\r\n كان كيري هو الذي بدأ الهجوم عندما استغل عودة بن لادن الى الظهور على مسرح الاحداث لكي يتهم جورج بوش بالاخفاق في القاء القبض على زعيم »القاعدة« طوال المدة التي اعقبت هجمات الحادي عشر من ايلول. \r\n \r\n ولا شك ان شريط بن لادن شكل مفاجأة الساعة الاخيرة في السباق الانتخابي التي اضافت بعدا جديدا للمعركة الانتخابية المحتدمة ودفعت كلا من المرشحين الى محاولة الاستفادة من الشريط او احتواء اي ضرر سياسي يمكن ان يسببه. \r\n \r\n وقد جاء الظهور غير المتوقع لبن لادن لكي يحرف الجدل الانتخابي عن قضية اخرى كانت قد صعدت الى الصدارة وهي قضية اختفاء مئات الاطنان من المواد المتفجرة في العراق. وعلى الرغم من ان قضية بن لادن لا تشكل عنصرا جديدا في المعركة الانتخابية, الا انها تظل القضية الاهم وكل اضافة جديدة فيها من شأنها ان تفتح من جديد ملف الحرب على الارهاب التي يختلف المرشحان حولها بشدة. \r\n \r\n تركزت ردود الفعل الاولى التي صدرت عن الجمهوريين على الامل في ان يؤدي بث الشريط الى خدمة مصلحة بوش الانتخابية والحاق الضرر بحملة كيري. في حين يؤكد الديمقراطيون ان ما سوف يحصل هو العكس من ذلك تماما. \r\n \r\n اما المحللون المستقلون فيميلون الى الاعتقاد بان بث الشريط سوف يساعد بوش ولو في مجال صرف الانتباه عن قضية المتفجرات المسروقة في العراق, على الاقل, وهي القضية التي وضعت بوش في قفص الاتهام على مدى الايام الاخيرة. لكن محللين اخرين يشككون في مقدرة شريط بن لادن على ازاحة حوالي 400 طن من المتفجرات المفقودة من اذهان الناخبين الامريكيين. \r\n \r\n وهناك من يعتقد بان الصفوف قد فرزت والمواقف قد تبلورت لدى الناخبين الامريكيين في المرحلة النهائية من الحملة الانتخابية مما لا يسمح لحدث عدة ظهور بن لادن بان يحدث اي تغيير جوهري على نتائج الاقتراع. \r\n \r\n والواقع ان الانحياز الحزبي في صفوف الناخبين بات عاملا في حمل انصار كل من المرشحين على تفسير حديث بن لادن على النحو الذي يريده. فانصار بوش يرون ان ظهور بن لادن قد اعاد تركيز الاهتمام على موضوع الارهاب وهو الهدف الذي يستقطب سياسة بوش. اما انصار جون كيري فيرون ان الشريط يثبت ان بن لادن ما زال حيا بعد ثلاث سنوات من ادعاء مطاردته من قبل بوش وادارته. وسوف يحاول كل طرف ان يستثمر هذه الاضافة الجديدة على النحو الذي يخدم مصالحه واهدافه. \r\n \r\n لم يكن رد فعل جون كيري على الشريط كاملا ونهائيا بعد بث الشريط مباشرة. بل انه تشكل على التدريج ومع مرور الساعات ففي اللحظات الاولى التي تلت اذاعة الشريط, صرح كيري بان »البلاد موحدة في تصميمها على ملاحقة الارهابيين وقتلهم« مع تكرار توجيه اللوم المعتاد الى الرئيس بوش لاخفاقه في القبض على بن لادن. ثم عاد ليصدر بيانا بعد ساعات يؤكد فيه تصميمه, باسم الشعب الامريكي, على ملاحقة بن لادن وقتله. \r\n \r\n اما موقف الرئيس بوش من الشريط فقط ابتدأ بقراءة بيان مكتوب اعلن فيه ان الامريكيين »لن يرهبهم ولن يؤثر فيهم عدو لبلادنا«. واكد بوش في البداية على ان كيري »يتفق معه في ذلك«. لكنه ما لبث ان غير لهجته بعد ساعات ليقول ان خصمه »مستمر في قول اشياء يعلم انها ليست حقيقية«. واضاف بان من المعيب فعل ذلك على ضوء الشريط الجديد الذي بثه »عدو امريكا«. \r\n \r\n وقد تلقت قادة الحملة الانتخابية المبادرة من المرشحين وحولا شريط بن لادن الى مادة لعدد من البيانات والرسائل الالكترونية. \r\n \r\n من جانبهم, اعلن بعض الزعماء الجمهوريين ان شريط بن لادن سيضمن اعادة انتخاب بوش في انتخابات اليوم »الثلاثاء«. اما سبب هذا الاعتقاد فهو ان كل ما يديم تركيز الانتباه العام على موضوع الارهاب يخدم جورج بوش ويضعف حجة جون كيري. \r\n \r\n ويشير سجل السنوات الثلاث الماضية الى ان نسبة الرضا عن اداء الرئيس بوش في الاستطلاعات العامة كانت ترتفع في اعقاب اي انذار تطلقه الحكومة عن احتمال وقوع تهديد ارهابي. وتكشف دراسة اجرتها مؤخرا جامعة كورنيل الامريكية, ان نسبة الرضا عن اداء بوش كانت ترتفع بمعدل 2.75% في اعقاب اطلاق كل من التقارير الحكومية ال ̄ 26 التي حذرت من وجود تهديد ارهابي والتي اطلقت ما بين شباط 2001 وايار .2004 \r\n \r\n وفيما يرى الكثير من الجمهوريين ان بث الشريط سيكون في صالح بوش, فان معسكر بوش غير متفق حول قدرة الشريط على تعزيز موقف الرئىس السياسي. ويعبر مايكل غرينبرغر, مدير مركز الصحة والامن الوطني في جامعة مريلاند, عن هذا الرأي حين يقول:»ليس من المستبعد ان يصب الشريط في خدمة مصلحة كيري. فهو يدعم حجته التي تقول اننا متورطون في العراق واننا قد خرجنا لمحاربة العدو الخطأ. وها هو الشخص المسؤول عن هجمات ايلول مسؤولية كاملة ما زال بعيدا عن الخطر. \r\n \r\n وخلاصة القول, ان الشريط الذي فاجأ المرشحين الرئاسيين قد شكل دليلا اخر على قدرة الدعاية الانتخابية على تحويل اي طارىء لصالحها بغض النظر عن محتوى ذلك الطارىء ومضمونه.0 \r\n \r\n عن »لوس انجلوس تايمز«