قالت مصادر صحفية إيرانية إن السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس سوف يزور إيران، دون تحديد لوقت الزيارة. ونقلت صحيفة "آل مونيتور" عن مصادرها أن الزيارة تهدف لإعادة العلاقات مع إيران بعد تدهورها بسبب خلاف الطرفين على الملف الإيراني. وبعد أن تغيرت الأوضاع بشكل مفاجئ، بعد الإطاحة بجماعة الإخوان في مصر، وجدت حماس نفسها في طريق مسدود، وبدأت فصلا جديدا في علاقاتها مع إيران، على الرغم من أن الخيار المفضل لحماس كان التحالف مع الجماعة الأمَ، الإخوان المسلمين، التي كانت تحقق مكاسب سياسية في تونس ومصر، وكانت الخيار المفضل لحكم سوريا حال نجاح الثورة في إسقاط النظام. وفي طهران، لا يزال هناك جناح يرى بأن إحياء العلاقات مع حماس بحاجة إلى عملية بناء الثقة، كما أخبر مصدر إيراني قريب من هذا الجناح، مضيفا: "ما حدث خلال عامين من الأزمة في سوريا أثار مخاوف بشأن الفائدة من دعم حركة تبين أنها في أول مفترق خطر، استدارت ووضعت نفسها في معسكر أعدائنا". وذكر المصدر أنه "بما أن هناك توافقا في الآراء بشأن إغلاق الفصل القديم تماما، نحن لا نمانع، ولكن من الأفضل تأطير هذه العلاقة". وقال مصدر مطلع في طهران لصحيفة "آل مونيتور" أنه قبل شهر واحد، وفي جنازة والدة قائد قوات فيلق القدس، قاسم سليماني، زار المسؤول في حماس محمد نصر طهران لتقديم التعازي للرجل الذي يُعتقد أنه يشرف ويدير نفوذ إيران في المنطقة. وكشف المصدر أنه كان هناك اقتراح بأن يرأس مشعل نفسه وفدا لحضور الجنازة، لكن يعتقد الإيرانيون أنه من السابق لأوانه طرح مثل هذه الخطوة الآن". وذكرت الصحيفة أن "خالد مشعل هو المسؤول شخصيا عن الفصل القديم. كانت هناك قيادات تاريخية في حركة حماس (وأبرزهم الدكتور محمود الزهار) تنتقد سياسات معارضة إيران، وبالتالي كانت إيران تنتظر تغييرا حقيقيا. وعليه، فالمشكلة هي مع مشعل نفسه وليس مع حماس". وكانت زيارة القيادي في حركة حماس "محمد نصر محاولة لكسر الجليد فيما يتعلق بالاتصال المباشر بين مشعل والقيادة الإيرانية، مع اتفاق تسوية لتحسين العلاقات. وفي هذا الصدد، زار "محمد نصر" قبل أيام طهران يحمل مرة أخرى رسالة من مشعل، الذي قدم في نفس الوقت تقريبا خطابا من اسطنبول عبر دائرة تلفزيونية مغلقة لتجمع في بيروت حول القدس. وذكرت مجلة العصر التي نشرت الخبر أن مشعل أنكد أنه مع حق الشعب في التظاهر سلميا وعدم رفع السلاح، داعيا هؤلاء الذين يقاتلون لتوجيه أسلحتهم نحو إسرائيل والسعي لتحرير القدس من الاحتلال الإسرائيلي. والمرحلة الثانية تعني زيارة رسمية من زعيم حركة حماس إلى العاصمة الإيرانية. وقال مصدر فلسطيني في طهران لصحيفة "المونيتور" إن مشعل أعرب عن استعداده لزيارة طهران، فيما رحب الإيرانيون بهذه الخطوة، ولكن الأمر الوحيد الذي يبقى معلقا هو التوقيت. ومن المهم أن نذكر أنه على الرغم من الصعود والهبوط في علاقة إيران وحماس، فإن مكتب الحركة في طهران لم يُغلق، ولم يغادر ممثلها البتة، كما إن الزيارات من عدد من المسؤولين العسكريين والسياسيين للحركة لم تتوقف.