انتقدت القاهرة بعنف التصريحات الأمريكية التي جاءت علي لسان نائبة المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف ، والتي قالت فيها ردا علي الانتقادات بخصوص مد واشنطن لتل أبيب بأسلحة لقتل سكان غزة ، أن مساعداتنا لإسرائيل هي لقتال "منظمة إرهابية" ، أما مساعدتنا لمصر فتستخدمها حكومتها لقمع شعبها في المظاهرات ، ووصفت الخارجية المصرية هذه التصريحات ب "الجهل" . حيث وصف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبد العاطي هجوم ماري هارف على مصر وقولها أن حكومة مصر استخدمت المساعدات الأمريكية في قمع المتظاهرين، بأنها "تصريحات تدل على الجهل الكامل" ، وقال : "هذه التصريحات الممجوجة تنم عن قصور وجهل كامل لحقائق الأمور في مصر، وتفتقر إلى أبسط قواعد المصداقية والموضوعية من خلال إجراء مقارنة غير مقبولة وغير مبررة بين مصر وإسرائيل في معرض تناولها للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة وما ترتب عليه من قتل للمدنيين الفلسطينيين". وقال المتحدث المصري - في بيان له اليوم السبت - أنه " نتساءل عن الواقعة التي تشير إليها المسئولة الأمريكية تحديداً بشأن أن قمع المتظاهرين تم باستخدام المساعدات العسكرية الأمريكية والتي تعمدت عدم ذكرها لأنها محض خيال لديها، كما أنها في إشارتها إلى المتظاهرين المسالمين، فإنها قد أغفلت عن عمد أو عن جهل أن من تم التعامل معهم بشكل حازم كانوا يحملون السلاح ويروعون الأبرياء في محاولة منهم لبث الرعب وفرض إرادتهم ليس على الدولة فحسب، وإنما على إرادة الشعب المصري بأسره". وأضاف المتحدث أن إشارة المتحدثة الأمريكية إلى أن تعليق المساعدات العسكرية جاء لأنها استخدمت ضد الشعب المصري تدعونا لمطالبة المسئولة الأمريكية بتوضيح الحالة التي تم خلالها استخدام الطائرات الأباتشي وال F-16 ضد الشعب المصري أو المتظاهرين السلميين، وخاصة في ضوء الاحتياج إلي الطائرات الأباتشي للتصدي للأعمال الإرهابية التي راح ضحيتها العديد من أفراد القوات المسلحة والشرطة الذين يقومون بحماية حدودنا والأبرياء من المدنيين، والتي أجمع المجتمع الدولي بما فيه الولاياتالمتحدة على ضرورة مقاومتها بكل حزم" . وكانت نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماري هارف، قد رفضت مقارنة علاقة الولاياتالمتحدة بإسرائيل بعلاقتها بمصر، وذلك في رد على سؤال حول سبب تجميد المساعدات الأمريكية للقاهرة، العام الماضي، وقالت أن تجميد المساعدات لمصر جاء ل«تضييق الحكومة الخناق على المدنيين» . وقالت هارف : "الوضع مختلف تماماً، فعلاقتنا مع إسرائيل علاقة جيش بجيش آخر وهي قوية للغاية، وغير قابلة للمقارنة على الإطلاق مع علاقتنا بمصر" . وقالت أن "أموال المساعدات كانت تستخدم من قبل الحكومة المصرية ضد شعبها، من خلال حملة قمعية ضد المتظاهرين السلميين، ولكن إسرائيل تستخدمها لقتال منظمة إرهابية، وهو ما نعتقد أنه دفاع مشروع عن النفس ضد تهديد خارجي، وهذا هو جوهر الاختلاف" . وأضافت أن الولاياتالمتحدة تحدثت بوضوح مع الجانب الإسرائيلي، سراً وعلانية، عن ضرورة اتخاذ المزيد من الخطوات لوقف إطلاق النار، ولكننا نعتقد في الوقت نفسه أنه من المهم بالنسبة لنا العمل مع الجيش الإسرائيلي . وبسؤالها عما إذا كان تزويد واشنطن لتل أبيب بالذخيرة يبعث برسالة رمزية مفادها أن أمريكا صديق جيد لها، كما أنه يعمل على إطالة أمد الصراع، أكدت هارف أن «بلادها ملتزمة بأمن إسرائيل، وأن الإمدادات التي تقدمها لها ليست هي العوامل الحاسمة في الصراع" . وتابعت: "قرار إسرائيل الاستراتيجي والتكتيكي بقبول أو رفض وقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات لن يتأثر بمنحنا لها الذخيرة والدبابات" .