أطلق أحد زعماء التتار تحذيراته من أن روسيا تخاطر بتكرار اشتباكاتها الدموية في الشيشان إذا نفذت تهديداتها بضم القرم، خصوصا مع توعد مجموعات إسلامية بإعلان النفير والجهاد ضد القوات الروسية التي تحتل شبه الجزيرة. ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، عن مراسلها في مدينة سيمفروبول (عاصمة شبه جزيرة القرم) أن عددا من الناشطين التتار يعتزمون القتال ضد القوات الروسية. وكشف "مصطفى جميليف"، العضو في البرلمان الأوكراني، في مقابلة له مع الصحيفة في سيمفيروبول قوله: "لدينا مجموعات إسلامية وهابية سلفية من الذين قاتلوا (مع الثوار) في سوريا"، وأضاف: "يقولون: عدو دخل أرضنا ونحن مستعدون..". واستطرد قائلا: "لا يمكننا منع الناس الذين يريدون أن يموتوا بشرف"، موضحا أنه لا يؤيد الحملة الجهادية. ويرى التقرير أن التحذير يعكس المخاطر المحتملة التي تواجه موسكو في وقت تشدد فيه الخناق على شبه الجزيرة ويقترب فيه موعد الاستفتاء على القرم (والمقرر ليوم الأحد المقبل)، الذي يحدَد ما إذا كانت ستصبح جزءا من روسيا. ويقول القادة المحليون إن ضم شبه جزيرة القرم لروسيا لن يفاقم الأزمة بين الشرق والغرب الناجمة عن الاحتلال الروسي في شبه الجزيرة، وحسب، بل يمكن أن يعمق أيضا الانقسامات العرقية والدينية في شبه جزيرة القرم نفسها، مما يزيد من مخاطر الفتنة الطائفية وربما انفجار الصراعات المسلحة. ومعارضة السيطرة الروسية تنتشر بقوة في أوساط تتار القرم، الأقلية المسلمة، التي يبلغ عددها نحو 280 ألف ويشكلون ما يقرب من 12 في المائة من سكان المنطقة. وثمة أيضا خطر يواجه روسيا، وهو احتمال تدويل أزمة القرم، ما يعني حمل الجهاديين الأجانب السلاح ضد روسيا كما فعلوا في الحرب الشيشانية في وقت مبكر من بداية الألفية الثانية. وفي هذا، قال تشارلز ليستر، زميل زائر في مركز بروكنجز بالدوحة وخبير في الحركات الجهادية في سوريا، إن غزو روسيا جرى فعلا مناقشته بتفاعل في وسائل الإعلام الاجتماعية ومنتديات الإنترنت التي يرتادها "متشددون إسلاميون"، وأضاف: "الناس يتساءلون ما إذا كانت الأحداث [هناك] ستُفضي إلى فتح جبهة جهادية جديدة". وأضاف أن النقاش انحصر في هذا النطاق، ولم يكن هناك ما يدل حتى الآن على أن المقاتلين الأجانب توجهوا إلى شبه جزيرة القرم. وكان رفعت تشوباروف رئيس مجلس الشعب التتري اعتبر الدعوة إلى انفصال القرم دعوة باطلة وغير شرعية. ويقول التقرير إن ثمة صلات قائمة بالفعل بين تتار القرم والشبكة الإسلامية "المتشددة" العالمية، خصوصا مع قتال العديد من التتار مع المعارضة المسلحة لبشار الأسد في سوريا، ومن بينهم، المكنَى "أبو خالد"، والذي نفذ عملية "انتحارية" في حلب العام الماضي. وقد لاحظ محللون، وفقا للتقرير، أن الوسم # NafirforUkraine (النفير إلى أوكرانيا) قد ظهر مئات المرات في الأيام الأخيرة على تويتر. ويقول التقرير إن تزايد القلق بين تتار القرم له جذوره في التاريخ المأساوي تحت الحكم الروسي، والذي بدأ عندما ألحقت كاترين العظمى القرم في 1783. كما إن جوزيف ستالين قام بترحيل السكان التتار كلهم في العام 1944، بحجة أنهم تعاونوا مع النازيين.