ظلوا يحاولون إيهام الشعب المصري بأن أمريكا تؤيد التيار الإسلامي وأن هناك صفقات بينها وبينهم إلا أن زيارات المسئولين الإسرائيليين والأمريكان للقاهرة والتي لم تتوقف عقب انقلاب 3 يوليو تنبيء بعكس ذلك. فها هو وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يزور مصر يوم الأحد المقبل قبل يوم واحد من محاكمة الرئيس الشرعي د.محمد مرسي التي من المرجح أن تصبح المواجهة التالية في الصراع بين الثورة التي ينتمي إليها مرسي والحكومة الانتقالية التي يدعمها قادة الانقلاب. وقد تظاهر أمس عشرات الآلاف من الشعب المصري الرافض للانقلاب في محافظات عدة أمس الجمعة استجابة لدعوة تحالف دعم الشرعية لتنظيم احتجاجات يومية حتى موعد محاكمة مرسي بعد غد الإثنين. وقد تدهورت العلاقات بين واشنطن والقاهرة منذ الإطاحة بمرسي أول رئيس مصري منتخب ديمقراطيا. وكثيرا ما تروج الصحف الحكومية لنظرية المؤامرة التي تشير إلى أن واشنطن تدعم الإخوان لضمان الهيمنة الأمريكية على مصر وبقية الشرق الأوسط بل إن إحدى الصحف قالت إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عضو في جماعة الإخوان المسلمين. وفي مسرحية هزلية كدليل على التوتر القائم بين مصر والولاياتالمتحدة قال واشنطن في التاسع من أكتوبر الماضي إنها ستعلق تسليم دبابات وطائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر وصواريخ فضلا عن مساعدات نقدية قيمتها 260 مليون دولار لمصر حتى يتم إحراز تقدم في مسار التحول الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان. ويرى خبراء أن عزل مرسي وضع الرئيس الأمريكي في مأزق فيما يتعلق بالتعامل مع مصر الحليف الاستراتيجي منذ فترة طويلة فهو من ناحية يريد الإبقاء على العلاقات مع الدولة التي تربطها معاهدة سلام مع إسرائيل، ومن ناحية أخرى لا يرغب أوباما في أن ينظر إليه باعتباره يقبل بالإطاحة برئيس منتخب حتى وإن كان إسلاميا كانت واشنطن تنظر إليه كرئيس غير فعال خلال فترة حكمه المضطربة التي استمرت عاما واحدا. ويرى البعض أن زيارة جون كيري في هذه الفترة الحساسة تحديدا تأتي في إطار المحاولات المستمرة لتحسين صورة الولاياتالمتحدة في العالم والظهور بمظهر أنها تحاول التقريب بين وجهات النظر بينما هي في الحقيقة تدعم الانقلاب العسكري.