أمس كان افتتاح مونديال العالم في البرازيل لعام 2014 ، ولكنه أيضا كان يوما للتبشير أو الدعوة للإسلام والتعريف به بين ملايين البرازيليين وزوار العالم القادمين من أكثر من 60 دولة ، وإطلاع المشجعين الكرويين علي تعاليم الإسلام من خلال مطبوعات وكتب بعشرات اللغات ، وكان مشهدا جميلا رؤية فتيات ورجال وشيوخ يوزعون مطبوعات ويدخلون في مناقشات مع من يرغبون في معرفة حقيقة الاسلام ، وهم يحملون أعلام البرازيل الدولة المضيفة ، ويرتدون أيضا زي الفريق الكروي البرازيلي . الحملة الايجابية للغاية دشنها المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل تحت عنوان : حملة "اعرف الإسلام"، للتعريف بالدين الإسلامي خلال فعاليات كأس العالم 2014 ، وقال خالد تقي الدين، رئيس المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل والمشرف العام على الحملة : أن "الحملة نجحت في إيصال فكرتها لآلاف المشجعين ، وإن 21 مركزا إسلاميا في عدة مدن في البرازيل، قامت من خلال الحملة بتوزيع 2.8 مليون كتاب للتعريف بالدين الإسلامي بعشر لغات مختلفة ". وأضاف تقي الدين: "تمركزنا في 3 مناطق قرب الاستاد الذي شهد حفل الافتتاح، مع تحرك واسع للسيارات الدعوية، وفضلنا عدم التواجد مباشرة أمام الملعب، بسبب الزحام الشديد من قبل الجماهير، وقام العشرات من الدعاة بتوزيع كتبا ومنشورات ولوحات وكروتا دعوية، خلال فعاليات اليوم الأول للمونديال . وأوضح أنه تم أيضا إطلاق تطبيق يحمل اسم (سلام برازيل) خاص بأجهزة الهواتف المحمولة التي تعمل بتقنية (أندرويد)، لخدمة السائح العربي والمسلم، ويحتوي على معلومات عن البرازيل وطبائع شعبها، وعناوين المراكز والمساجد وكيفية الوصول إليها، وأماكن الملاعب، ومواقيت الصلاة داخل المدن البرازيلية، وبوصلة لتحديد اتجاه الكعبة، إضافة لمعلومات عن السفارات العربية والإسلامية وكيفية التواصل معها . وأضاف أن هذا العدد الضخم من الكتب يستخدم في إطار حملة "اعرف الإسلام"، خلال فاعليات كأس العالم لكرة القدم ، وإن عشرات الشاحنات الضخمة، التي تحمل الكتب والمواد الدعوية، وزعت علي 21 مركزا إسلاميا على امتداد دولة البرازيل، في أكبر تظاهرة دعوية تشهدها تلك الدولة . وأوضح أن كمية الكتب المعدة للتوزيع تزن 261 طنا، مكتوبة بعشر لغات مختلفة (هي: البرتغالية - الإسبانية - الإنجليزية - الألمانية- الإيطالية - الروسية – الصينية - الهولندية - العربية - الفرنسية). وأشار المشرف على الحملة إلى أن "تلك المراكز والخيام الدعوية التي أعدت خصيصا لتوزيع تلك المواد، وكذلك القمصان التي سوف يرتديها المتطوعون للتعريف بالإسلام، هي حصيلة مجهود استمر لأكثر من عامين للتخطيط والتواصل مع مؤسسات داخل البرازيل وخارجها". وتضم خطة المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل، لمشروع التعريف بالإسلام خلال فاعليات كأس العالم ، بحسب تقي الدين، "صيانة المساجد في بعض المدن التي ستعقد فيها مباريات المونديال والتي تتواجد بها جاليات مسلمة، وإقامة ثلاث دورات تدريبية للمتطوعين للعمل في المشروع تشمل جنوب ووسط وشمال البرازيل . وحول اختيار هذه المناسبة الكروية العالمية لانطلاق الحملة، أوضح تقي الدين أن كأس العالم يلقي اهتماما خاصا وشعورا متميزا لدى كافة شعوب العالم، ويتفاعل معه الملايين . وتابع بأن البطولة تكتسب هذا العام طابعا خاصا، حيث ستقام في دولة البرازيل التي تعشق كرة القدم وتقدم آلافا من اللاعبين أصحاب الخبرات والمهارات الخاصة، ليمتعوا البشرية بأدائهم الرائع حتى أصبحوا محط أنظار الكثيرين من أقطار العالم، وهو ما دفع المجلس لتنفيذ حملته. والمجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية، أسسه عدد من المسلمين المقيمين في البرازيل، بهدف لم شمل الجالية المسلمة في هذه الدولة، التي يقدر عدد أفرادها بنحو مليون ونصف المليون نسمة (من إجمالي عدد سكان البرازيل البالغ 199 مليون نسمة بحسب إحصاء 2012)، ينتشرون في أغلب الولايات، ويمتلكون أكثر من 100 مسجد ومصلى يعمل بها 60 شيخًا وداعية . وتغلب المنتخب البرازيلي في مباراة الافتتاح مساء أمس على نظيره الكرواتي بثلاثية مقابل هدف وقدمت البرازيل أداء عظيماً لتبعث برسالة شديدة اللهجة لجميع منافسيها ، إنها لن تترك الكأس تخرج من البرازيل .