\r\n وادت المخاوف بخصوص وقوع حوادث خلال مؤتمرات الاحزاب او بعدها، الى فرض اجراءات امنية وقائية غير مسبوقة. وتشير التقارير الاستخباراتية المتكررة، المعتمدة على التنصت الالكتروني والمصادر البشرية، وان كانت غير محددة، الى ان تنظيم «القاعدة» عاقد العزم على شن عمليات في الولاياتالمتحدة في وقت ما هذا العام. واشار مسؤولون محليون الى ان نصف ميزانية كل مؤتمر ستخصص للامن. ومن المقرر عقد المؤتمر القومي للحزب الديمقراطي في بوسطن (ولاية ماساتشوستس) في الفترة ما بين 26 الى 29 يوليو (تموز) الحالي. اما مؤتمر الحزب الجمهوري فسيعقد في مدينة نيويورك في الفترة من 30 اغسطس (آب) الى 2 سبتمبر (ايلول). \r\n ويعتبر المسؤولون عن مكافحة الارهاب مدينة نيويورك اكثر خطورة من بوسطن لان الرئيس جورج بوش جمهوري وايضاً بسبب استمرار معلومات استخباراتية عن احتمال تعرض المدينة لهجوم. \r\n واوضح باسكل دامورو رئيس فرع مكتب المباحث الفيدرالي (اف. بي. آي) في نيويورك، ان جميع العاملين في الفرع، وهو اكبر فرع ميداني للمكتب، سيشاركون في جمع المعلومات الاستخباراتية وغيرها من المهام الامنية قبل المؤتمر. ورغم ان المعلومات الاستخباراتية غير واضحة او محددة بحيث يمكن رفع درجة التأهب الامني، فإن هناك اشارات على زيادة القلق في الاوساط الحكومية. فيوم الجمعة الماضي، عرضت على اعضاء الحكومة آخر المعلومات الاستخباراتية التي تشير الى اعتزام «القاعدة» شن هجوم في الولاياتالمتحدة، غير انها لا تشير الى توقيف او كيفية تنفيذ ذلك. \r\n واشارت تقارير استخباراتية الى احتمال وقوع هجمات بسيطة وغير معقدة، مثل استخدام سيارة او شاحنة مفخخة، بدلاً من عملية معقدة تتطلب تدريبات ودراسات مثل هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 . \r\n كما اشارت تقارير استخباراتية الى ان المنفذين المفترضين قد لا يكونون عرباً وانما من دول اخرى مثل افريقيا، ولذا بدأت السلطات مراقبة الذين حصلوا على تأشيرات اميركية وتوجهوا اخيراً من دول مثل الصومال وكينيا ونيجيريا، الى الولاياتالمتحدة. \r\n كما بدأ عناصر مكتب المباحث اجراء مقابلات مع سكان يقطنون في اماكن يتوقع ان يلجأ «الارهابيون المحتملون» للاندماج فيها. وقال المسؤولون ان تلك الاتصالات تعتمد على معلومات استخباراتية عمن يمكن ان يمثل تهديدا، لكنها ربما تعتمد على مقابلات استعلامية اجريت في احياء العرب الاميركيين بعد هجمات 11 سبتمبر وتجمعات العرب العراقيين بعد غزو العراق عام 2003. \r\n وفي مقر مكتب المباحث بواشنطن شكل المسؤولون فريق «المهمات الخاصة 04»، وهو فريق يضم محللين ومحققين يسعون لرصد نقاط الضعف والاستعدادات للهجوم المحتمل. \r\n وفي نيويورك، دعا حاكم الولاية جورج باتاكي، وهو جمهوري، الي تجمع لسلطات تطبيق القانون في 10 ولايات من مين الى ديلاوير، أي ولايات النصف الشمالي المطلة على المحيط الاطلسي. \r\n ويتوقع ان تتعدى تكلفة الاجراءات الامنية في نيويورك 75 مليون دولار، ضمن تكلفة شاملة للمؤتمر تصل الى 166 مليون دولار. \r\n ومن المقرر ان تزيد ادارة الشرطة من عدد دوريات عناصر المباحث في كثير من أجزاء مدينة نيويورك مع التركيز على معالمها البارزة والمواقع السياحية والجسور والأنفاق والمطارات وأماكن التجمعات. ويتوقع ان يتركز جزء كبير من المراقبة والحراسة على شبكة مترو الأنفاق. يشار الى ان تكلفة الاجراءات الامنية في بوسطن وصلت الى 50 مليون دولار، اي ضعف التقدير الاصلي واكثر من نصف المبلغ المخصص لمؤتمر الحزب الديمقراطي. وكان القسم المسؤول عن حماية المسؤولين قد امر بإغلاق 40 ميلا من الطرق المحيطة بمنطقة «فليت سنتر» التي ستشهد انعقاد مؤتمر الحزب الديمقراطي، بما في ذلك الطريق السريع 93، الذي يمر جزء منه على ارتفاع 40 قدما من الموقع. \r\n ويعتبر إغلاق الطرق الرئيسية بالقرب من موقع انعقاد مؤتمر الديمقراطيين الجزء الاكثر إثارة للجدل في خطة امنية معقدة تشارك فيها عدة اجهزة تابعة للشرطة وتتضمن عمليات تفتيش عشوائية لحقائب اليد والأمتعة الموجودة على متن الحافلات وقطارات مترو الأنفاق بواسطة أفراد من الشرطة تصحبهم كلاب التفتيش. وتعتبر نيويورك هدفا محتملا، إلا ان مسؤولي التخطيط الأمني في بوسطن يعتقدون ان المنطقة فيها عدة اهداف محتملة بما في ذلك بنيات تحتية معقدة وجامعات مشهورة ورموز معروفة. \r\n \r\n * خدمة «نيويورك تايمز»