أبدت صحف عالمية مختلفة صدمتها من طريقة تزوير إدارة الناخب المصري ، ومن نتائج المشاركة المعلنة ، مؤكدة أن من شاركوا فقط في الانتخابات 10 ملايين مصري أي قرابة 18% ، بعكس ما كان يريده الجنرال السيسي (80% مشاركة) ، وشددت علي مصداقية السيسي تقوضت وشرعيته "منقوصة" وإعلامه انهار وفشل في إقناع المصريين بمسرحية الانتخابات ، وأن النتيجة هي صعود جنرال أخر للحكم ما سيعيد الثورة للمربع الأول ضد "مبارك جديد" . وكانت أكثر الصحف الأوروبية انتقادا لما جري هي صحيفة (دويتشه فيلله) الالمانية التي تحدثت عن : "فوز مخجل للسيسي ينبئ بعودة نظام مبارك" ، وتساءلت عن "مدى شرعية انتخابات الرئاسة المصرية " ، وتمديد فترة التصويت في الانتخابات الرئاسية "بطريقة مخجلة" كي تصل نسبة المشاركة أخيرا إلى الحد الأدنى المُرضي، معتبره ذلك "خطوة أخرى باتجاه العودة إلى حقبة الرئيس السابق حسني مبارك". سيناريو الانقلاب لم ينفذه الناخبون وقالت الصحيفة الألمانية أن "السيناريو الذي سيكون مثاليا هو أن يتدفق المصريون على اللجان الانتخابية للتصويت للرجل الذي نجح قبل عام في إزاحة الرئيس محمد مرسي وأن تكون الانتخابات مناسبة ليرى العالم بأسره سعادة المصريين وهم يضعون مصير أمتهم المرهقة من الثورات بيد شخصية عسكرية قوية، ثم أن يستوعب العالم أخيرا أن المصريين يمرون بمرحلة صعبة، ولذلك فهم مستعدون للتنازل عن بعض حقوقهم الأساسية بهدف إرساء الاستقرار في البلاد وإبقاء الإخوان المسلمين بعيدا عن السلطة .. ولكن "هذا السيناريو الجميل لم ينفذه الناخبون" ، وكانت نسبة المشاركة في الانتخابات "متدنية لدرجة مخجلة، رغم كل حملات التعبئة والحشد، مما اضطر الدولة لاتخاذ إجراءات استثنائية ". فقد تقرر سريعا تمديد فترة التصويت ليوم ثالث، والموظفون حصلوا على يوم عطلة رسمية في ثاني أيام الانتخاب، وسائل الإعلام وكبار الشخصيات الدينية حاولت بكل جهدها حث المواطنين على تأدية "واجبهم الوطني"، كما وُزعت الحلوى على الأطفال. ولم يقتصر الأمر على ذلك، فقد كانت هناك نداءات عبر الراديو لإخبار المواطنين بأن الانتخاب في مصر واجب وليست خيارا، ثم هدد المسئولون بفرض غرامة مالية على من يتخلف عن المشاركة. "المخالفون سياسيا لهذا التوجه، كالإخوان المسلمين وحركة 6 أبريل وغيرها من المجموعات الليبرالية والعلمانية، تعرضوا قبل الانتخابات لقمع كبير، وصل إلى حد حظر تلك الحركات واعتقال أعضائها، بل وإصدار أحكام إعدام جماعية بحقهم" شرعية منقوصة وتضيف دويتس فيلا : "إذن كان المطلوب من الناخبين أن يستمروا في التصويت حتى الوصول إلى النتيجة المطلوبة، أو بالأحرى إلى نسبة المشاركة التي ترغب بها السلطات، لذلك تعد نتيجة الانتخابات صفعة قوية لقيادة الجيش المصري، رغم فوز السيسي بها وبفارق كبير". وتتابع : "هذا ما يثير أيضا التساؤل حول شرعية هذه الانتخابات، فالمصريون لن ينسوا أنه فقط عبر الخداع والتلاعب رفعت نسبة المشاركة في الانتخابات. فالسيسي رسم آمالا عريضة، وتوقع أن تصل نسبة المشاركة إلى 80%، وهو ما لم يحدث ، ولذلك تمثل نسبة المشاركة المنخفضة – كما قالت جماعة الاخوان - "شهادة وفاة للانقلاب العسكري" ضد مرسي، وذلك أمر منطقي، فقد دعوا إلى مقاطعة الانتخابات ويشعرون الآن بجدوى تلك الدعوة حتى وإن كانت أسباب عزوف كثير من المصريين عن الانتخاب غير معروفة على وجه اليقين . وختمت الصحيفة بقوله : "بعد ثلاث سنوات من بداية "الربيع العربي" تقف مصر الآن مرة أخرى، مع رئيس منقوص الشرعية، تماما حيث كانت تقف قبل الإطاحة بمبارك، أي حالة شبه ديمقراطية تحت إشراف الجيش، الذي يؤمن مصالحه السياسية والاقتصادية، إذا لزم الأمر، عن طريق التدخلات والتلاعب والقمع" . التفويض لم يجد اذانا صاغية وقالت شبكة رويترز أن 10 مليون ناخب فقط فى مصر شاركوا في انتخابات مشكوك فى نزاهتها تهدد السيسى ، حيث لم تلقى دعوة السيسى للمصريين لتفويضه تفويضا ساحقا فى الانتخابات آذانا صاغية من قبل الناخبين؛ فى تهديد لعملية ثبيت قائد الجيش السابق عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر . ففى الوقت الذى طالب فيه السيسى بحد أدنى من 40 مليون صوت ، أو 80 في المئة من الناخبين؛ فقد أكد دبلوماسي غربي في أعقاب التصويت أن نسبة الإقبال ما بين 10 ملايين و 15 مليون صوت ، أي ما يوازي ما بين 19 و 28 في المائة من الناخبين ، وأقل بكثير من التوقعات الرسمية. تقويض مصداقيته وقالت رويترز أن "انخفاض رقم الاقبال يهدد بتقويض مصداقية سيسي كزعيم أكبر دولة في العالم العربي و يوحي أيضا بأنه فشل في حشد الدعم الكافى له بعد إسقاط أول رئيس لمصر منتخب بحرية ، محمد مرسي " ، ونقلت عن ضابط في الجيش قوله في تفسير عزوف الناخبين : "لا أعرف السبب في انهم لا يأتون ، وربما أنهم يرفضون السياسة ؟ " . مبارك يعود أيضا قالت الجارديان أن : "الجنرال السيسي يعيد مصر لسابق عهدها وأن صعود "جنرال آخر" إلى سدة الحكم في مصر يعني عودتها إلى "سابق عهدها" بعد فترة من التقلبات والمخاوف والآمال منذ 2011 " . وقالت الصحيفة إن الآمال التي سادت بعد الإطاحة بنظام مبارك في غمرة احتجاجات غير مسبوقة - ومنها الآمال في الديمقراطية نفسها وفي تسوية تاريخية بين التيارات الإسلامية والليبرالية والمحافظة سياسيا والتخلص من الدول الأمنية – قد تبددت حاليا . وأشارت الصحيفة إلى أن "السيسي لم ينجح في إقناع الناخبين بالذهاب إلى صناديق الاقتراع على الرغم منه أنه استفاد كثيرا من موارد حكومية وخاصة في تمويل حملته، واعتمد على إعلام موال إلى حد كبير - إضافة إلى القمع والترويع الذي تعرض له المعارضون وغياب منافسه حقيقي له" . وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الإقبال الضعيف ربما يعكس نفور المصريين من العودة لمثل هذه الانتخابات المخططة والمعروف نتيجتها مسبقا، بعدما جربوا انتخابات حرة وتنافسية عقدت بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع حسني مبارك عام 2011". إعلام السيسي ينهار وقالت صحيفة "تليجراف" البريطانية إن حالة من الانهيار يعانيها الإعلام الموالي للنظام الحالي بعد ثبوت خطأ تنبؤاته بدعم كاسح لقائد الانقلاب، فجاء الإقبال على التصويت ضعيفا للغاية، وهو ما دفع اللجنة العليا للانتخابات إلى مد التصويت ليوم ثالث. وأشارت إلى أن الجيش والإعلام الموالي للسيسي الذي طالما تباهى خلال الشهور الماضية بشعبيته الجارفة بعد الانقلاب على الرئيس مرسي، اصطدم بمقاطعة ناجحة أطلقها أنصار جماعة الإخوان المسلمين والمعارضة اليسارية. بدورها، قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية إن الآلة الدعائية الجبارة للمشير عبد الفتاح السيسي فشلت في حشد المصريين للتصويت على اعتلائه عرش مصر، ما دفع السلطات إلى مد التصويت ليوم ثالث لحث الناخبين على المشاركة في الانتخابات". واعتبرت الصحيفة أن ضعف الإقبال يشير إلى أن شريحة كبيرة من الناخبين - أكثر بكثير من الإسلاميين الذين يتعرضون للقمع الشديد - غير مقتنعة بأن الجنرال السابق يمكنه تنفيذ وعوده بالأمن والاستقرار والنمو الاقتصادي في مصر المنقسمة بشدة. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" : "يرى مراقبون أن فقر المشاركة كان أيضا أحدث مؤشر على أن أنصار السيسي كانوا أضعف مما صورهم الإعلام. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن إعلان الحكومة المصرية مد التصويت ليوم الثالث أمر "يدعو إلى التشكيك في شرعية السيسي"، مضيفة أن الإقبال الهزيل سوف يجرح السيسي سياسيا ويطيح بصورته كقائد لا يقهر". وأكدت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن الناخبين خيبوا ظن عبد الفتاح السيسي، و"إن الإعلام الحكومي والخاص، قاد حملة لدفع أكبر عدد من المصريين إلى المشاركة في الانتخابات حيث قال أحد المذيعين - في إشارة إلى توفيق عكاشة - إنه مستعد لتقبيل أيدي وأرجل المواطنين حتى يذهبوا للتصويت" ، داعيا لقتل النساء اللاتي فضلن التسوق على المشاركة في الانتخابات، وأن رئيس الوزراء إبراهيم محلب هدد المواطنين بفرض غرامات مالية على المقاطعين .