بحسابات الصبر، تظل بعض شعوبنا العربية سيدته بلا منازع على مستوى العالم .. عندما اتصلت بذاك الصديق الصحافي في دمشق حاولت ان انتزع منه كلمة آه، كان صوته يدوي في الهاتف حتى حسبت ان ثمة معارك تدور حواليه .. اعجبتني افكاره وهو يطرح علي فكرة انه يعد نفسه لحرب قد تطول اكثر من عشر سنوات .. مضيفا اننا نعيش حياتنا صبرا في كل شيء، في الطعام والشراب ومطالب الحياة اليومية، نحن نتكيف مع الضرورات فقط .. أليس لصبر السوريين معان ماندلية، وكل هذه الأمة ماندلية أيضا لأنها صابرة حتى نفاد الصبر الذي لا ينفد عربيا، مع انها تختزن في كل يوم وعيا يكاد أن يكون خيارها بنفسها. مانديلا معلم البشرية الذي طمح لمستوى بشري متحرر، اكتشف ان الصبر ليس عجزا، فبثه حكما .. الصبر احدى معجزات العقل البشري حين يداهمه الخطر القائم أو القادم، فليس له حيلة سوى المرابطة في مساحته التي منحه له عقله العارف بضمانة حياته ان هو تمسك به. مانديلا إذن حي ما زالت فرص حيويته تدق العقول كلما تضايق العربي في التعبير عن الصورة الصعبة التي يحياها. ومثلما اعطي مانديلا جوائز كبرى على صبره وحكمته، ارجو ان يعطى كل عربي من هذا البعض العربي المضطرب أبرز تلك الجوائز لأنه ليس سجينا فقط بل هو مدلى على المشنقة لا يعرف متى يصدر الأمر بسحب الكرسي من تحت رجليه، اذن هو في خطر داهم على مدار الساعة. لن نمل الصبر حتى لو ملنا، وحتى لو نسيناه فسنظل نذكر كلمات إحدى الأغنيات " بفكر فيك وانا ناسي". لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا