\r\n عندما كان كل ممثلي السخافة، من جورج بوش وحتى روني دانييل، يسارعون الى اعلان النصر، فجأة تبين انه حتى بعد النصر من الصعب جدا النصر بل ومن المتعذر. لن أقتبس هنا المقالتين اللتين نشرتهما بتوسع، بل مجرد جملتين او ثلاث جمل: «القسم العسكري في هذه المغامرة هو بالذات القسم السهل، وكذا النصر الفني العسكري اللامع لا يعد بمستقبل أفضل للعراق وللعالم بأجمعهح وربما حتى يستقبل العراقيون في الاسابيع الاولى «المحررين» بالحلوى وبهتافات الفرح والتشجيع. \r\n \r\n كما هو دارج في هذا الجزء من العالم. ولكن بعد وقت قصير ستنشأ جيوب المقاومة للاحتلال في المنطقة المبنية وكذا في المجال المفتوحح بين القوى الداخلية في العراق وبين القوات القادمة من الخارج، لا يوجد سيناريو معقول لواقع هاديء وعادي، لا يجبي ثمنا دمويا باهظا كل يوم»، وهكذا دواليك. \r\n \r\n اعتراف شخصي قصير: بشكل عام، لا مشكلة لدي في ان اعرب عن موقف حتى لو لم يكن هذا الموقف مقبولا ومستطابا. زعماء كثيرون عندنا يأتونكم بمحبة ارييل شارون، مثلا، بين نتانياهو، مثال آخر، ليمور لفنات وانتهى مسلسل الامثلة. الجميع يحبونكم شديد المحبة، يموتون عليكم. اما انا فأفضل ان آتي بمحبة ولكن ايضا بالفكر، بالفكر الذي ليس دوما يعجبكم، وماذا افعل. \r\n \r\n هذه المرة، قبل أكثر من سنة، قبل الحرب، كانت لدي ترددات غريبة: ان أنشر أم لا. كل البلاد تتمنى حرب العراق المخلصة التي ستندلع اخيرا، ومرة اخرى أنا، أنا بالذات، أخرب الصف. وكأنه لا يكفي انه يحب ياسر عرفات، بل هو يحب صدام حسين ايضا، انظروا اي ذوق سيئ وكريه ثمة لهذا الرجل المشوه. بعد ترددات قصيرة وليست مميزة لي، قررت مع ذلك أن أنشر، بالقطع، اذ ليس ثمة أمر خاسر أكثر من حكمة في الظلام. \r\n \r\n ولكن، في البيت الابيض لم يقرأوا مقالي او لم ينفعلوا هناك مني بقدر زائد عن الحد، وخسارة. فواضح لكم انه لو ان احدا ما كان فقط يقترح على جورج بوش ان يدحرج كل الحرب الخرقاء هذه الى الخلف الى نقطة منطلقها لكان هجم على هذا الاقتراح كالغنيمة؛ كان سيتخلى عنها تماما وكأنها لم تكن. والان من المتأخر جدا والانتخابات في اميركا تقترب. لا تغضبوا مني ولكني فخور جدا بهذين المقالين، الى جانب غير القليل من المقالات الاخرى التي انا اقل فخرا بها بالذات. \r\n \r\n منذ البداية كان واضحا ان كل «اهداف الحرب» كما حددتها الادارة هي اهداف غير قابلة للتحقق. «مسدس الدخان» لاسلحة الدمار الشامل لم يعثر عليها اذ انها ببساطة لم تكن هناك ابدا؛ من السهل جدا توفير بحيرات من المياه الحلوة في الصحراء من «اقامة نظام ديمقراطي» في العراق او «اقامة نظام جديد» في الشرق الاوسط برمته. \r\n \r\n صحيح ان صدام ضرب وانهار ولكن الصدامية حية ترزق وتضرب بقوة أكبر، والارهاب العالمي يتزايد فقط وينتشر منذ الحرب في العراق وكذا في افغانستان كل العالم هو الان مسرح ارهاب واحد كبير. وكان هناك هدف معلن آخر: تحطيم الحلف المدنس والفتاك بين صدام والقاعدة، فقط انه لم تظهر هنا ايضا اي مؤشرات على مثل هذا الحلف اذ انه لم تكن هناك علاقات. والان، بدون صدام، فانهما مرتبطان جدا، بحبل سري، بالارهاب اليومي. \r\n \r\n ولأن أهداف الحرب كانت مفندة خارج متناول اليد، حتى في النتائج، بالطبع، فهي مخيبة للامال وسلبية في اغلبيتها الساحقة. يكفي ان نقرأ في يد من يسلم الاميركيون الان مصير العراق، مع الانتقال الى حكومة سيادية. \r\n \r\n اقول لكم الحقيقة: التنبؤ بالمستقبل هو من أصعب المهمات، وغير مرة فشلت. هذه المرة، في حالة العراق، كان هذا سهلا حقا، سهلا جدا. بشكل عام ما كنت احتاج لان اجتهد: صورة الحاضر وصورة المستقبل كانتا واضحتين جدا لدرجة انه ما كان ينبغي الا النظر والتحذير وليس أكثر من ذلك. \r\n \r\n كانت هناك صعوبة واحدة فقط: «الاعلامي الوطني» في إسرائيل، عاموس جلعاد، الذي كان ولا يزال مزروعا على اجنحة الاستخبارات (الويل لنا من هذه الاستخبارات) ابلغكم دون توقف بان العراق هي تهديد دولي من الدرجة الاولى وكذا تهديد مباشر وخطير لا مثيل له على اسرائيلنا. العالم كله سيذهل قال حين سيكتشف ما يجمع هناك وما ينتظرنا، وأدخل مع آخرين الكثيرين في فزع زائد وسخيف. قد اطالبه الان بتعويضات مثلما هو يطالب لنفسه بالتعويض على الاسف الذي اسفته؟ \r\n \r\n لعاموس جلعاد ولكل رفاقه في البزات وبدونها اريد ان اقول: اسمعوا، قاعدة بسيطة، ليس دوما يفكرون فيها؛ لم تنتصر أي حرب منذ الحرب العالمية الثانية. منذ النصر على النازية لم يسجل في تاريخ العالم حتى ولو نصر واحد اخر، وكان هذا نصر تام فقط بسبب العدالة المطلقة للحرب العالمية الثانية وكذا لانها غيرت الواقع السياسي تغييرا تاما. \r\n \r\n اذا كان النصر ليس فقط في الحرب بل قبل كل شيء في الواقع وهو يرمي الى تغيير شروطه، كي لا تنشيء آجلا ام عاجلا حرب نفسها، اذ عندها حتى حرب 1967 لم تكن نصرا اذ انها فقط انشأت وعظمت الشروط للحروب التالية. ولو ان عاموس جلعاد وكل باقي السياسيين والاستراتيجيين يكررون لانفسهم هذه القاعدة في أنه ليس هناك نصر في العالم يحتمل جدا الا نضطر الى فتح الرأس له. \r\n \r\n \r\n عضو كنيست عن «ياحد» \r\n \r\n \r\n يديعوت احرونوت