مخطط الطاقة الذي يصبو إلى بناء خمس محطات لتحويل الطاقة الشمسية بهدف تقليص الاعتماد على النفط المستورد، والوصول في عام 2020 إلى إنتاج 42 في المئة من حاجيات المغرب للكهرباء. ويتضمن هذا المخطط عدة تدابير ترمي إلى تشجيع مصادر الطاقة المتجددة، وحماية البيئة باستعمال التكنولوجيات النظيفة، وتحسين النجاعة الطاقية في مسلسل الإنتاج وفي تشييد المباني والخدمات، والحد من تأثير النقل على استهلاك الطاقة وتشجيع الاستثمار. ثم على مستوى الميدان الصناعي، يتضمن برنامج إقلاع Emergence «المهن العالمية للمغرب»: الأنشطة الخدماتية عن بعد Offshoring وصناعة السيارات، وصناعة الطيران، والصناعة الإلكترونية، والصناعة الغذائية، وصناعة تحويل المنتجات البحرية، والصناعة التقليدية العصرية وصناعة النسيج. ويحاول المغرب بفضل هذه البرامج جلب المزيد من المستثمرين الأجانب. إلا أن الطموحات المشروعة لهذه المخططات التنموية القطاعية لا يمكن تحقيقها على أرض الواقع، ولا يمكنها أن تعطي النتائج المنتظرة منها كاملة، إلا إذا لعب البحث العلمي والابتكار التكنولوجي دور المحرك الأساسي لها، وتم ضمان تكوين الأطر والكفاءات ذات المؤهلات العالية وبالأعداد الكافية... فالبحث العلمي والابتكار التكنولوجي، وهما موضوعا منتدى فاس لهذه السنة، يسهمان في الواقع ليس فقط في جلب الاستثمار، ولكن أيضاً في إدماجه في النسيج الاقتصادي الوطني من خلال عملية نقل التكنولوجيا؛ وبهذه الطريقة سنضمن دوام هذه الأنشطة الاقتصادية واستقرارها في المغرب. ولذا وجب وضع استراتيجيات وطنية لتكوين أجيال جديدة من الباحثين وتعبئة الأطر والكفاءات لمضاعفة الإنتاج العلمي وضمان جودته؛ كما وجب إصلاح جذري للمنظومات الوطنية للتربية والتكوين والبحث العلمي، وجعلها قادرة على مصاحبة ومواكبة مخططات التنمية القطاعية حتى تنعم بالشمولية والانسجام، وتكون قادرة على تعبئة جميع هياكل البحث والقضاء على أسلوب التكرار في الاختصاصات والقرارات وتحسين الحكامة؛ كما وجب الرقي بجودة تدريس العلوم والتقنيات على مستوى المناهج وفي جميع المسالك الدراسية، وذلك أيضاً بتشجيع النهج القائم على التجربة والملاحظة والتمييز والتفكير من أجل الحصول على استيعاب جيد للمعارف وتنمية الثقافة العلمية والتقنية... ولا غرو أن النشر المنهجي لهذه الثقافة، كما يؤكد ذلك التقرير الأخير لأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، انطلاقاً من مؤسسات التعليم والجامعات ومراكز البحث وعن طريق استعمال وسائل الإعلام السمعية والبصرية، ينبغي أن تصبح له مساهمة كبيرة في تنمية الأوطان العربية. لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا