شرعت مؤسسة الاقصي باصدار سلسلة تقارير تحت عنوان 'شاهد علي نكبة القدس والأقصي'، تزامناً مع ذكري 'النكسة' واحتلال ما تبقي من القدس وفلسطين، والذي يصادف يوم غد الجمعة، حيث شما ذلك استيلاء قوات الاحتلال علي المسجد الأقصي والبلدة القديمة، وهدم حي باب المغاربة وتسويته بالأرض, فيما باشرت سلطات الاحتلال بتنفيذ حفريات في محيط المسجد الأقصي وأسفله للبحث عن أثار هيكل مزعوم تحاول مؤخراً التحضير لبنائه بعد أن فشلت في إيجاد أي أثر له. وقالت المؤسسة في معرض تقديمها لسلسة التقارير بأن 'الأيام الستة 'الحرب' لم تخلُ من قصص إنسانية مؤثرة للمقدسيين خاصة القاطنين في محيط المسجد الأقصي, الذين تعرضوا للتهجير ومصادرة ممتلكاتهم في أولي حلقات تهويد البلدة القديمة ومنافذ المسجد الأقصي. وأوضحت المؤسسة أنها ستشير في تقاريرها الي كيفية تسيير الاحتلال للحافلات لترحيل المقدسيين، ورفع العلم الصهيوني علي قبة مسجد الصخرة بالمسجد الأقصي، وهدْم حي المغاربة بأكمله علي رؤوس أصحابه. وأوردت المؤسسة تقريرها الأول مع المقدسي صلاح الحلحولي حول رفع العلم الصهيوني في المسجد الاقصي. وجاء في التقرير: لم يستطع صلاح الحلحولي وهو يقف في باحات مسجد قبة الصخرة بالأقصي أن يحبس دموعه التي انهمرت بعد تذكر رؤيته للعلم الصهيوني وهو يُرفع فوق قبة الصخرة، يقول بصوت متقطع متألم: كنت شاباً في أوائل العشرينات من عمري، حين قدمت إلي المسجد الأقصي ورأيت ذلك المنظر، تألمت كثيرا ولم أستطع فعل شيء كنت أشاهد جنود الاحتلال يرتعون بين جنبات المسجد وزقاق البلدة القديمة ونحن لا حيلة لنا، وأضاف: بعد يوم أو يومين تم إزالة العلم الصهيوني عن قبة الصخرة بعد تدخل الدولة التركية. كانت تلك الحادثة من أبشع الذكريات في الأيام الستة عام 1967، فأن تعتاد علي مسجدٍ ومدينة لا تري فيها غريبا ولا دخيلا ثم تغدو أسيرة يستوطنها الغربان من كل صوب، ليس بالأمر السهل أبدا. الحلحولي ولد وعاش في كنف البلدة القديمة وتحديدا في 'عقبة التكيّة' يقول: 'كانت مفاجأة للجميع وقتما دخل اليهود إلي القدس، في البداية كنّا نعتقد أنه الجيش العراقي، لم نتوقع ولو للحظة أنت تكون تلك دبابات اليهود ويكون ذلك اللباس لباس الاحتلال، 'كان هناك مخطط لتفريغ القدس، لكن بحمد الله هناك من بقي وصمد، وهناك أيضا من أبي إلا أن يدافع عن مدينته ويموت بعزة'. وأضاف: 'فرق كبير بين حال الأقصي اليوم وقبل سبعة وأربعين عاما، البلدة القديمة سابقا كانت ممتلئة بالسكان، وعُمّار الأقصي كانوا كثر، فعندما كان يفرض حظر التجوّل ثم يفكّ لساعات كنت تري الأقصي يمتلئ بالمصلين'. الحلحولي عضو في لجنة تجّار القدس، وتاجر معروف في سوق العطارين بالبلدة القديمة، ويعاني يوميا من آثار احتلال القدس، فضريبة الاحتلال لا تدعه هو والتجار بشأنهم ولا تدخر جهدا في التضييق عليهم ودفعهم لمغادرة مدينتهم التي ولدوا وعاشوا فيها.