السنة من هجمات 11 سبتمبر، لا يعرفون شيئا عن دوافع الارهابيين، ومعرفة القليل يعني قلة الوسائل المتوفرة للتكهن، او منع العمليات في المستقبل. \r\n \r\n * خدمة «لوس انجليس تايمز»، (خاص ب«الشرق الأوسط»)