بالنسبة للوظائف، سوف يقول بوش إنه قد وفر مليون و700الف وظيفة جديدة منذ صيف 2003، كما سيقول إن الاقتصاد قوي ويزداد قوة باطراد. والحقيقة أن بوش لو قال هذا فسوف يكون مثله كمثل من يتباهى بالحصول على تقدير مقبول في الاختبار النهائي، على الرغم من أن رسوبه في اختبارات منتصف العام كان يستلزم حصوله على تقدير جيد على الأقل. \r\n \r\n والسيد بوش هو أول رئيس أميركي منذ (هربرت هوفر) يكون عدد الوظائف المبينة في سجلات الرواتب في نهاية فترة ولايته الأولى أقل منها عند قدومه لسدة الحكم. وهذا الأمر أخطر مما قد يبدو عليه للوهلة الأولى لأن أميركا في حاجة لتوفير مليون و600 الف وظيفية جديدة كل عام للتماشي مع نسبة الزيادة السنوية في عدد السكان. والزيادة في عدد الوظائف السنة الماضية، تفي بالكاد بهذا المتطلب، ولكن لم يكن لها تأثير ملموس في سد الفجوة الهائلة بين عدد الوظائف المطلوبة، وعدد الوظائف المتاحة بالفعل. \r\n \r\n أما بالنسبة للبطالة: فسوف يتباهى بوش بانخفاض معدلها الحالي مقارنة بأعلى معدل وصلت إليه في يونيو 2003. والحقيقة هي أن الشريحة العاملة من السكان لم ترتفع على الإطلاق. أما انخفاض معدل البطالة فيرجع إلى أن بعض الذين كانوا يبحثون عن وظائف قد توقفوا عن البحث الجاد عن العمل، وبالتالي تم إسقاطهم من إحصائيات البطالة. فمعدل مساهمة قوة العمل- شريحة السكان التي تعمل أو التي تبحث بجدية عن العمل- انخفضت انخفاضا حادا تحت حكم بوش. ولو كان هذا المعدل قد بقى عند نفس المستوى الذي كان عليه في يناير 2001، فإن معدل البطالة الرسمي كان سيصل إلى 7,4 في المئة. \r\n \r\n بالنسبة للعجز في الميزانية: سوف يدعى بوش أن الكساد، وأحداث الحادي عشر من سبتمبر، هي التي سببت عجزا قياسيا في الميزانية، في حين أن تقديرات مكتب الميزانية في الكونجرس تبين بجلاء أن سياسة تخفيض الضرائب التي تبناها بوش، هي المسؤولة عن ثلثي العجز الحادث في الميزانية عام 2004. \r\n \r\n بالنسبة لتخفيض الضرائب: سوف يدعي السيد بوش أن السناتور جون كيري، يعارض منح تخفيض ضريبي للطبقات الوسطى. ولكن أرقام مكتب الميزانية تبين أن معظم التخفيضات الضريبية التي منحها بوش ذهبت لتلك الشريحة من السكان التي تبلغ نسبتها 10 في المئة والتي تمثل العائلات الأكثر ثراء في أميركا. \r\n \r\n خطة كيري الضريبية: سوف يدعي الرئيس بوش، مرة أخرى، أن السيد كيري يخطط لرفع شريحة الضرائب المفروضة على الكثير من المشروعات الصغيرة. وفي الحقيقة أن نسبة صغيرة من تلك المشروعات هو الذي سيتأثر. علاوة على ذلك فإن السيناتور كيري أشار الأسبوع الماضي إلى أن تعريف الإدارة للمشروعات الصغيرة يعتبر فضفاضا للغاية لدرجة أنها شملت في عام 2001 الرئيس بوش نفسه، الذي كان يمتلك حصة في شركة أخشاب وهو مشروع لم يشغل بوش نفسه به كثيرا لدرجة أنه نسيه على ما يبدو. \r\n \r\n المسؤولية المادية: سوف يدعي السيد بوش أن السيد كيري أيضا يقترح أن يكون المبلغ المخصص للإنفاق الجديد هو 2 تريليون دولار. هذا بالطبع رقم حزبي، أي رقم سيذكره بوش بسبب دوافع حزبية. ولكن الحقيقة هي أنه أعلى بكثير جدا من الرقم الذي تقدره معظم التقديرات المستقلة. في ذات الوقت، وكما أشارت صحيفة \" واشنطن بوست\" بعد مؤتمر الحزب الجمهوري، فإن الأرقام التي أعلنها الحزب الجمهوري ذاته تبين أن تكلفة الأجندة التي وضعها الرئيس بوش يحتمل جدا أن تتجاوز 3 تريليون دولار، وهو مبلغ كما نرى يفوق المبلغ الذي زعم بوش أن أجندة كيري سوف تكلفه بكثير. \r\n \r\n بالنسبة للإنفاق: ادعى السيد بوش يوم الجمعة الماضي أنه قد زاد الإنفاق غير العسكري بنسبة واحد في المئة فقط في العام . في حين أن النسبة الحقيقة هي 8 في المئة حتى بعد أخذ نسبة التضخم في الحسبان. وعلى ما يبدو أن السيد بوش قد قام بخلط وعوده المتعلقة بالميزانية مع الواقع وهو ما يفعله دائما. \r\n \r\n بالنسبة للرعاية الصحية: سوف يدعي الرئيس بوش أن السيد كيري يريد أن ينوب عن الأفراد في أخذ القرارات الطبية الخاصة بهم. في حين أن الحقيقة هي أن خطة كيري الموسعة في (المعونة الطبية) التي ستعمل مثل نظام( العناية الطبية) المعمول به حاليا، سوف تعمل على ضمان تمتع الأطفال بتأمين صحي. وسوف توفر على كل شخص التكاليف الطبية الباهظة مما سيشكل عونا مهما للأشخاص المرضى بأمراض مزمنة، ولن يؤدي بأي حال من الأحوال إلى الحد من الخيارات المتاحة للمرضى كما يدعي بوش. \r\n \r\n بقيامي بالإشارة إلى أكاذيب بوش وتحريفه للحقائق فهل معنى ذلك أنني أقول أن السيد كيري ليس كذلك، أو أنه لا يتساوى مع بوش في ذلك؟ نعم، هذا هو الذي أود قوله. \r\n \r\n صحيح أن السيد كيري يستخدم أحيانا لغة فضفاضة إلى حد كبير توفر سببا لمتصيدي الأخطاء كي يقوموا بالشكوى منه، كقوله مثلا أن تكلفة حرب العراق قد وصلت إلى 200 بليون دولار، في حين أن الإنفاق الفعلي إلى الآن وصل إلى 120 بليون فقط.. . ولكن مما لا شك فيه أن سيصل قريبا إلى مبلغ 200 بليون دولار. فالرجل إذن يستخدم لغة فضفاضة ولكن جوهر خطابه سليم. أما بيانات الرئيس بوش فأقل ما يقال عنها أنها غير أمينة في الأساس والجوهر حيث يصر على أن الأسود أبيض وأن الفشل نجاح. والصحفيون الذين يقضون وقتا في تحليل طريقة اختيار كيري للكلمات يساوي الوقت الذي يقضونه في تعرية أكاذيب بوش، يخونون قراءهم في الحقيقة. \r\n \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"نيويورك تايمز\"