لو سُئِلَت إدارة الرئيس أوباما عن السبب الذي منعها حتى الآن من تسليح المعارَضَة السورية (والجيش الحر) لأجابت على البديهة قائلة: »إنَّه الخشية من أنْ تَصِل أسلحتها (أو بعض أسلحتها) المتطورة، في طريقة ما، إلى أيدي جماعات متطرفة وإرهابية (كمثل »داعش« و«النُّصرة«)«؛ لكنَّها تحدَّثت، غير مرَّة، عن »أسلحة غير فتَّاكة« تُسَلِّح بها »المعارَضَة السورية المعتدلة«، أو تسمح بتسليحها بها، من غير أنْ تُكلِّف نفسها عناء شرح وتوضيح كيف يمكن أنْ تُمكِّن هذه »الأسلحة غير الفتَّاكة« المعارَضَة السورية (المعتدلة) من الدفاع عن نفسها، وعن المدنيين في المدن والأماكن التي تسيطر عليها، في مواجهة »البراميل المتفجِّرة« التي تلقيها المروحيات السورية، باستمرار، على المدنيين في أحيائهم وبيوتهم، والقصف الجوي والصاروخي، وقوَّة النيران الهائلة التي يملكها الجيش السوري، وبعض أنواع الذخيرة الكيميائية؛ مع أنَّ بشار الأسد سلَّم، حتى الآن، ما يزيد عن 90 في المائة من ترسانته الكيميائية. وبدءاً من التاسع من يونيو 2014، حيث مني الجيش العراقي بهزيمة تشبه هزيمة يونيو 1967، شرع ذاك »السبب الذريعة« يفقد كل محزونه من المنطق والواقعية؛ فهذا الجيش، الذي أنشأته ودربته وسلحته الولاياتالمتحدة، فَرَّ وهرب، تاركاً وراءه الأسلحة والمعدات والذخيرة التي زوَّدته بها الولاياتالمتحدة، ليَغْنَمها »داعش«، ويشرع يُرسِل بعضها إلى مناطق يسيطر عليها في شرق وشمال سوريا؛ فليس »الجيش الحر«، وإنَّما جيش العراق، الذي كان يبدو موضع ثقة الولاياتالمتحدة، هو الذي من طريقه وصل »سلاحها الفتَّاك، والأكثر تطوُّراً« إلى أيدي الجماعة الأكثر تطرفاً، ومزاولةً للإرهاب، وهي »داعش«! حتى آبار ومنشآت نفطية سورية وعراقية مهمة أصبحت في قبضة »داعش«، الذي لا يتميَّز بكفاءته القتالية، وتسليحه الجيِّد، فحسب، وإنَّما بثرائه، الذي بعضه من مَصْدَر نفطي. رابط المقال: .أميركا وتسليح المعارضة السورية