\r\n اذا لم يكن ممكنا فصل اسرائيل عن غزة، فانهم مستعدون فرحين للاكتفاء بفصل المستوطنين عن غوش قطيف. واذا لم يكن هناك ريب في ان قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي ستضطر في المستقبل الى البقاء في عمق القطاع لمنع اطلاق الصواريخ على سدروت وعلى مزرعة شكاميم، فليُخل المستوطنون على الأقل بيوتهم ومبادئهم بنظام لا يعتريه النقص؟ \r\n \r\n بماذا سيعزي أنصار الانفصال عديم الغطاء انفسهم ان لم يكن بتحذيرات من «عنف المستوطنين»؟ والى أين سيهربون من تحطم الانفصال، اذا لم يكن الى التنديد بممثلي المستوطنين الذين رفضوا مؤخراً، التوقيع على ميثاق ضد «عنف المستوطنين»؟. \r\n \r\n ان من يُحول البحث العام عن الأخطار الحقيقية لحظة الانفصال الى الأخطار الوهمية ل «عنف المستوطنين زمن اخلاء المستوطنات» يأمل ان يرى الجمهور «اخلاء المستوطنات» نوعا من صيغة مكبرة قليلا من اخلاء المواقع الاستيطانية من النوع الذي شوهد قبل في التلفاز: يصعد جنود مع أمر اخلاء في تل صخري ما ويجرون شبانا ملتمعي العيون يجلسون هناك على النتوء الصخرية. \r\n \r\n ويخلون على الأكثر عددا من الأزواج من عدد من الكرفانات أو يحاولون شحن حاوية مجهولة يرقص حولها عشرات الفتيان لمنع المركبة العسكرية من الاقتراب. في سيناريوهات كهذه نشأت مواجهة وجها لوجه بين قوات الجيش والشرطة وبين مواطنين، وقد حدث ان عارض مواطنون الاخلاء، وان كان المستوطنون استعملوا في أحيان نادرة جدا القوة المادية ضد رجال أذرع الأمن في غير اطار الدفاع عن النفس. \r\n \r\n لبالغ فرحنا لم نجرب حتى اليوم اخلاء واحدا لموقع استيطاني قديم نسبيا مثل ميغرون أو عمونه، ولسنا نتحدث عن مستوطنة حقيقية تقطنها عشرات العائلات لعشرات السنين في بيوت ثابتة. في «اخلاء مستوطنات» حقيقي، مثل ذلك الذي يفترض ان يشير الى خطة الاخلاء. لا يوجد أبدا وضع لمواجهة تصادمية بين قوات الجيش والمستوطنين ولهذا فلا يوجد، في الواقع، خطر «عنف المستوطنين» زمن الاخلاء. من المتيقن ان جمهور المستوطنين سيناضل بكل قوته لتدمير مشروع المستوطنات في الضفة الغربيةوغزة والذي هو في نظره، بدء تدمير الصهيونية. \r\n \r\n من المؤكد ان جمهورا كبيراً وكثيرا من الاسرائيليين الذين لا يسكنون في يهودا والسامرة وغزة سينضمون الى التحرك هذا، الذي لن يجري في الضفة الغربيةوغزة بالذات ولن يؤخر حتى اليوم الذي تصل فيه، قوات الأمن الى المستوطنات نفسها. سيرفض المستوطنون التوقيع على عقود للاخلاء والتعويضات واذا كانت هناك حاجة ايضا فسيستلقون على الشارع، ولكنهم جميعا لن يتركوا لحكومة القلة ان تغطي عورتها بدفعهم الى الحاشية كجمهور «عنيف» أو «خطر على الديمقراطية». يحسن برئيس حكومة إسرائيل ان يكف منذ الآن عن محاولاته العدول والتحريض. \r\n \r\n \r\n يديعوت احرونوت