القدس - مؤسسة عمارة الأقصى يصادف اليوم الجمعة 6 يونيه الذكرى السابعة والأربعين لاستكمال احتلال العدو الصهيوني للقدس والمسجد الأقصى ، خلال ما يعرف بحرب الأيام الستة عام 1967 ، أو ما يعرف بذكرى النكسة، حين استولت قوات الاحتلال على المسجد الأقصى والبلدة القديمة بالإضافة الى الشطر الشرقي للقدس المحتلة، بعدما كان قد سقط الشطر الغربي عام 1948م . شهد هذا العام احتلال حائط البراق ومصادرة جزء من أوقاف المسجد، كما تم هدم حي باب المغاربة وتسويته بالأرض وباشرت سلطات الاحتلال بتنفيذ حفريات في محيط المسجد الأقصى وأسفله للبحث عن أثار هيكل مزعوم ، وبدأت حاليا في التحضير لبنائه بعد أن فشلت في إيجاد أي أثر له . لم تخل تلك الأيام الستة من قصص إنسانية مؤثرة للمقدسيين خاصة القاطنين في محيط المسجد الأقصى, الذين تعرضوا للتهجير ومصدرة ممتلكاتهم في أولى حلقات تهويد البلدة القديمة ومنافذ المسجد الأقصى . وسعى الاحتلال منذ اليوم الأول لتزييف الذاكرة الفلسطينية من خلال تهويد المعالم والأثار أملا في بناء مستقبل يكون فيه الفلسطينيون غرباء عن أقصاهم ومقدساتهم وضيوفا في بيوتهم المسلوبة. ما حصل آنذاك أنه سيرت الباصات لترحيل المقدسيين، ورفع العلم الإسرائيلي على قبة الصخرة، فيما هدم حي المغاربة بأكمله على رؤوس أصحابه، وغدا حائط البراق "مبكى" لمن أحتله وسيطر عليه بقوة سلاحه . وقد نشر مؤسسة "عمارة الأقصى والمقدسات" شهادت شهود عيان عاصروا أحداث النكسة، من خلال سلسلة تقارير عن نكبة القدس والمسجد الأقصى المبارك تتضمن مقاطع فيديو مسجلة . لحظة رفع العلم الإسرائيلي لم يستطع (صلاح الحلحولي) – شاهد عيان - وهو يقف في باحات قبة الصخرة أن يحبس دموعه التي انهمرت بعد تذكر رؤيته للعلم الإسرائيلي وهو يُرفع فوق قبة الصخرة، يقول بصوت متقطع متألم : "كنت شاباً في أوائل العشرينات من عمري، حين قدمت إلى المسجد الأقصى ورأيت ذلك المنظر، تألمت كثيرا ولم أستطع فعل شيء، كنت أشاهد جنود الاحتلال يرتعون بين جنبات المسجد وزقاق البلدة القديمة ونحن لا حيلة لنا "، وأضاف :" بعد يوم أو يومين تم إزالة العلم الإسرائيلي عن قبة الصخرة بعد تدخل الدولة التركية" . وأضاف : كانت تلك الحادثة من أبشع الذكريات في الأيام الستة عام 1967، فأن تعتاد على مسجدٍ ومدينة لا ترى فيها غريبا ولا دخيلا ثم تغدو أسيرة تستوطنها الغربان من كل صوب، ليس بالأمر السهل أبدا . أبو يوسف "صلاح الحلحولي ولد وعاش في كنف البلدة القديمة وتحديدا في "عقبة التكيّة" يقول : "كانت مفاجأة للجميع وقتما دخل اليهود إلى القدس، في البداية كنّا نعتقد أنه الجيش العراقي، لم نتوقع ولو للحظة أن تكون تلك دبابات اليهود ويكون ذلك اللباس لباس الاحتلال، "كان هناك مخطط لتفريغ القدس، لكن بحمد الله هناك من بقيّ وصمد ،وهناك أيضا من أبى إلا أن يدافع عن مدينته ويموت بعزة " . على وقع أصوات تكبيرات المصليّن التي تزامنت مع اقتحام أصبح اعتياديا للأقصى قال أبو يوسف : "فرق كبير بين حال الأقصى اليوم وقبل سبعة وأربعين عاما، البلدة القديمة سابقا كانت مملؤة بالسكان، ومريدو الأقصى كانوا كثر، فعندما كان يفرض حظر التجوّل ثم يفكّ لساعات كنت ترى الأقصى يمتلأ بالمصلين " . وأضاف: "المؤامرة كبيرة على المسجد الأقصى اليوم مثلا منع من هم دون الخمسين عاما من دخوله، المرابطون جزاهم الله خيرا يتصدون لهذه المخططات، لكننا نحتاج صحوة من الدول العربيّة والإسلامية" . أبو يوسف هو عضو في لجنة تجّار القدس، وتاجر معروف في سوق العطارين بالبلدة القديمة ويعاني يوميا من آثار احتلال القدس، فالضريبة الإسرائيلية لا تدعه هو والتجار بشأنهم ولا تدخر جهدا في التضييق عليهم ودفعهم لمغادرة مدينتهم التي ولدوا وعاشوا فيها .