ويخشى مسؤولو الاستخبارات بأن يصبح العراق, بالنسبة لجيل جديد من المسلمين الساخطين في اوروبا, كما اصبحت افغانستان والبوسنة والشيشان بالنسبة للمجاهدين الاسلاميين الاوروبيين في العقود الماضية.. اي قضية آسرة تبعث الشباب المثالي للخارج, وتدربهم وتقربهم من شبكة كونية اكثر راديكالية من الارهابيين. ففي السابق, عاد العديد من الشباب الاوروبيين من تلك الحروب الى اوروبا ليخططوا لهجمات ارهابية في بلادهم. وفي هذا الشأن قال مسؤول الاستخبارات »اننا نعتبر هؤلاء الاشخاص خطرين, لان الذين يذهبون الى هناك يعودون بعد ان تكون مهماتهم قد انجزت ثم يستخدمون معرفتهم المكتسبة هناك في فرنسا او اوروبا او الولاياتالمتحدة, وكان هذا هو حال الذين غادروا الى افغانستان او الشيشان. \r\n \r\n ووفقا لتصريحات مسؤولين رفيعي المستوى في اجهزة مكافحة الارهاب في اربع دول, فان المئات من الشباب المسلم المجاهد غادروا اوروبا للقتال في العراق. وجرى تجنيدهم لهذه الغاية عبر المساجد والمراكز الاسلامية والمواقع الجهادية على الانترنت, على ايدي عدد من المجموعات بمن فيها جماعة »انصار الاسلام« الكردية الارهابية المتمركزة في شمال العراق. \r\n \r\n ويشدد المسؤولون الفرنسيون القول على انه ما من دليل بعد على وجود شبكة فرنسية عريضة توجه مقاتلين الى العراق, بينما يقول خبراء في شؤون الارهاب ان الغالبية العظمى من المقاتلين الاجانب هناك وصلوا اليه من بلدان مجاورة في المنطقة ومع هذا فان التجربة السابقة للمقاتلين العائدين من حروب اسلامية مقدسة اخرى تسبب الارق في اوروبا. \r\n \r\n ومن الناحية الفعلية, فان جميع كبار الارهابيين الذين القي القبض عليهم في اوروبا, خلال السنوات الثلاث الماضية, قد امضوا وقتا لهم في البوسنة او افغانستان او الشيشان, وقبل عامين, اقتحم جهاز شرطة مكافحة الارهاب في فرنسا خلية لمجاهدين تدربوا في الشيشان, اعتقد بأنهم كانوا يخططون لشن هجمات بأسلحة كيماوية في باريس. واثارت تلك الاعتقالات موجة تحقيقات ما تزال جارية حول ما يسميه مسؤولو مكافحة الارهاب الفرنسيون »الشبكة الشيشانية« وقال مسؤول الاستخبارات الفرنسي: »ان العراق هو ارض الجهاد الجديدة الان, فهناك يتم التدريب, والمشاركة في القتال, واكتساب قدر كاف من الاساليب الفنية والتشبع العقائدي اللازم للعمل لدى العودة الى ديارهم«. \r\n \r\n وقد ظهرت اول شبكة من القائمين على التجنيد من اجل العراق في بريطانيا وفرنساوالمانيا واسبانيا وايطاليا والنرويج, خلال بضعة شهور من غزو العراق بقيادة الولاياتالمتحدة, كما قال المسؤول الاستخباراتي الفرنسي. وقال بعض المسؤولين ان جهود هذا التجنيد قد انتشرت الان في بلدان اوروبية اخرى, بما فيها بلجيكا وسويسرا, وتقدم الشبكة وثائق محكمة, وتمويلا, وتدريبا ومعلومات حول طرق الاختراق والتسلل الى البلد, وقال المسؤولون الفرنسيون المغادرة الى العراق تزايدت في الاشهر الاخيرة,لكنهم احجموا عن اعطاء معلومات مفصلة. \r\n \r\n وفي هذا الصدد, قال مسؤول كبير في الاستخبارات الاوروبية ان هناك دليلا على ان »ابو مصعب الزرقاوي« الاردني المولد الذي يعتقد بأنه يعمل في الفلوجة اقام شبكة متقدمة ساعدت في تجنيد ما يقرب من 1000 شاب من بلدان الشرق الاوسط واوروبا. مضيفا بأن »هؤلاء الشباب يعرفون كيف يكون العمل.. وبسهولة يعبرون الحدود السورية او التركية, ويذهبون مباشرة الى الفلوجة«. \r\n \r\n وقال المسؤول الفرنسي ان العديد من الاشخاص المتجهين الى العراق مروا في بريطانيا عندما كانت النقطة الرئيسة بالنسبة للمسلمين الذاهبين الى افغانستان, وعبر العربية السعودية مستخدمين الحج الى مكة للدخول الى المملكة السعودية قبل عبور الحدود الى العراق. \r\n \r\n في حزيران الماضي, ذكرت وكالات الانباء الفرنسية بأن سورية اوقفت مواطنين فرنسيين من دخول العراق, وابعدتهما الى تركيا, كما ذكرت ان تونسيا كان قد غادر ميناء مرسيليا في جنوبفرنسا, قتل العام الماضي في عملية استشهادية في العراق. ووفقا لتقرير نشرته صحيفة »الفيغارو« الفرنسية, فان هذا التونسي لطفي ريحاني كانت له صلة بخلية ارهابية وهو قيد المحاكمة في فرنسا الان بتهمة التخطيط للهجوم على سوق, خلال عيد الميلاد, في مدينة ستراسبورغ شرقي فرنسا في عام .1999 \r\n \r\n وفي العام الماضي, ذكرت وسائل الاعلام الالمانية, على لسان رئيس جهاز الاستخبارات الفيدرالية الالمانية, اوغست هايننغ, بأن لدى المانيا دليل على ان بعض المجاهدين الاسلاميين غادروا المانيا للقتال في العراق. وقال ان هؤلاء المقاتلين يجري تجنيدهم ايضا في بريطانيا والبوسنة. وقد اعتقل سبعة اشخاص في شمالي ايطاليا العام الماضي, ووجهت لهم تهمة تقديم جوازات سفر مزورة, واموال او مساعدات اخرى لشبكة اسلامية اخرى تهرب المقاتلين الذاهبين الى العراق. \r\n \r\n وفي الفترة الاخيرة, جرى تسجيل صوت ربيع اسامة سيد احمد, المعروف ب ̄»محمد المصري«, الذي يواجه تهمة تبرير عمليات التفجير في قطارات اسبانية يوم 11 آذار في مدريد على شريط يتباهى فيه بأنه بصدد ارسال فريق من الاستشهاديين الى العراق. \r\n \r\n ومع هذا, فلا يعرف الا القليل عن الشخص الذي لقي حتفه مؤخرا في الفلوجة, اي رضوان الحكيم. فالكمعلومات المتوفرة تنحصر في انه غارد فرنسا اوائل هذا العام بغاية الدراسة في سوريا. ويقول مسؤولون في الاستخبارات بأنه غادر جوا الى دمشق بصحبة اخيه »ابو بكر« المطلوب للاستجواب من لدن شرطة مكافحة الارهاب الفرنسية, بسبب علاقته بجماعة يشتبه بأنها تقوم بنشاطات ارهابية في فرنسا, وقد اوقف »ابو بكر« في سوريا, وما يزال محتجزاً هناك حتى الان. اما رضوان الحكيم فتابع طريقه الى العراق, ويقول المسؤولون انهم علموا بوفاة الحكيم اثناء استجوابهم لاسرته حول نشاطات شقيقه »ابو بكر«. \r\n \r\n وادت التحقيقات, التي تم التعرف خلالها على »ابو بكر« الى القاء القبض على مجموعة من الاشخاص في تسعة مواقع شمال باريس, للاشتباه بهم بنشاطات ذات صلة بالارهاب, وبلغ عددهم 12 شخصا, من بينهم احد الشيوخ, وكانوا تابعين لاحد المساجد الصغيرة في ضاحية ليفالواريبريت الباريسية, وكانت هذه المجموعة, التي عرفتها الفيغارو »عرقا«, قد سيطرت على المسجد, واستخدمته لجمع الاموال وتجنيد المتطوعين لحرب مقدسة, كما قالت الصحيفة, اما الشرطة, فتقول ان اشرطة التسجيلات الصوتية التقطت محادثات دلت على ان بعض اعضاء الجماعة كانوا يسافرون الى العراق عبر سوريا, وحسب جريدة الفيغارو, فإن زعيمي المجموعة, احدهما تونسي والاخر جزائري, جرى التعرف عليهما باسمي »ت. عدنان و د. جميل«, المعروفين تماماً لاجهزة الاستخبارات الفرنسية, وقد استجوب ت. عدنان خلال التحقيق في تفجير سيناغوج يهودي في جزيرة »جربا« التونسية عام ,2002 وقتل فيها 19 شخصاً, اما د. جميل فكان مقرباً من المجموعة التي قدمت الدعم الى جميل بيغال, من حيث الايواء والتنقل, وقبض عليه عام 2001 بتهمة التخطيط لنسف السفارة الامريكية في باريس. \r\n \r\n وذكرت الفيغارو في تقرير لها بتاريخ 11 حزيران, ان الشرطة وقعت على نص رسالة من العراق, مسجلة على هاتف نقال لعضو ثالث في المجموعة, عرف باسم ت. توفيق وقالت هذه الرسالة: »لقد وصلت المجموعة, وسأتصل بك ان احتجت للمساعدة. »وذكرت الفيغارو ايضاً ان الشرطة تعتقد بأن مصدر الرسالة هو غريغ, احد الفرنسيين الذي اعتنق الاسلام, وعمل سابقاً لدى شركة امن في رواسي بمطار شارل ديغول الدولي في باريس, وعرف عنه انه غادر الى العراق, وقد اكد مسؤول في جهاز الشرطة الوطنية دقة تقرير صحيفة الفيغارو. \r\n \r\n ويقول مسؤولون في الاستخبارات الفرنسية انهم يعرفون فرنسيين اثنين اخرين على الاقل موجودين في الفلوجة, يقيمان في ضاحية الطبقة العاملة بباريس. \r\n \r\n عن صحيفة نيويورك تايمز \r\n \r\n