بدأت بعض أطياف المعارضة الموريتانية اليوم حملة لجمع التوقيعات لمقاطعة الانتخابات الرئاسية المقررة في 21 من يونيو الجاري، وذلك في وقت يخوض فيه المتنافسون الخمسة حملاتهم الدعائية رغبة في أصوات الناخبين ودعوة للمشاركة بكثرة في التصويت. ووقع زعماء المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة العريضة المطالبة بالمقاطعة خلال مؤتمر صحفي بنواكشوط، معلنين بدء سلسلة من النشاطات التعبوية بهدف إقناع الناخبين الموريتانيين بالمقاطعة. كما رفض المنتدى الاتهامات التي وجهها الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز لقادة المنتدى ب"الفساد والمسؤولية عن معاناة الشعب الموريتاني وتفقيره وتمزيقه"، معتبرا أن الفترة الحالية التي تعيشها البلاد شهدت أعلى مستويات الفساد. وكان آلاف المناصرين للمنتدى الوطني قد نظموا في نواكشوط تظاهرات رافضة للانتخابات الرئاسية التي وصفوها ب"المهزلة". وأعرب المعارضون عن ثقتهم في نجاح جهودهم لإفشال الانتخابات عبر ما وصفوه ب "استجابة الشعب الموريتاني" لدعوات المقاطعة، وقال رئيس حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني المعارض صالح ولد حننا للجزيرة نت إن "هذا الحشد الكبير من المواطنين الموريتانيين يؤكد أن الشعب يرفض هذا المسار الأحادي العبثي، وأنه مصر على إصلاح حقيقي وتغيير ديمقراطي يخرج البلاد من أزمتها الحالية". وانطلقت الجمعة الماضية الحملات الدعائية للانتخابات الرئاسية الموريتانية التي تبدأ في 21 من يونيو الجاري، وسط مقاطعة التحالف الشعبي التقدمي، ومنتدى الديمقراطية والوحدة. ويتنافس في هذا السباق الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز، ورئيس حزب الوئام الديمقراطي المعارض بيجل ولد هميد، والناشط الحقوقي ورئيس حركة الانبعاث المناوئة ل "الرق" بيرام ولد الداه ولد اعبيد، ورئيس حزب التحالف من أجل العدالة والديمقراطية، حركة التجديد المعارض إبراهيما مختار صار، ولالة مريم بنت مولاي إدريس. ويتنافس الفريقان على جذب الشارع الموريتاني، فالمعارضة تراهن على تدني نسبة المشاركة بهدف نزع الشرعية السياسية عن الانتخابات، بينما يراهن أنصار المترشحين على ارتفاع النسبة لإثبات مصداقية خياراتهم السياسية.