هل ثمة تغيير حقيقي في السياسة الاميركية ازاء سوريا؟ الواقع لا يؤكد .. وليس من تغيير يحصل بين ساعة وأخرى، من موقف استراتيجي هجومي دائما، إلى موقف تكتيكي متراجع في سرعته. لكن الأميركي على ما يبدو باعتباره بائعا وشاريا، اي صاحب مصالح مستمرة، يمكنه ان يغير، كما يمكن لمواهبه في تجارة الكلام والمواقف، ولبراجماتيته التي هي طبيعة عمله السياسي، ان يكون التغيير مبنيا على حقائق وعلى تطورات جديدة، بل على مفاهيم قد تكون معاكسة لماض قريب .. وهذا برأينا لم يحصل .. الا اذا كان كيري الذي يستبق مؤتمر جنيف 2 يقدم عرض استباق لشراء ذمة قائد كبير كالرئيس الاسد، يعرف سلفا احجام الرجال الذي يصدرون كلمات ذات معنى في لحظات. ثم ان الثابت في السياسة الخارجية الاميركية انها ابنة ثوابتها .. فمثلما هي في السابق تكون في اللاحق، اي انها لا تخترع جديدا ولا تضحي بقديمها .. وفي كل الاحوال فإن لكلام الثناء المفاجئ على الرئيس السوري، ما هو مؤكد انه خيار اللحظة التي قيلت فيه ويجب الا يتعداها، الا اذا اعتبرنا ان اميركا قررت العودة عن مواقفها ازاء سوريا، فهذا يعني انقلابا كبيرا لا يمكن هضمه على الاطلاق في هذا التوقيت الذي يؤكد العكس. ما يهمنا في محصلة مواقف من هذا النوع المشجع فيها انها خطوة نحو اعادة الرشد، ان الجيش العربي السوري يقدم في هذه الاثناء عرضا رائعا في ميدان القتال .. ان ما سمعناه عن اخبار تقدمه باتجاهات مختلفة سواء في ريف دمشق او على الطريق المؤدي إلى حلب بما هي استراتيجية، يجعل الطريق الى جنيف 2 ممهدة لعروض ان المكاسب فيها ستسجل لمن يصنعها على الارض. لقراءة المقال كاملا اضغط هنا