ومع اقتراب نهاية العملية برمتها في يوم الانتخاب، لا يبدو أن أياً من السيناريوهين سيتحقق. فعملية الاقتراع سواء على المستوى الوطني أو على أرض المعركة في الولاياتالمتحدة ما زال السباق فيها على أشده دون أن يسير إلى مصلحة أي من المتنافسين بوش أو كيري. وعلى الجانب الآخر اتضح بجلاء أن عملية ترشيح نادر قد تبخرت بالكامل حيث بدا أن المستقلين لن يحصلوا إلا على حوالى 1 في المئة من إجمالي الأصوات في جميع أنحاء الدولة. وهناك أعداد قليلة من أصوات الناخبين الذين لم يقرروا بعد ما زالت منقسمة بين الرئيس ومتحديه الديمقراطي. وكنتيجة لذلك ومع اقتراب موعد الانتخابات لربما اتضحت النتائج فقط في حوالى 29 من 51 ولاية (بما فيها مقاطعة كولومبيا). \r\n \r\n لقد تعلمنا الكثير فيما يبدو عن فشل العملية في عام 2000، وبينما استمرت الصيحات المطالبة بالإصلاح على الأرض بعيد أزمة فلوريدا عام 2000، فإن القليل فقط قد أجيز مؤخراً. ففي العديد من الولايات هناك مخاوف بشأن ماكينات الاقتراع الكومبيوترية الجديدة دون وجود بطاقات ورقية تساعد على المتابعة مما يهدد بانهيار النظام وظهور موجة من الدعاوى والمطالبات. بل إن أنظمة تثقيب البطاقات سيئة الذكر ما زال يجري العمل بها في بعض المقاطعات، وهناك بعض الأسئلة التي ما زالت تثار بشأن احتساب أصوات ما يطلق عليه \"صناديق الاقتراع الريفية\" التي منحت لناخبين لم تظهر أسماؤهم في كشوفات الاقتراع. \r\n \r\n والآن فإن عام 2004 مرشح لأن يشهد تفاقماً في هذه المشكلة. وكان أحد الإصلاحات التي أجازها الكونجرس في عام 2002 قد شجع حقيقة على استخدام صناديق الاقتراع الريفية. وفي هذه الحالة وعند إغلاق عملية الاقتراع فإن المعركة حول احتساب هذه الأصوات لربما تصبح أكثر احتداماً وتخضع للتحديات القضائية. \r\n \r\n إضافة إلى ذلك هناك بعض مجموعات حقوق المهاجرين والمنظمات الناشطة في الحقوق المدنية التي تبنت قضية ما وصفوه بمساعي الجمهوريين لإسكات أصوات الناخبين في مقاطعات بعينها في أنحاء الولاياتالمتحدة. وفي بعض هذه الحالات على سبيل المثال لجأ محامو الجمهوريين إلى تحدي وانتقاد عمليات التسجيل للناخبين الجدد من ذوي الأصول الإسبانية (المفترض أن يكونوا من مناصري الديمقراطيين) وطالبوا بأن يتقدم هؤلاء الناخبون الجدد بإثباتات تؤيد حقوقهم في الاقتراع في الانتخابات قبل أن يتم السماح لهم بذلك. وتكمن المخاوف في أن تؤدي هذه الممارسات إلى بث الرعب في نفوس هؤلاء الناخبين الجدد وتتسبب في إبعادهم عن صناديق الاقتراع يوم الانتخابات. \r\n \r\n وفي حال تقارب الأصوات في أي من ميادين المعركة في الولايات المهمة ولم يتمكن أحد المرشحين من أن يسجل نصراً حاسماً وواضحاً بشكل يكفي لضمان فوزه بالرئاسة فإن التحديات والدعاوى القضائية هي التي ستشكل مجدداً المرحلة التالية للانتخابات. لذا دعونا نأمل في أن نشهد نصراً كاسحاً أو ساحقاً لأي من المرشحين حتى نتجنب حدوث كثير من الفوضى والاضطراب.