كشفت مصادر إيرانية عن تجنيد الحرس الثوري، مقاتلين شيعة عراقيين وأفغان للقتال في سوريا، وقد شُيّع جثمانا أفغانيين في مدينة مشهد شمال شرقي إيران التي تقطنها جالية أفغانية كبيرة، يوم الأربعاء الماضي. وكان هذان الأفغانيان لقيا مصرعهما في المعارك الدائرة في سوريا، بعد أن جُندا للدفاع عن نظام بشار الأسد. وأكد المصدر أن الشيعة الأفغان لا يملكون حيلة في دفع إلحاح الحرس الثوري لتجنيدهم للقتال في سوريا بدلاً من عناصره، للتصدي للثوار السوريين، والذهاب إلى معارك الموت من أجل الحصول على الإقامة، وتأمين لقمة العيش لأُسرهم، وحق التعليم لأولادهم. وأفاد الإعلام الإيراني الرسمي أنه شُيّع جثمان قتيل آخر في مدينة شيراز، وهو إيراني قتل في معارك "الدفاع عن المقامات الدينية". وعلى الرغم من التكتم الشديد على هوية هذين القتيلين، من قبل إعلام الحرس الثوري، إلا أن وجود مشيّعين غالبيتهم من الأفغان، كما توضح الصور، لا يُبقي مجالاً للشك بأنهما من الأفغان المجندين من قبل الحرس الثوري، فضلاً عن عدم ذكر اسميهما في الأخبار، إضافة إلى خلوّ المراسم من أي ذكر لاسميهما على اللافتات والملصقات خلال التشييع، في الوقت الذي كشف عن هوية القتيل الذي شُيّع في مدينة شيراز وهو إيراني يدعى جواد سجادي. وكان الحرس الثوري الإيراني غيّر أسلوبه في إرسال عناصره إلى القتال في سوريا، خصوصاً بعد أسر 44 من أعضائه في سوريا عام 2012 على يد الجيش السوري الحر، وهم في طريقهم إلى إيران عبر المطار، والذي تحول إلى أزمة كبيرة انتهت بصفقة بين النظام السوري والجيش الحرّ. ومنذ ذلك الحين راح يكتفي بإرسال المستشارين، للحدّ قدر المستطاع من ذهاب قوات التعبئة (الباسيج)، الذين لا يعرفون بانضباطهم كعناصر الحرس الثوري. ومنذ سقوط طالبان في أفغانستان في 2001، بادرت إيران إلى إعادة اللاجئين الأفغان إلى أفغانستان، والذين كان يقدر عددهم بأكثر من مليون لاجئ، بالتنسيق مع الأممالمتحدة، لكن حجم الدمار الذي أصاب أفغانستان، فضلاً عن عدم استتباب الأمن في كثير من المناطق، لم يتيحا عودة جميع اللاجئين الأفغان.