قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن " رد فعل مسؤولين وخبراء إسرائيليين تجاه أنباء تخطيط الولاياتالمتحدة لتخفيض المساعدات إلى مصر، كرد فعل على القمع الذي وقع هذا الصيف ضد الإخوان المسلمين وتواصل العنف اتسم بمزيج من خيبة الأمل والحذر" وتابعت الصحيفة في تقرير لها اليوم الأربعاء: " إسرائيل ترى المساعدات جزء لا يتجزأ من معاهدة السلام مع مصر عام 1979، وضرورة للحفاظ على استقرار المنطقة". وتابعت: " إسرائيل كانت ضالعة مع إدارة أوباما في مناقشات تخفيض المساعدات، ورفض المسؤولون الإسرائيليون التعليق على بشكل علني على الأنباء اليوم الأربعاء، لأسباب منها عدم إعلان واشنطن الرسمي حتى الآن بشأن ذلك الأمر". لكن الصحيفة نقلت عن مسؤول صهيوني طلب عدم الكشف عن هويته تحذيره من أن تداعيات التخفيضات الأمريكية العقابية في المساعدات المصرية قد تتجاوز قضية العلاقات الصهيونية المصرية، معتبرا أن الولاياتالمتحدة تلعب بالنار. وأضاف المسؤول الصهيوني: " لا يمكن تفكيك معاهدة السلام وانتزاع هذا الجزء..ولكن هنالك عناصر أخرى في هذا اللغز..الأمر لا يتعلق بإسرائيل، بقدر ما يتعلق بالموقف الأمريكي تجاه العالم العربي". وأردف قائلا: " المساعدات الأمريكية لمصر ليست مجرد شحنات دبابات، لكنها أيضا نوع من الحضور والالتزام، إذا أدارت الولاياتالمتحدة ظهرها لمصر، الحليف القديم، كيف يمكن أن ينظر إلى الأمر؟ سينظر الشعب للأمر كما لو كانت الولاياتالمتحدة تسقط صديقا قديما". ونقلت الصحيفة عن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو قوله في مقابلة إذاعية الأسبوع الماضي ردا على تعليقا سؤال حول مستقبل المساعدات إنه سيتحدث فقط بشكل عام، غير أنه أوضح أن قرار سحب المساعدات يدعو إلى القلق، ومضى يقول: " مصلحتنا بشكل أساسي تتمثل في استمرار السلام مع مصر، وهذا السلام يقوم على المساعدات الأمريكية لمصر، وأعتقد أن ذلك بالنسبة لنا هو الاعتبار الأكثر أهمية، وأنا متيقن من مراعاة واشنطن لذلك". ومضت الصحيفة تقول: " عقب إقصاء مرسي في الصيف، طلبت إسرائيل من واشنطن عدم قطع المعونة إلى مصر، بداعي أن أي إضعاف للجيش المصري، من شأنه الإضرار بفرص استقرار البلاد". ونقلت مجددا عن المسؤول الصهيوني قوله : " طلبنا من الأمريكان منح مصر فرصة"، محذرا من أن أي تغير في السياسية الأمريكية تجاه مصر يمكنه أن يتحول سريعا إلى تصدع. واستطردت الصحيفة: " المسؤولون الإسرائيليون والخبراء يقولون إن التعاون الأمني بين إسرائيل ومصر، تحت قيادة الجنرال عبد الفتاح السيسي، أضحى أقرب من أي وقت مضى، حيث يقوم الجيش المصري بمحاربة الإسلاميين في شبه جزيرة سيناء، على امتداد الحدود مع إسرائيل، وتدمير الأنفاق التي طالما استخدمتها ميليشيا حماس في تهريب الأسلحة إلى غزة، بما يمكن أن يستخدم ضد إسرائيل". وأضافت نيويورك تايمز: " بعض المحللين قلقون من أن تؤدي التخفيضات العقابية في المساعدات في المساس بالإجماع الموجود في مصر من أن الوقت ليس مناسبا للمساس باتفاقية السلام مع إسرائيل، وإثارة الدعاوى مجددا المطالبة بمراجعة الاتفاقية". كما أوردت الصحيفة تصريحات لإيهود يعاري زميل معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أدلى بها للقناة الثانية الصهيونية قوله: " معاهدة السلام مع مصر كانت حزمة واحدة، جزء منها يتمثل في المساعدات العسكرية، إذا أخذت طوبة واحدة من حائط كامب ديفيد قد ينهار بشكل كلي". من جانبه، قال البروفيسور افرايم انبار، مدير مركز بيجن- السادات للدراسات الاسترايجية في جامعة بار إيلان: " الحكومة المصرية ليس من المحتمل أن تلقي اللوم على إسرائيل بشأن التخفيضات المقترحة، لمعرفتها أن إسرائيل دافعت عن استمرار المساعدات"، لكنه أضاف أن الرسالة السياسية التي ترسلها واشنطن تمثل مشكلة لإسرائيل ومصر والدول العربية الحليفة للغرب مثل السعودية. لمطالعة النص الأصلي http://www.nytimes.com/2013/10/10/world/middleeast/israel-us-egypt.html?_r=0