عرفات اتهمته اسرائيل بالارهاب وبقي سجينا في مقر المقاطعة الى ما يقارب الثلاث سنوات‚ والبرغوثي من جهته أدانته اسرائيل بالارهاب ايضا وهو يقبع الآن في احد السجون الاسرائيلية حيث حكم عليه بالسجن المؤبد خمس مرات اضافة الى 40 عاما‚ \r\n \r\n ومع انه يقيم في السجن إلا ان هذا الرجل البالغ من العمر 45 عاما يشن حملة من أجل شغل احد المناصب التي شغرت بوفاة عرفات وهو منصب رئيس السلطة الفلسطينية‚ تقول زوجة البرغوثي «إذا شعر مروان ان مصلحة الشعب الفلسطيني تقتضي ان يشغل منصب الرئيس فانه لن يتردد في ذلك»‚ \r\n \r\n حياة مروان البرغوثي تعكس الواقع الفلسطيني حيث كان سجينا ثم تحول الى صانع سلام ثم تحول مرة أخرى الى سجين‚ ان الرغبة في ادخاله في الاعتبارات السياسية للفلسطينيين تعكس الانواء التي تعصف بالمجتمع الفلسطيني منذ وفاة عرفات‚ \r\n \r\n وهناك تكهنات تقول ان الاسرائيليين سيصدرون عفوا عن مروان البرغوثي او يطلقون سراحه ضمن ترتيبات تجرى لتبادل السجناء‚ ويقول السياسيون والمحللون الاسرائيليون ان حدوث ذلك الأمر بعيد الاحتمال‚ فلقد وجدت احد المحاكم الاسرائيلية البرغوثي شخصا تلطخت يداه بالدم اليهودي‚ ولكن ايضا يتذكره بعض الاسرائيليين لدعمه اقامة دولتين وعلاقاته السابقة الوثيقة مع السياسيين الاسرائيليين بما فيهم البعض من الجناح اليميني‚ \r\n \r\n وقد نشرت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية رسما كاريكاتيريا يظهر حارسا جلس وحيدا يلعب الشطرنج امام زنزانة كتب عليها «البرغوثي» وصوتا قادما من داخلها يقول «هل انت بحاجة الى شريك؟»‚ \r\n \r\n البرغوثي احد اشهر القياديين الشباب الذين بدأ نجمهم يبزغ وهو على عكس عرفات واتباعه من المنفيين العائدين نشأ وترعرع في ظل الاحتلال الاسرائيلي وتعلم العبرية داخل السجن وهو معجب بالديمقراطية الاسرائيلية وان كان يمقت الاحتلال والمحتلين‚ \r\n \r\n وعندما سئلت زوجة البرغوثي عن رأي زوجها في عرفات قالت «انه معجب بعرفات لالتزامه بالقضية الفلسطينية ولكن كانت له مواقفه الخاصة به تجاه الديمقراطية والفساد في السلطة»‚ \r\n \r\n وتقول فدوى برغوثي معلقة على الجيل القديم في القيادة الفلسطينية «انهم ينظرون الى القيادة على انها احتكار يخصهم وحدهم»‚ \r\n \r\n تعلم البرغوثي ايضا اللغة الانجليزية في السجون الاسرائيلية وقرأ الكثير من كتب التراث العالمي وسير القادة الاسرائيليين‚ وذكرت زوجته مؤخرا انه انتهى من قراءة سيرة حياة الرئيس كلينتون‚ \r\n \r\n ويقول عدد من حلفاء البرغوثي انه على الاغلب لن يتحدى محمود عباس (أبو مازن) في الحملة الانتخابية الرئاسية كمرشح لحركة فتح وعلى عكس البرغوثي فان أبو مازن (69 عاما) وهو احد قادة حركة فتح منذ وقت طويل يعارض الانتفاضة المسلحة وهو لا يتمتع بأي نوع من الشعبية في الشارع الفلسطيني‚ \r\n \r\n وخلال مناقشات ومداولات أصر عدد من مسؤولون فلسطينيون على ضرورة ترشيح البرغوثي ليكون مرشح حركة فتح من اجل اظهار المأساة التي يعيشها السجناء الفلسطينيون وفي نفس الوقت انهاء الخلط في السلطات الذي كان قائما تحت حكم عرفات ويقولون انه يجب تحويل منصب الرئاسة الى منصب فخري وترك عباس يركز على القيام بمسؤوليات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية التي تمثل ملايين الفلسطينيين في الشتات اضافة الى اولئك الموجودين في الضفة الغربية وقطاع غزة‚ ويصر البعض من قيادات فتح على ترشيح البرغوثي كونه أصبح رمزا للانتفاضة‚ \r\n \r\n ويعتقد بعض الفلسطينيين ان اسرائيل اختارت اعتقال البرغوثي في ابريل عام 2002 وتقديمه لمحاكة علنية من أجل تشويه صورته امام الاسرائيليين‚ \r\n \r\n ويرفض البرغوثي الدفاع عن نفسه شخصيا واصفا محاكمته بانها غير شرعية‚ وقد نقلت شاشات التلفزة الفلسطينية والعربية صور البرغوثي وهو مقيد اليدين ويرفعهما مع اشارة النصر فوق رأسه ما اكسبه الكثير من الشعبية وسط الفلسطينيين والاحترام في اوساط العرب‚ قبل اشتعال الانتفاضة كانت شعبية البرغوثي محصورة في منطقة رام الله ولكن صور البرغوثي الآن ترفع في غزة ويشير اليه الفلسطينيون اينما كانوا في العالم باسم مروان‚ \r\n \r\n اعتقل مروان البرغوثي لأول مرة من قبل الاسرائيليين في عام 1976 لمدة 18 يوما‚ بعدها بعامين اعتقل مرة أخرى وحكم عليه بالسجن لمدة اربع سنوات لارتباطه بالحركة الوطنية الفلسطينية ونفت اسرائيل البرغوثي الى الأردن في عام 1987 عاد مع زوجته وافراد اسرته الى رام الله قبل عشر سنوات‚ \r\n \r\n في احد تصريحاته قال مروان برغوثي «لقد كنا شجعانا عندما ناضلنا من أجل السلام وتلقينا الكثير من الانتقادات من الجانب الفلسطيني مشيرا الى دعمه لاتفاقيات اوسلو للسلام»‚ وأضاف «الآن نحن شجعان بما يكفي للنضال مجددا من أجل السلام ولكن بأدوات مختلفة»‚ \r\n